حذر الباحث عمرو عبدالمنعم من التهديد الذي تمثله الكتائب الشيعية المتطرفة على الوطن العربي، مؤكدا أن الصمت على الجرائم التي تمارسها تلك المليشيات المدعومة من إيران يهدد بإشعال العالم العربي ، ويجب مواجهتها عسكريا من قبل الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي . وعرض برنامج "العراق ينتفض" الذي يقدمه الإعلامي طارق أبوالحسن على فضائية "صفا" السعودية، مشاهد حية لجرائم ترتكبها المليشيات الشيعية على أرض العراق؛ وتضمنت المشاهد إحراق المساجد والبيوت وقتل بعض شباب أهل السنة بوحشية . وخلال الحلقة، عدد الصحفي والباحث عمرو عبدالمنعم، المختص بشئون الجماعات الإسلامية، عددا كبيرا من تلك الكتائب المنتشرة بالعراق، ومنها "عصائب أهل الحق" و"لواء أبوالفضل" و"فيلق بدر" و"جيش المهدي" و"جيش المختار" وتعد الأولى الأكثر تشددا ، وقد أنتجت مجموعات بأسماء جديدة لإخفاء حقيقتها فصارت تحمل أسماء "قوات القدس" التابعة لقاسم سليماني وهي جزء من عصائب الحق، و"سرايا القدس" التابعة لجيش المهدي التابع لمختار البطاط الذي اغتيل مؤخرا ، و"كتائب سيد الشهداء أبومصطفى الشيباني" وهي تابعة لفيلق بدر . وقد ظهرت تلك المليشيات إبان أحداث 11 سبتمبر والتي سبقت الغزو الأمريكي للعراق 2003 حيث تذرعت أمريكا بذرائع واهية كمحاربة الإرهاب وتوقيف المشروع النووي لصدام حسين، وهو ما ثبت زيفه فيما بعد. لكن بعض تلك المليشيات يرجع لعهد الثورة الإيرانية 1981 حيث انتشرت المجموعات الشيعية التي تربت على افكار دعوية متشددة وصارت مسلحة ل"حماية الثورة الإيرانية" وبعض هؤلاء الشباب ذهب لمساندة الجيش السوري والذي يرتكب جرائم حرب بحق الشعب الأعزل . لقد صدرت تلك الكتائب أفكار المقاومة الثورية للمحتل، وهي تبطن العداء الطائفي لأهل السنة بالعراق، واستغلت مساحة الموزاييك المتنوعة بين الطوائف والمذاهب العراقية من سنة وشيعة وأكراد وغير ذلك، وأضاف الباحث أن جرائم تلك المليشيات باتت تؤرق الجسد العربي وليس بعيدا ما ارتكبوه تحت مظلة "حزب الله" في لبنان مستغلين الصراع العربي الإسرائيلي ، أو ما يرتكبه الحوثيون باليمن . لقد تحول العراق من بلد قوي يسبح فوق بحيرة نفط ويمتلك ذخيرة علمية واقتصادية قوية لبلد يسبح في الدماء الطائفية وتحول إلي بلد مدمر تماما على يد أمريكاوإيران وحلفائهما، هكذا أكد مقدم البرنامج طارق ابوالحسن، وتساءل ألا يشعر المواطن العراقي الشيعي بأن بلده مهدد بفضل تلك الاذرع الخارجية ؟! واجاب الباحث عمرو عبدالمنعم بأنه من الظواهر المؤسفة أن ينتمي بعض الشيعة العراقيين نفسيا لإيران، وبالتالي فهم لا يرون مشكلة في أن تحتل جزء من أراضيهم أو تذهب خيراتها إليها وهي مشاعر تجافي الوطنية السليمة التي ننشدها الآن في إخواننا العراقيين ، سنة وشيعة ، على السواء . واستطرد الباحث بتأكيد ذيوع فكرة الثورة الإسلامية في بدايات الثورة الإيرانية لمدى ثقافي واسع، حتى أن بعض كتابنا تأثروا بتلك الفكرة ومنهم فتحي الشقاقي و فهمي هويدي وصافيناز كاظم، وكتبوا عن الثورة الإيرانية كثورة إسلامية، ولكن تبين فيما بعد أن المذهبية الشيعية شرط التواصل الفعال مع قادة الثورة الإيرانية وهو ما جاء بكتابات سعيد حوي " الخميني شذوذ في العقائد شذوذ في المواقف وكتاب "وجاء دور المجوس الأبعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية" لدكتور عبدالله محمد الغريب وكتاب "الإيديولوجيا والثورة" ابراهيم الدسوقي شتا فيما بعد. أخيرا ، أكد عمرو عبدالمنعم أن إيران تسعى لتغيير ديموغرافية (التركيبة السكانية) بعض البلدان العربية وتهدد أمنها القومي، وأن الأنظمة العربية على الجانب الآخر يسود فيها الاستبداد السياسي واضطهاد التيارات الإسلامية الناشطة بشكل عام ووصمها بلا تمييز بالإرهاب وهو ما ينجم عنه عمليات العنف والخروج عن الدولة التي نتجرع مرارتها جميعا عبر جماعات داعش وأخواتها .