انطلقت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الخميس، الجلسة الافتتاحية الأولى من المرحلة الثالثة لمفاوضات جنوب السودان. وبحسب مراسل وكالة "الأناضول"، انطلقت المفاوضات تحت رئاسة كل من أعضاء وساطة الهيئة الحكومية للتنمية "إيجاد"، لازارث سيمويا وزير خارجية كينيا الأسبق نائبًا عن رئيس الوساطة، السفير سيوم مسفن، والفريق محمد أحمد الدابي ممثل السودان في الوساطة، ومدير دائرة السلام والأمن في الهيئة، السفير تولدي قبرامسكل، وبحضور كل من وفدي الحكومة، والمعارضة. وفي كلمة له خلال الجلسة، قال السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا "إيجاد" محبوب معلم، إن قادة إيغاد والمجتمع الدولي لايزالون يبذلون الجهود لإنهاء الأزمة في جنوب السودان. وأضاف محبوب، في كلمته التي ألقاها بالإنابة عنه، مدير دائرة السلام والأمن في الهيئة، تولدي قبرامسكل، أن الوساطة تتابع تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين طرفي النزاع وخاصة اتفاق وقف العدائيات عن كثب، مشيرًا إلى وجود تقدم ملموس. وأوضح محبوب أن "الملايين تتهددهم المجاعة والآلاف شردتهم الحرب في جنوب السودان". ومضى قائلا: "شعب جنوب السودان يعول على هذه الجولة من المفاوضات كثيرًا وكذلك المجتمع الدولي هو الآخر ينتظر من هذه المفاوضات أن يتوصل فيها طرفا الصراع إلى اتفاق لإنهاء الأزمة". وأشار إلى أن الفترة الماضية كانت عبارة عن مهلة منحتها الوساطة لطرفي الصراع لغرض التشاور، مطالبًا طرفي الصراع لانتهاز هذه الفرصة لتحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان. من جانبه، عبر رئيس وساطة إيغاد السفير سيوم مسفن عن أمله في أن تحقق هذه الجولة السلام لشعب جنوب السودان بعد مرور عام كامل على اندلاع الأزمة منذ ديسمبر/كانون أول 2013. وقال سيوم، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه لازارث سيمويا: "دعونا أن نجعل هذا العام آخر عام لمعاناة شعب جنوب السودان"، داعيا قادة أطراف الصراع في جنوب السودان انتهاز هذه الفرصة لإنهاء معاناة شعب جنوب السودان. ولفت إلى أن "هناك الكثير يجب فعله من أجل تحقيق السلام في جنوب السودان"، قائلا: "تشكيل الحكومة أحد التحديات التي أمامكم"، في إشارة منه إلى أطراف الصراع. وأوضح أن "فريق الرصد والتحقق رصد خروقات (لم يوضح طبيعتها) قامت بها حكومة جنوب السودان، مطالبًا جوبا بضرورة وقف هذه الانتهاكات والخروقات"، وهو ما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جوبا بشأنه. وكشف سيمويا عن اتصالات أجراها رئيس وساطة إيغاد سيوم مسفن مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، لعقد قمة مصغرة تضم كلا من الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، وديسالين، سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق، لبحث أزمة جنوب السودان. وأفاد مراسل الأناضول بأن المفاوضات دخلت في جلسة مغلقة بحضور الوساطة. ومنذ 15 ديسمبر/ كانون الأول 2013، تشهد جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية، التابعة للرئيس سلفاكير ميارديت، ومعارضة مسلحة يقودها النائب السابق للرئيس، ريك مشار.