مصر.. إقرار الدستور واختيار «السيسي» رئيسا وبراء مبارك تونس.. إقرار الدستور واختيار «السبسي» رئسيا الجزائر.. «بوتفليقة» رئيسا ومقتل المئات في حوادث طائرات السعودية تتزعم المصالحة بين مصر وقطر فلسطين.. مقتل 2000 وإصابة أكثر 10.000 في قصف الاحتلال تشهد المنطقة العربية منذ ثلاث سنوات حروبا وصراعات مزقت جسد الأمة وزادت آلام جرحها الغائر، حتى أن الآمال اليوم باتت مقتصرة على "تضميد الجراح" بعد أن استبعد البعض قيام "وحدة" تجمع العرب وتوحد صفوفهم. وقبل أن نستهل العام الميلادي الجديد "2015"، تستعرض شبكة الإعلام العربية "محيط"، أبرز الأحداث السياسية في مصر وعلى الساحة العربية لعام 2014. مصر تقر الدستور والرئيس انطلق عام "2014" ببداية ساخنة، حيث المصريون في منتصف يناير إلى لجان الاستفتاء للتصويت على التعديلات الدستورية الجديدة، وفي الشهر ذاته أعلنت اللجنة المشرفة على الاستفتاء موافقة الشعب بنسبة 98.1% وبنسبة مشاركة 38.6%. كما شهد يوم 24 يناير أحداث دامية بمقتل 6 أشخاص وإصابة 86 آخرين في 4 انفجارات أعنفها ضرب مقر مديرية أمن القاهرة، ثم تفجير قرب محطة مترو أنفاق ومركز للشرطة غرب القاهرة، وتفجير أمام دار سينما بحي الهرم بالجيزة غرب القاهرة. كما أعلن الرئيس السابق عدلي منصور تعديل في خارطة الطريق وأصدر قرارا رئاسيا بترقية الفريق عبدالفتاح السيسي، آنذاك، إلى رتبة "مشير"، وفي 28 يناير أعلن المجلس العسكري للقوات المسلحة موافقته رسميا على ترشّح المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة مصر. في 24 فبراير، تقدمت الحكومة برئاسة حازم الببلاوي باستقالتها إلى الرئيس السابق عدلي منصور، وفي أوائل مارس أدت حكومة إبراهيم محلب اليمين الدستورية أمام الرئيس السابق عدلي منصور. وفي مايو بدأت الانتخابات الرئاسية وأعلنت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية في 3 يونيو عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد بنسبة 96.9%. وفي محاكمة النظام السابق، قضت المحكمة في 21 يونيو من العام نفسه بإعدام مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع و182 آخرين من أنصار مرسي على خلفية إدانتهم ب"اقتحام وحرق مقر شرطي بمدينة العدوة في محافظة المنيا وقتل رقيب شرطة" ولم ينفذ الحكم حتي الآن. وعلى المستوى الدولي، وافق مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال اجتماع على مستوى السفراء على إنهاء تجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الإفريقي، والذي دام نحو العام. وفي أغسطس، تم تدشين مشروع قناة السويس الجديدة، وفي نوفمبر بنهاية العام قضت المحكمة ببراءة مبارك من قتل المتظاهرين والعدلي ومساعديه من قتل المتظاهرين. تونس عام الحسم كان "2014" عام الحسم في الشأن الداخلي التونسي بعد ثورة الياسمين التي اشتعلت نهاية 2010 وانتصرت بهروب بن علي في يناير من 2011، حيث بدأ العام الحالي بإقرار الدستور بعد أن صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي في 26 يناير2014، وأقيم احتفال رسمي في جلسة عامة دعت إليها رئاسة الجمهورية في مطلع فبراير من العام نفسه. «دستور تاريخي توافقي سيشهد له العالم».. كان هذا هو تعليق رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، معتبرًا وأن تجربة تونس في الديمقراطية هي «تجربة منفردة في العالم العربي، وجاءت كل التعليقات وردود الفعل مهنئة ومرحبة بالدستور، كما حضر الاحتفال ممثلين من مختلف دول العالم. قبل شهرين وتحديدا في أكتوبر الماضي، أجريت أول انتخابات تشريعية في تونس بعد إقرار الدستور، وحصل حزب نداء تونس على الأغلبية بواقع 86 مقعد من جملة 217 مقعد في المجلس فيماء جاءت حركة النهضة في المرتبة الثانية بحصولها على 69 مقعدا مقابل 89 مقعدا حصدته في انتخابات 2011. كما حسمت تونس قبل أيام قليلة منصب رئيس الجمهورية، فقد فاز المرشح الباجي قائد السبسي بالغالبية بنسبة 55.6% من الأصوات في جولة الإعادة التي أجريت مؤخرا بينه وبين منافسه المنصف المرزوقي الذي حصد 44.3% من إجمالي الأصوات، ليصبح السبسي أول رئيس منتخب في بلاد الياسمين بعد مرحلة انتقالية صعبة وصلت إلى أربع سنوات عاشتها تونس. الجزائر والرئيس القعيد في الجزائر كان العام حافلا بالأحداث، فقد أعيد انتخاب رئيسها عبدالعزيز بوتفليقة للمرة الرابعة في تاريخ الجزائر في انتخابات كانت واسعة الجدل، بسبب صحة الرئيس وظهوره بكرسي متحرك خلال إدلائه بصوته ما أثار ردود فعل واسعة عن مدى قدرته على حكم البلاد لفترة رئاسية جديدة ستصل إلى عام 2019. وفي يونيو الماضي، أطلق بوتفليقة مشاورات مع القوى السياسية داخل البلاد لتعديل الدستور، لكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن خطوات جدية بهذا الشأن لكن نهاية نوفمبر الماضي قال الرئيس الجزائري، إن "الجزائر تستعد لتعديل دستورها وهي تحضر لذلك بجدية وكلها دراية بنضج الأفكار التي أفرزتها المشاورات الواسعة التي نظمت لهذا الغرض". وعلى الجانب المعارض شكل أحزاب وشخصيات معارضة تحالف "هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة" بهدف التغيير ودعوة الشعب الجزائري للالتفاف حولها بسبب خطورة الوضع مطالبة بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة بسبب "عدم قدرة الرئيس على مباشرة مهامه"، وهو ما رد عليه الجيش هناك بأنه على هؤلاء "عدم الزج به في الشأن السياسي الذي هو ليس من مهامه على الإطلاق وعدم استغلال تمسكه بمهامه الدستورية للطعن في شرعية مؤسسات الدولة». وكما كان العام حافل بالأحداث السياسية في الجزائر كان أيضا الأسوأ على مستوى النقل فقد وقعت فيها خمس حوادث للطائرات الجزائرية المدنية والعسكرية أسفرت عن مقتل جزائريون وأجانب حيث وصل عدد الضحايا العسكريون تحديدا إلى ما يزيد عن مائتي شخص. إعادة ترتيب البيت الخليجي كما برز للسعودية دور قوي خلال أحداث العام، فكانت دول الخليج قد اتخذت مواقفا لمقاطعة قطر تمثلت في قرار سحب السعودية والبحرين والإمارات سفراءها من قطر، وجاء في بيان مشترك للدول الثلاث في مارس الماضي، أن القرار اتخذ بعد فشل جميع الجهود في إقناع قطر بضرورة الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر. ثم جاءت قمة مجلس التعاون الخليجي بالدوحة بعد اتفاق مصالحة سمح بعودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة، وكانت القمة مهدئة للأجواء، ففي الوقت الذي دعا فيه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى نبذ الخلافات الداخلية والتعاون لمواجهة الإرهاب والتطرف، دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى التعاون الاقتصادي في مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط. كما انتهى العام بإحداث المصالحة المصرية القطرية برعاية سعودية، وما تبعها من قرار بإغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر والتي سبقها القرار القطري باستبعاد عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين عن أراضيها وهو ما يعتبر تخلي وتنازل قطري صريح عن دعم الجماعة التي كانت أكبر مسانديها إن لم تكن الوحيدة في المنطقة. فلسطين تحارب «الجرف الصامد» أما الشأن الفلسطيني فلم يكن أقل سخونة، حيث كانت عملية "الجرف الصامد" كما أسمتها إسرائيل أو معركة "العصف المأكول" وفقا لكتائب القسام و"البنيات المرصوص" التي أطلقتها حركة الجاهد الإسلامي، وما خلفته من دمار وضحايا بالإضافة إلى قرار إبعاد حماس عن قائمة الإرهاب الدولي هي أبرز ما عاشته الدولة المحتلة. اندلعت الحرب على غزة في يوليو على خليفة مقتل اثنين من المستوطنين الإسرائيليين وما نتج عنه من استشهاد الطفل محمد أبو خضير بعد تعذيبه واعتقال العشرات من الفلسطينيين وبعدها بدأ القصف الذي تفوقت فيه المقاومة الفلسطينية بصواريخها محلية الصنع التي تجاوزت نظام القبة الحديدية ونجحت في الوصول إلى قلب تل أبيب المحتلة. خلفت الحرب ما يزيد عن ألفي شهيد فلسطيني ونحو عشرة آلاف مصاب، حيث ارتكب العدوان الصهيوني عددا من المجازر أبرزها مجزرة حي الشجاعية بالإضافة إلى تدمير أكثر من سبعة عشر منزلا وتهجير الآلاف من منازلهم.