أعلنت وزارة الآثار والتراث المصرية، اليوم الخميس، اكتشاف مقبرة الزوجة الإلهية "كاروماما" التي تعود إلى عهد الرعامسة في حقبة 1292 إلى 1077 قبل الميلاد. وقالت الوزارة، في بيان لها، اليوم الخميس، إن البعثة المصرية الفرنسية المشتركة التي تعمل بمعبد "الرامسيوم" بالبر الغربي بالأقصر، اكتشفت مقبرة الزوجة الإلهية كاروماما. وبحسب البيان "عثرت بعثة الآثار الفرنسية بطيبة الغربية ومركز دراسات ووثائق الآثار المصرية على المقبرة أثناء أعمال الحفائر التي تقوم بها في المنطقة". وأشارت الوزارة إلى أن "بعثة المركز المصري الفرنسي العاملة بمعابد الكرنك، عثرت على ثلاثة تماثيل صغيرة كاملة، وقاعدة تمثال صغير مكسور، بالإضافة إلى وعاء يحتوي على صمغ أزرق اللون داخله". يوسف خليفة، رئيس قطاع الآثار المصرية، قال إن "المقبرة المكتشفة بالرامسيوم تعود إلى عصر الرعامسة". والرعامسة هي تسمية لفترة في تاريخ مصر القديمة، وتحديدا في عصر الدولة الحديثة، تضم الحقبة الزمنية للأسرتين التاسعة عشر والعشرين، سميت باسم "الرعامسة" نسبة إلى من حملوا اسم رمسيس (تعني ابن الإله رع) من فراعنة مصر والذين حكموا مصر لمدة 225 سنة، بداية من عهد رمسيس الأول عام 1292 قبل الميلاد، وحتى رمسيس الحادي عشر والذي انتهى حكمه وانتهى معه عصر الرعامسة عام 1077 قبل الميلاد. وأوضح خليفة، بحسب البيان، أن هذا الاكتشاف يساعد على إلقاء المزيد من الضوء على فترة حكم الرعامسة، ومعرفة الكثير عن هذه الشخصية المهمة مثل "كاروماما" نظرًا لقلة الآثار التي تحمل اسمها حتى الآن والمتمثلة في 12 تمثالا من الأوشابتي (تماثيل تأخذ شكل المومياء تتقاطع أيديها على الصدر وتمسك بأدوات مختلفة تعبر عن وظيفتها فى العالم الآخر)، بالإضافة إلى إناءين كانوبيين (هي أوانيّ استخدمها القدماء المصريين خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى للآخرة، وكانت تصنع عادة من الحجر الجيري أو من الفخار)، وتمثال مطلي بالبرونز محفوظ بمتحف اللوفر بفرنسا. وأشار خليفة إلى أن "المقبرة عبارة عن بئر بعمق خمسة أمتار وحجرة جنائزية لها باب من الحجر لا تزال أجزاؤه السفلية موجودة بالموقع حتى الآن"، لافتًا إلى أنه "عثر داخل المقبرة على بقايا هامة لودائع عبارة عن قرابين داخل البئر وبقايا أوشابتي تم تجميعها، ووصل عددها إلى 20 تمثالا تحمل اسم الزوجة الإلهية عند مدخل الحجرة، وهو ما يرجح أن تكون هذه المقبرة خاصة بها". وأضاف أن "لقب الزوجة الإلهية كان قاصرا على زوجات الملوك ويتم حاليا دراسة الكشف لتحديد اسم الملك الذي تزوجته صاحبة المقبرة". أما عن التماثيل المكتشفة أمس بمعابد الكرنك، فقال عبد الحكيم كرار، مدير عام آثار مصر العليا، في البيان نفسه، إنها تماثيل كانت تقدم كقرابين في المعبد، وهي عبارة عن تمثالين من البرونز للمعبود أوزير يباغ، ويظهر وهو جالس يرتدي التاج الأبيض، في حين يمثل التمثال الثاني الإله أوزيريس (إله البعث والحساب وهو رئيس محكمة الموتى عند قدماء المصريين) وهو واقف. أما التمثال الثالث، بحسب كرار، "فمصنوع في الغالب من الشست (صخر متحول عن صخور نارية) ويمثل إحدى الإلهات تظهر وهي جالسة ترتدي التاج المزدوج وتظهر أسفله الباروكة، ويحتوي على عدد من النقوش الهيروغليفية ويجرى حاليا تنظيفها لمعرفة اسم الإلهة".