استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف اليوم الخميس السيد جون بيرد وزير خارجية كندا. وأكد وزير الخارجية الكندي خلال المقابلة أن حكومته تقدر دور الأزهر الشريف وإمامه الأكبر في نشر ثقافة التسامح والاعتدال وقبول الآخر، ودعم الاستقرار والسلام في العالم، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الحضارات، مشيدا بالتعاون الكامل بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية. وأضاف وزير الخارجية أنه يدعم حرية الرأي والتعبير في العالم، لكنه لا يتفق مع الأشخاص الذين يسخرون من النبي محمد بدعوى حرية التعبير التي يجب أن تكون مقيدة بضوابط وإلتزامات لا يصح لأحد الخروج عليها، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط. وشدد على احترام كندا لكافة الأديان السماوية ومعتقدات الآخرين، مبديا دعمه للمسلمين السنة، قائلا دائما ما ننصح الحكومة العراقية بدمج المسلمين السنة في برنامج شامل. من جانبه رحب فضيلة الإمام الأكبر بوزير الخارجية الكندي في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدا أن حرية الرأي حق من حقوق الإنسان كفله الإسلام بنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومصادرة هذا الحق شكل جديد من أشكال العبودية الجديدة، لكن لا يجب استخدامه في الإساءة للأديان والشعوب؛ إذ الحرية بهذا المفهوم معول هدم للسلم الاجتماعي. وأوضح فضيلته أن القوانين الغربية تجمع بين المتناقضات، فهي تجرم الحديث عن بعض القضايا التاريخية التي تمس اليهود، وفي المقابل لا مانع لديها من الإساءة إلى معتقدات الآخرين بداعي حرية الرأي، وخير مثال على ذلك ما قامت به مجلة شارلي إيبدو الفرنسية من نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم متجاهلة مشاعر نحو ملياري مسلم، وقد دعونا المسلمين في الغرب لتجاهل هذا الخيال المريض والعبث الكريه الذي لن يقلل من مكانة وعظمة النبي صلى الله عليه وسلم. وطالب فضيلته الغرب بأن يعرفوا قيمة الدين في الشرق وقيمته عندهم، وأن يعلموا أن حرية التعبير مقيدة بعدم تدمير الآخر.