دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، السبت، الشعب الفرنسي إن المشاركة بأعداد غفيرة في مسيرة الوحدة الوطنية غدا الأحد في باريس ومختلف أنحاء فرنسا، متعهدا في نفس الوقت بتأمين كافة المشاركين في المسيرة التي من المتوقع أن يشارك فيها زعماء دوليون عديدون منهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقال فالس في تصريحات في بلدية إيفري التابعة لإقليم إيسون شمال فرنسا إن المظاهرة ستكون "لا تصدق، وستبقى حية على مر الزمان". وأضاف أن "الشعب الفرنسي سوف يصرخ من أجل حريته وتسامحه"، وقال موجها كلامه للفرنسيين "تعالوا بأعداد" غفيرة. وذكر فالس أن هناك "صحفيين قتلوا لأنهم دافعوا عن الحرية، رجال شرطة قتلوا لأنهم كانوا يحمونكم، يهود قتلوا لأنهم يهودا". واعتبر فالس اتحاد الشعب الفرنسي منذ الأربعاء يوم الهجوم على شارلي إيبدو بطريقة عفوية هو "أجمل الردود" على الهجوم. وأوضح أن العديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات من أوروبا ومن حول العالم سيحضرون المسيرة، ملفتا إلى أن الدول العربية والأفريقية سوف تكون ممثلة في المسيرة. وقال "هذه البلدان المسلمة كما قلت، أولى ضحايا الإرهاب". وتابع "سوف تكون (المسيرة) صرخة من أجل الحرية ومن الطبيعي أن تجرى في باريس". تعزيزات أمنية من جانبه، أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف انه تم اتخاذ كافة التدابير لتأمين المسيرة. وقال كازنوف - في تصريحات صحفية عقب اجتماع وزاري بالإليزيه، أنه سيتم الابقاء على الإجراءات الأمنية التي قررها رئيس الوزراء في الأيام الأخيرة مع تعزيزها لضمان حماية عدد من المؤسسات ودور العبادة. وشدد على الإصرار على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أرض الوطن، وعلى أنه تم حشد وسائل إضافية تابعة لوزارة الدفاع تتضمن نشر 320 عسكري إضافي، مع امكانية تعديلها وفقا لتطورات الأوضاع. ومن المتوقع أن يشارك في التجمع الوطني المرتقب غدا اكثر من مليون شخص للتأكيد على ضرورة الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية في مواجهة الإرهاب تأتي الدعوة بعد أيام قليلة من الهجوم المميت على أسبوعية شارلي إيبدو الساخرة يوم الأربعاء والذي أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم ثمانية صحفيين وشرطيين وعامل صيانة وزائر. كما قتلت شرطية في هجوم يشتبه في أنه على علاقة بهجوم الصحيفة على أيدي المسلح أمادي كوليبالي بالرصاص شرطية جنوبباريس الذي لاذ أيضا بالفرار. بعدها قام كوليبالي يوم الجمعة بالهجوم على متجر يهودي في باريس، حيث قتل أربعة رهائن. وكان قد هدد بمزيد من العنف وقتل الرهائن ما لم تطلق الشرطة سراح الأخوين كواشي. ويشتبه في قيام الأخوين شريف وسعيد كواشي وهما من أصول جزائرية بالهجوم على الصحيفة انتقاما للنبي محمد الذي اعتادت الصحيفة أن تجسده في رسومات كاريكاتورية ساخرة. وتبنى فرع تنظيم القاعدة في اليمن الهجمات ضد الصحيفة الفرنسية شارلي إبدو، معتبرا أنها ثأر للنبي محمد، الذي كان هدفا متكررا لسخرية الصحيفة الأسبوعية. الاخوان اللذان يقفان وراء هذا الهجوم، سعيد وشريف كواشي، كانا معروفين للسلطات، حيث أدين أحدهما بتهمة تتعلق بالإرهاب وذلك لعلاقات مع شبكة لإرسال مقاتلين لمحاربة القوات الأمريكية في العراق، وكلاهما كان على قائمة الولاياتالمتحدة لحظر السفر. وتمكن الاخوان من مراوغة الشرطة لمدة يومين والسطو على محطة وقود وسرقة سيارة. وقال المدعي العام في باريس إن الشرطة أصابت شريف كواشي في الحلق في إحدى المواجهات، إلا أن الأخوين تمكنا من الهروب. وذهبا لاحتجاز رهائن في مطبعة في "دامارتين إن جولي" بالقرب من مطار شارل ديغول أمس الجمعة مما أثار مواجهة مع الشرطة استمرت يوما كاملا. وانتهى كل هذا العنف عند بعد ظهر الجمعة بمداهمتين شبه متزامنتين على المطبعة والمتجر اليهودي في شرق باريس، حيث قتل المهاجمين الثلاثة فضلا عن أربعة من الرهائن، بحسب مصادر في الشرطة الفرنسية.