تل أبيب : كشفت مصادر مطلعة في تل أبيب الخميس أن إسرائيل اقترحت دفع تعويضات لأقارب الأتراك الذين قتلوا خلال الهجوم على أسطول الحرية مقابل مساعدة أنقرة في تأمين جنود البحرية الإسرائيلية من الملاحقة القضائية. وأضافت أن مسودة الاقتراح تعرض على تركيا نحو 100 ألف دولار لكل أسرة من أسر الرجال الذين قتلتهم القوات الخاصة الإسرائيلية على متن السفينة مرمرة وتعبير إسرائيل عن "أسفها" للحادث. ووفقا للمصادر السابقة أيضا ، فإن الاقتراح تم طرحه خلال اجتماع ضم مسئولين إسرائيليين وأتراك في جنيف قبل أيام لبحث إجراءات تحسين العلاقات لكنه لم يلق تجاوبا من تركيا التي تصر على اعتذار إسرائيل رسميا عن مجزرة أسطول الحرية . وتابعت " قدمنا عرضا بدفع تعويضات وطلبنا من الأتراك أن يقوموا بما يلزم لتبديد مخاوفنا القانونية ، نريدهم ايضا أن يعيدوا سفيرهم ويسمحوا لنا بتعيين سفير جديد في أنقرة ، بيد أنه مازالت هناك عقبات كبيرة في الوقت الحالي". وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه أيضا معارضة لهذا الاقتراح من جانب وزير خارجيته وشريكه في الائتلاف الحكومي افيجدور ليبرمان الذي يرى أن الأتراك هم الذين يجب أن يدفعوا التعويضات وليس العكس. ومعروف أنه بعد دعاوى قضائية رفعتها جماعات مساندة للفلسطينيين في الخارج ضد ضباط كبار وساسة حاولت إسرائيل تجنب أي إجراءات تركية مماثلة في المحافل الدولية وسارعت لإجراء تحقيقين داخليين ، إلا أن تركيا رفضت التحقيقات الإسرائيلية بوصفها غير كافية. وجاءت محادثات جنيف بعد أن أرسل رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان طائرات لمساعدة إسرائيل في مكافحة حرائق غابات جبل الكرمل ، كما جاءت بعد أن تعهد نتنياهو بالتوصل إلى سبل للتعبير عن تقديره للأتراك. لكن أردوجان زعيم حزب العدالة والتنمية الذي ينتقد السياسات التي تنتهجها إسرائيل تجاه الفلسطينيين لم يبد مرونة فيما يتعلق بشروط تركيا. بل إنه أضاف مطلبا قديما وهو إنهاء حصار قطاع غزة بالكامل . ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن أردوجان القول يوم الثلاثاء الموافق 7 ديسمبر لنواب من حزب العدالة والتنمية :"اذا كان هناك من يريدون فتح صفحة جديدة فإنني أكرر أنهم يجب أن يقروا بذنبهم ويعتذروا ويدفعوا تعويضا ، أقول أيضا إن الحصار تم تخفيفه لكن هذا ليس كافيا ويجب رفعه".