أكد جيل كيبيل الباحث الفرنسي في شئون الحركات الدينية أن قطر تحاول المرور من خلال قناة الجزيرة إلي دور عربي وما كان لها أن تحقق ذلك بدون هذه القناة التي تكرس للعمليات الاستشهادية باستمرار عرضها علي شاشتها. وكشف كيبيل خلال مؤتمر في مركز الأهرام أمس الأول علي أن حماس تواجه انقساما داخليا علي غرار ما يحدث داخل جماعة الإخوان المسلمين حاليا بين عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان ومحمد مهدي عاكف، مضيفا أن حزب الله يحذو حذو إيران بالاعتماد علي المرجعية الشيعية وسيطرة الصف الواحد كما كان يحدث في الاتحاد السوفييتي وأن أفكار تابعة لأفكار الخميني والثورة الإيرانية التي تعاني من مشكلة انقسام داخلي بعد انتخابات الرئاسة مايو الماضي والصراع مع رفسنجاني الذي مثل الضربة القوية للإصلاحيين هناك. ودعا كيبيل إلي إسقاط الشخصيات المحيطة بأحمدي نجاد الرئيس الإيراني لإعادة إيران إلي المنظومة الدولية خاصة أن سلاحها النووي يمثل تهديدا صريحا علي المنطقة العربية وأمن الخليج وتصدير ثورتها عن طريق ميليشيات حزب الله وشيعة العراق والبحرين، ورصد الخبير الفرنسي أسباب تغيير الإدراك الغربي للإسلام والتي من بينها عقدة الغرب من الحركات الإسلامية التي شاركت في حرب أفغانستان والتي خرج من رحمها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. وأوضح أن علاقات أمريكا مع السعودية كانت وطيدة منذ عام 1945 إلا أن أحداث 11 سبتمبر شكلت صدمة لأمريكا إذ اعتبرت الحادث خيانة شخصية لها خاصة أن بن لادن سعودي مما جعلها تعيد النظر في شكل علاقاتها معها في الوقت الذي ظهرت فكرة داخل أوساط الحكومة الأمريكية بان الشيعة لديهم امكانيات للتقدم بكثير عن السنة. وذكر جيل كيبيل واقعة مهمة تعكس رؤية مستقبلية في السياسة الأمريكية فأثناء زيارته للبنتاجون لمقابلة فول فوست مساعد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق عندما كان في انتظاره وجد العديد من العرب الذين يتحدثون العربية بلهجة عراقية ويلبسون الزي الشيعي الأسود وعندما سأل مساعد وزير الدفاع عن ذلك قال إن الشيعة هم مستقبل المنطقة وأن شيعة اليوم صاروا ليبراليين. وأشار إلي أن الأمر الثاني الذي غير النظرة الغربية للاسلام تعود إلي الحرب الأفغانية وانتصار المجاهدين علي الجيش الأحمر في 15 فبراير 1989م وقبله إعلان الخميني فتواه الشهيرة بإهدار دم سلمان رشدي مصدرين بذلك الفكر الجهادي إلي العالم العربي وأوضح أن الاستراتيجية الجديدة بأمريكا بعد رئاسة أوباما والتي وضعها جوزيف بايدن تغيرت عن عهد بوش إذ حاول تحسين علاقته بالعالم الإسلامي والعربي أيضاً وهو ما ظهر في خطته لانسحاب من العراق.