قال "محمد اجيت" ممثل قناة "أنقرة السابعة " التركية أن الحكومة التركية لا يمكنها الإقدام على أي خطون دون موافقة الرئيس رجب طيب أردوغان وذلك بعد تشكيله مجلساً استشارياً من 13 شخصاً ك«حكومة شكلية » تأتمر بأمره. وأضاف "اجيت" الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج "Sicak Gundem" على قناة" TRT Haber" في حلقة الأمس أن أردوغان ترأس اجتماع مجلس الوزراء، ليدمج سلطات البلاد ببعضها، ويمضي في بسط سيطرته على مفاصل الدولة كلها مؤكدا أنه للمرة الأولى منذ عد 15 عاماً على آخر اجتماع وزاري يترأسه رئيس الجمهورية، أقدم أردوغان، كعادته، على خطوة غير معهودة في المشهد السياسي التركي خصوصاً أنه منذ انتقال تركيا إلى التعددية الحزبية عام 1950، ترأس رؤساء الجمهورية اجتماعات الحكومة 17 مرة فقط. وقد سجّل الرئيس تورغوت أوزال (1983- 1989)، العدد الأكبر في هذا المجال، حيث اجتمعت الحكومة 7 مرات برئاسته. وأشار ممثل قناة "أنقرة السابعة" إلى أن الدستور التركي يمنح رئيس الجمهورية صلاحيات ترؤس اجتماعات الحكومة «وقت الضرورة» إلا أن الرئيس، وفقاً للدستور، لا يملك صلاحيات تنفيذية، وهو ما يسعى أردوغان إلى تغييره، بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 7 يونيو المقبل، حيث يطمح في حال حصول حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على الأغلبية، إلى تعديل الدستور ليجعل النظام رئاسياً. وأوضح "محمد اجيت" انه وبعد انتخاب أردوغان رئيساً للجمهورية في اغسطس الماضي، قد أكد أنه لن يكون كباقي الرؤساء، إذ إنه سيتدخل في كل شيء وهو ما يؤكد أن أردوغان يريد أن يؤدي كل الأدوار في الدولة، دفعة واحدة وقد سجّل حكمه، من اغسطس حتى اليوم فقط، ممارسات عدة، أكدت أنه يحاول جدّياً تصوير نفسه بصورة الحاكم الوحيد، على طريقة السلاطين الذين حكموا الإمبراطورية العثمانية التي يتغنّى أردوغان بأمجادها دائماً وعلى هذا المنوال، عيّن أردوغان مجلساً استشارياً يضم 13 شخصاً، وصفه الإعلام التركي بأنه «مجلس وزراء مصغّر تابع لأردوغان» وقد أثبت الرجل خلال الأشهر الماضية أنه جادّ في مقولته عن تميّزه عن الرؤساء الأتراك السابقين، حيث يتحدّث الإعلام التركي باستمرار عن أنّ رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو لا يملك أي صلاحيات في الحكومة التي لا تستطيع أن تقدم على أي خطوة من دون موافقة الرئيس. وقالت وسائل إعلام إن أردوغان يصدر تعليماته لداوود أوغلو في كل صغيرة وكبيرة، في شأن الإجراءات المتعلقة بالحكومة والحزب "على حد قوله." وأشار الإعلامي التركي إلى أن أردوغان هو الذي سيقرّر قريباً أسماء المرشحين للانتخابات البرلمانية عن الحزب الحاكم كذلك، تناقل عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صور رئيس الوزراء داوود أوغلو وهو يجلس في مكانه في صالة الاجتماع متجهّم الوجه، قائلةً إنه تعرّض لانتقادات لاذعة وربما توبيخ من أردوغان، بسبب تصريحاته التي تتناقض مع تصريحات الرئيس في مواضيع مختلفة أما يوم أمس، فقد دخل أردوغان قاعة الاجتماع مع داوود أوغلو، إلا أن الأخير بقي في الخلف فيما تابع أردوغان سيره مصافحاً الوزراء، قبل أن يجلس في مكان رئيس الوزراء. وختم ممثل قناة "أنقرة السابعة" "محمد اجيت" حديثه موضحا أن قيادات المعارضة تعتبر تصرفات أردوغان «محاولةً منه لإحكام سيطرته الشخصية على جميع مؤسسات الدولة التركية ومرافقها، ليتحول إلى سلطان جديد، خصوصاً إذا فاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة حينها، سيضمن أردوغان البقاء في القصر الرئاسي ولايتين، أي حتى 2024 .