عقب ثلاثة أيام من الرعب خلفت 17قتيلا، وأكثر من 20 مصابا، أعلن برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسى أن مهمة الوزارة فى هذه الأوقات هى الحفاظ على أعلى مستوى من الأمن فى جميع أنحاء فرنسا، مشيرا إلى بدء استخدام وسائل جديدة فى التعامل مع الأزمات الأمنية، مع الإبقاء خلال الأسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة. وقال كازنوف - عقب اجتماع طارئ مع الرئيس فرانسوا أولاند لدراسة الخطوات المقبلة التى يتعين على الحكومة اتخاذها للتعامل مع الوضع الأمني- : «نريد الحفاظ على مستوى عال من التعبئة واليقظة بعد الحوادث الأخيرة التى تعرضنا لها». وأوضح أنه «سيتم من الآن الأخذ فى عين الاعتبار مدى الخطر الذى يواجهنا، والذى يستدعى الحذر ورفع درجة الاستعداد له». وأكد كازنوف «أننا معرضون لمخاطر على ضوء الوضع الحالي، ومن المهم بالتالى تعزيز خطة «فيجيبيرات» التى رفعت فى منطقة «إيل دو فرانس» والتى حملت على اتخاذ تدابير خاصة فى باقى أنحاء البلاد، خلال الأسابيع المقبلة»، مشيرا إلى أنه:»تم التوافق على العديد من الإجراءات التى سوف يتم الكشف عنها لاحقا فى إطار خطة شاملة لمواجهة الإرهاب وقوى التطرف». يذكر أن مانويل فالس رئيس الوزراء، وعلى ضوء عدد الضحايا المرتفع قد أقر بوجود «ثغرات» فى أجهزة المخابرات، مذكرا بأن «مئات الأشخاص يغادرون إلى سوريا والعراق»، حيث «يتدربون على الإرهاب».وفى غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية عن نشر 500 من قوات الجيش فى منطقة باريس الكبري. وأوضحت الوزارة فى بيان أنه سيتم نشر القوات على مرحلتين فى «إيل دو فرانس»، فى باريس والمناطق المحيطة. وفى وقت سابق، أشاد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، بأداء قوات الأمن الفرنسية، لكنه حذر من احتمال تعرض فرنسا لهجمات جديدة. وشكر أولاند قوات الأمن ل «شجاعتها وفاعليتها»، قائلا إن العنف الذى شهدته فرنسا «كارثة بالنسبة إلى الشعب الفرنسي». وأضاف أولاند فى خطاب تليفزيونى أن: «الخطر الذى تواجهه فرنسا لم ينحسر بشكل كامل، موضحا: «يجب أن نكون يقظين. أطلب منكم أن تتوحدوا: لأنه أفضل سلاح متوافر لنا». يأتى ذلك فى الوقت الذى ما زالت تتعقب فيه الشرطة الفرنسية الشركاء المحتملين للمسلحين، الذين نفذوا الهجمات الإرهابية الأخيرة على صحيفة شارلى إيبدو وما أعقبها، وعلى رأسهم حياة بومدين، وهى شريكة أميدى كوليبالى الذى هاجم متجرا يهوديا بمنطقة بورت فينسين فى شرق باريس، واحتجز رهائن قبل أن تقتحم الشرطة المكان وترديه قتيلا. ومن جانبه، قال فرانسوا مولينز كبير المحققين فى فرنسا، إن السلطات تركز بحثها عن بومدين بشكل عاجل، علما بأنها المشتبه فيه الرئيسى لأنها كانت مع كوليبالى البالغ من العمر 32 عاما، عندما قتلت شرطية الخميس الماضى فى باريس.وأضاف مولينز أن «التحقيقات ستركز على كشف هويات شركائهم، وكيفية تمويل هذه النشاطات الإجرامية، والمساعدات اللوجيستية التى حصلوا عليها سواء فى فرنسا أو خارجها». ومضى كبير المحققين الفرنسيين قائلا إن «16مشتبها فيهم يخضعون حاليا للتحقيق بمن فيهم زوجة أحد الأخوين كواشي، وأعضاء آخرون فى عائلتهم». وفى الوقت نفسه، تشهد باريس اليوم الأحد مظاهرة تضامن ضخمة دعا لها الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند تحت شعار»كلنا شارلى «، حيث وجه أولاند الدعوة لجميع قوى المجتمع السياسى والمدنى للوقوف والمشاركة فى مواجهة خطر الإرهاب، والالتفاف حول هدف واحد وهو الحفاظ على المبادئ التى تدافع عنها الجمهورية من حرية وديمقراطية. ومن المنتظر حضور الحدث نخبة من رؤساء الدول والحكومات من مختلف أنحاء العالم والاتحاد الأوروبي، بصفة خاصة بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني. و من المتوقع أن يشارك فى التجمع الوطنى المرتقب اليوم أكثر من مليون شخص لتأكيد ضرورة الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية فى مواجهة الإرهاب. وكشف وزير الداخلية برنار كازنوف عن أنه تم «اتخاذ كل التدابير لضمان أمن التظاهرة، وقال إنه:»تم اتخاذ كل التدابير حتى تجرى هذه التظاهرة فى سلام».وعلى جانب آخر، قال نيكولا ساركوزى الرئيس الفرنسى السابق ورئيس الحزب اليمينى «الاتحاد من أجل حركة شعبية» إن»الحرب قد أعلنت على فرنسا ومؤسساتها من قبل همجيين ينكرون الحضارة والقيم الإنسانية العالمية».وأضاف ساركوزى أن»هذا الوضع المأساوى يحتم على كل منا احترام الوحدة الوطنية، التى هى واجب علينا تجاه الضحايا»، مؤكدا أنه على فرنسا أن تظهر قوية وحازمة لضمان أمن مواطنيها واحترام نمط حياتهم وحرية التعبير. وفى ذات الشأن، منحت بلدية باريس صحيفة «شارلى إيبدو» المواطنة الفخرية فى إطار التعبير عن التضامن، مع ما تبقى من المحررين بها بعد الحادثة الأخيرة، وقالت آن هيدالجو رئيسة بلدية باريس فى جلسة لمجلس المدينة، إن المواطنة الفخرية للعاصمة نادرا ما تعطى وكانت تمنح فى السابق «للمقاومين العظماء ضد الديكتاتورية والهمجية». وحملت الصفحة الرسمية للمدينة على الإنترنت شارة سوداء تحمل عبارة «باريس هى شارلي»، وصور اثنين من الضحايا، المدقق اللغوى مصطفى أوراد والشرطى أحمد مرابط، وهما مسلمان. ومن جانبها، قالت فلور بيليرين وزيرة الثقافة الفرنسية إن الحكومة مستعدة لمنح الصحيفة مليون يورو (1.18 مليون دولار) «كى يمكنها الاستمرار الأسبوع المقبل والأسابيع التالية، حيث من المقرر طباعة مليون نسخة من الصحيفة يوم الأربعاء المقبل.