بعد تصريحات واشنطن حول الاستيطان.. عباس يبحث مع مبارك الموقف الفلسطيني لقاء سابق بين مبارك وعباس القاهرة: بعد إعلان أمريكا تخليها عن الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان ، يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نظيره المصري حسني مبارك في القاهرة الخميس للبحث في تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية ، فيما دعا وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط المجتمع الدولي الى تحديد مواعيد نهائية واضحة للتوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا قالا إن محادثات مبارك وعباس ستتناول الجهود التى يقوم بها مبارك مع الأطراف المعنية من أجل تهيئة الظروف التي تساعد على استئناف المفاوضات ودفع عملية السلام. وأضافت نقلا عن مصادر فلسطينية في القاهرة أن زيارة عباس إلى القاهرة "لم تكن مبرمجة، لكنها جاءت في ضوء القرار الأمريكي الأخير والذي تخلت فيه الإدارة الأمريكية عن مطالبتها إسرائيل بوقف الاستيطان"، لافتة إلى أن عباس سيتشاور مع القيادة المصرية في الخطوة المقبلة في ضوء التراجع الجديد الناتج عن هذا القرار الأمريكي. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت رسميا توقفها عن الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان على الأراضي الفلسطينية من أجل استئناف محادثات السلام مع الجانب الفلسطيني. تغير في التكتيكات ويتزامن ذلك مع الانباء التي تحدثت عن توجه مبعوث السلام الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل الى المنطقة الاسبوع القادم. وقال بي. جيه. كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "السناتور ميتشل سيعود الى المنطقة الاسبوع القادم للتشاور". وقال ان الدبلوماسية الامريكية ستستمر رغم قرار يوم الثلاثاء بالتخلي عن جهود وقف المستوطنات اليهودية منهيا بالفعل محاولة احياء محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة. وأضاف كراولي ان الولاياتالمتحدة تعتقد ان المفاوضات المباشرة ستظل ضرورية لحل صراع الشرق الاوسط وانه سيبحث مع الجانبين أفضل وسيلة لجلبهما الى طاولة التفاوض. وقال كراولي "انني أصف ذلك بأنه تغيير في التكتيكات وليس تغييرا في الاستراتيجية". في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية المصري المجتمع الدولي الى الدفع من اجل انهاء محادثات السلام في الشرق الاوسط وتحديد مواعيد نهائية واضحة للتوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال ابو الغيط بعد محادثات في صوفيا مع نظيره البلغاري نيكولاي ملادينوف ان "الرأي المصري هو الاتفاق على نهاية للعبة. وهذه النهاية هي ان تتفق اللجنة الرباعية على معايير للتسوية" بين اسرائيل والفلسطينيين. وحذر من انه "بعد ذلك وخلال سنوات قليلة مقبلة لن تعود هناك امكانية لاقامة دولتين تعيشان جنباً الى جنب". وحض على وضع "اتفاق اطار من صفحتين او ثلاث صفحات على تفاهم كبير يقدمه المجتمع الدولي للطرفين يقول لهما: تعالوا وتفاوضوا على الأسس التالية وفي الاوقات التالية". وقال: "لا يمكن ان تكون هناك فترة زمنية غير محدودة". وتحدث ابو الغيط عن تبادل محدود للاراضي وقال: "يجب ان يحصل الفلسطينيون كتعويض على اراض مساوية في المساحة والنوعية" لتلك التي بنت عليها اسرائيل المستوطنات خارج حدود 1967. اشراك حماس وبدوره ، عبر دبلوماسي امريكي سابق عن امله الاربعاء في اشراك الولاياتالمتحدةالامريكية حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في محادثات السلام "تدريجيا". وقال السفير الامريكي السابق مارك هامبلي بعد لقائه مع اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال في غزة والقيادي الكبير في حماس "اتمنى ان تشرك الولاياتالمتحدة حركة حماس على اعتبار انها حقيقة على ارض الواقع في محادثات السلام ولو تدريجيا". ووصل هامبلي الى غزة الثلاثاء على ان يغادرها الخميس. واضاف هامبلي الذي شغل منصب سفير الولاياتالمتحدة في عدد من الدول العربية كان اخرها قطر في 2003 انه "من دون مشاركة جميع الأطراف الفلسطينية الرائدة بما في ذلك حركة حماس من المشكوك ان يحصل اي تقدم في الوقت الراهن". واعتبر ان "موقف الولاياتالمتحدة الرسمي لا يشمل اجراء اي اتصالات مع حماس وهذا الوضع مشابه للوضع الذي كان سائدا في السبعينيات (القرن الماضي) فيما يتعلق بموقف الولاياتالمتحدة بعدم الاتصال مع منظمة التحرير الفلسطينية ولكن بمرور الوقت املت الظروف واقعا جديدا وخلال بضع سنوات في الولاياتالمتحدة جاء اعتبار منظمة التحرير كشريك كامل في حل القضية الفلسطينية الاسرائيلية". وقال "لم يكن هذا قرارا فوريا واحتاج الامر لبعض الوقت واتصالات سرية لعدة سنوات" وتابع "هذا الوضع نفسه ينشأ بلا شك فيما يتعلق بحماس وربما الاتصالات مع حماس بحاجة لوقت اطول مما حصل مع منظمة التحرير". وشدد السفير هامبلي ان "حماس هي واقع جديد لا يمكن تجاهلها الى الابد وانا شخصيا اتمنى ان يتم اشراك الحركة ولكن تدريجيا في محادثات سلام في المستقبل". واشار الدبلوماسي الامريكي السابق الى ان زيارته الى غزة ولقائه مع قيادة حركة حماس "لا تحمل اي طابع رسمي".