صرح وزير الداخلية الفرنسى بيرنار كازنوف، بأن حوالى 700 ألف شخص شاركوا فى مسيرات أمس "السبت" في مختلف أنحاء فرنسا تضامنا مع ضحايا الهجمات الإرهابية التى وقعت خلال الأسبوع الحالي فى البلاد، وذلك فى الوقت الذي تستمر فيه حالة التأهب الأمني القصوى فى مختلف أنحاء فرنسا . وقد انتهت أمس الأول الجمعة ثلاثة أيام من الرعب والإرهاب شهدت مقتل 17 شخصا فى هجمات بدأت بقيام مسلحين باقتحام مقر مجلة شارلى إبدو الفرنسية الساخرة وواصلوا عمليتهم الارهابية بإطلاق النار وقتل شرطية وحصار متجر يهودى . وقامت قوات الشرطة بمداهمة مطبعة تابعة لأحد دور النشر على مشارف باريس حيث كان يختبىء المسلحان اللذان نفذا الهجوم على مجلة شارلى إبدو ، الاخوان شريف وسعيد كواشى (32 و 34 عاما)، وقتل الرجلان فى العملية. وبعد ذلك بلحظات اقتحمت قوات الشرطة متجرا يهوديا فى شرقى باريس حيث كان الرجل المسلح عميدى كوليبالى قد قتل اربعة اشخاص بينما كان يحتجز عددا أكبر من الاشخاص كرهائن. وعندما دخلت قوات الشرطة أمس الجمعة الى المتجر اليهودى حيث واقعة احتجاز الرهائن، قتل ايضا كوليبالى الذى كان قد أطلق الرصاص على شرطية فأرداها قتيلة قبل ثلاثة أيام. ويعرف المسلحون الثلاثة بعضهم البعض وأدعى كوليبالى أن الهجمات جرى التنسيق لها. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية، أن إمرأة متواطئة فى هذه الهجمات تدعى حياة بومدين تبحث عنها الشرطة تمكنت من مغادرة فرنسا الى تركيا قبل بدء الهجمات. وفيما يعرف بأنه الهجوم الاكثر دموية الذى يقع على الأراضى الفرنسية خلال خمسين عاما، صرح شريف كواشى قبل مقتله ان تنظيم القاعدة فى اليمن هو الذى ارسله بينما قال كوليبالى فى اتصال هاتفى قبل مقتله ايضا أن تنظيم الدولة الاسلامية الجهادى / المعروف باسم داعش / هو الذى ارسله لتنفيذ الهجمات. وتستمر حاليا التحقيقات لكشف شبكة الدعم التى يمكن ان تكون قد ساعدت هؤلاء الشبان على تنفيذ اهدافهم الدموية من خلال هجمات وصفها رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس بأنها تشير الى جوانب قصور فى الامن القومى الفرنسى . وقال رئيس الوزراء "من الواضح ان هناك خطأ ما ..عندما يسقط هناك 17 قتيلا ، فحينئذ يكون هناك جوانب إخفاق". وأعلن وزير الداخلية الفرنسى عقب الاجتماع الامنى اليوم السبت بقصر الاليزيه بحضور الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، نشر قوات إضافية مضيفا أن فرنسا ستظل حذرة ويقظة. وحول المسيرات التى جانب مناطق فرنسا اليوم نقلت تقارير صحفية فرنسية عن مصادر الشرطة الفرنسية قولها ان مايزيد على مائة الف شخص شاركوا فى مسيرات جابت شوارع مدينة تولوز بجنوب فرنسا بينما شارك 75 الف شخص فى المسيرات التى تم تنظيمها بمدينة نانت بغربى فرنسا. وأضاف وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف أنه من المتوقع مشاركة مئات الالاف من الاشخاص فى مسيرة سيتم تنظيمها غدا الأحد فى باريس يحضرها زعماء من أوروبا ومن مختلف انحاء العالم . وسيتم نشر الالاف من رجال الامن لضمان الامن .ومن المتوقع تنظيم مسيرات اخرى فى مدن أخرى . وقال الوزير " الفرنسيون سيعبرون غدا بصورة جماعية عن ارتباطهم الدائم بقيم الجمهورية و بالحريات العامة وخاصة حرية التعبير بعد الهجوم الدموى ( على مجلة شارلى إبدو الساخرة ) " . ومن ناحية أخرى طالب مالك مرابط شقيق أحد رجلى الشرطة الفرنسيين اللذين قتلا خلال الهجوم الذى وقع يوم الاربعاء الماضى على مجلة "شارلى إبدو" الفرنسية بضرورة الفصل وعدم الخلط بين الارهابيين والمسلمين وذلك خلال تصريحات أدلى بها فى مؤتمر صحفى اليوم السبت فى ضواحى العاصمة الفرنسية باريس. وقال مالك مرباط شقيق رجل الشرطة القتيل أحمد مرابط " الى جميع العنصريين أو من لديهم رهاب الاسلام أو المناهضين للسامية: لاتخلطوا بين المتطرفين والمسلمين". يذكر أن رجل الدورية بالشرطة الفرنسية بالمنطقة الادارية الحادية عشرة أحمد مرابط كان قد قتل بأيدى الارهابيين يوم الاربعاء الماضى بينما كان يتصدى للهجوم على مجلة شارلى إبدو الفرنسية الساخرة. وتتوقع السلطات الفرنسية مشاركة مئات الآلاف في مسيرات في شوارع باريس اليوم "الأحد" لتكريم ضحايا الهجمات الإرهابية التي وقعت هذا الاسبوع ولإظهار الوحدة. وقال العديد من زعماء أوروبا والعالم إنهم سينضمون للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في مسيرة تمتد لثلاثة كيلومترات بين اثنين من الساحات الشهيرة في العاصمة، وهما ميدان الجمهورية وميدان الأمة. وستكون هذه هي المرة الثانية فقط منذ عام 1945 التي يشارك فيها رئيس فرنسي في مظاهرة عامة. وكان الأول هو فرانسوا ميتران الذي انضم في عام 1990 إلى احتجاج ضد العنصرية ومعاداة السامية. وقال وزير الداخلية برنار كازانوف إنه يجري حاليا إنشاء طريق مواز للمسار الرئيسي بسبب ارتفاع عدد المشاركين المتوقع. وسيتم نشر الآلاف من قوات الأمن لضمان السلامة، بما في ذلك 150 رجل شرطة يرتدون ملابس مدنية لحماية الشخصيات البارزة. كما سيتم نشر قناصة على أسطح المباني على طول طريق المسيرة.