رأت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتحرك بعيدًا عن "العلاقة الاستثنائية" مع بريطانيا ، وقالت " في حين سيبتسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته لواشنطن ، فإن أهمية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هي ما ترتفع هناك". وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الألكتروني " عندما يأتي كاميرون إلى واشنطن اليوم الخميس فإن الجانبين سيشيران بالاحترام الواجب لفكرة العلاقة الخاصة بين بريطانياوالولاياتالمتحدة". وتابعت: "إن أوباما ليس شخصا عاطفيا بطبيعته ، لكن الزيارات الأخيرة تشير إلى التوقع بأن كلا من الرجلين سيرتدي قناع الحميمية بما يكفي لصرف الانتباه عن حقيقة غير مريحة ، ألا وهي أن موقف بريطانيا في واشنطن في منحنى تنازلي منذ عدة أعوام". ومضت الصحيفة قائلا: "إن عدم اليقين المتزايد حول وضع بريطانيا في القارة الأوروبية والصراع في العام الماضي على استقلال اسكتلندا والتصويت غير الناجح على تدخل عسكري في سوريا عام 2013 والإخفاقين المزعجين للجيش البريطاني في البصرة وهلمند ، جميعها أشياء ساهمت في عقد من الزم شهد تضاؤل الدور البريطاني". وأضافت: "إن الحقيقة تتمثل في أنه في ظل تزايد ابتعاد كاميرون عن رأس الطاولة الأوروبية ، فإن البيت الأبيض يتجه إلى ميركل فيما يتعلق بتناول القضايا الكبرى مثل فرض العقوبات على روسيا وإنقاذ أوكرانيا ماليا أو دعم اليورو". ونقلت الصحيفة عن إيان بريمر ، من مجموعة (أوراسيا) لاستشارات المخاطر التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ، قوله " تعد حقيقة قيادة ألمانيا لأوروبا في حد ذاتها أمرا غير متوازن ومثيرا للمشاكل إلى حد بعيد بالنسبة لأوروبا ، لكن لا شك في أنها تمثل تهميشا لبريطانيا ". ولفتت الصحيفة إلى قول مسئول أمني كبير سابق في إدارة أوباما: "إن أكثر تعبير ملموس عن العلاقة الخاصة على مر السنين كانت استعداد بريطانيا لدعم السياسة الخارجية الأمريكية عسكريا ، من خلال المساعدة بقوات برية". وأضاف المسئول الأمريكي " بالنسبة لكاميرون تعتبر الرغبة في استخدام القوة العسكرية ، للأسف ، أصلا أقل قيمة بالنسبة لرئيس مثل أوباما انتخب على أساس وعد بإنهاء حربين ، خاصة وأن التوقعات ليست كبيرة بشأن قيامه بتدخل عسكري". وأوضح بريمر أنه عندما تتدخل الولاياتالمتحدة في عصر الإستطلاع والطائرات بدون طيار والحرب الإلكترونية، يمكنها تنفيذ هذا بوجه عام بشكل أحادي الجانب. واختتمت الصحيفة : "إن هذه كلها أشياء تعني أن أوباما سيبتسم أمام الكاميرات مع كاميرون ، لكن عندما يعود إلى مكتبه فإن ميركل ستكون من يتصل به".