تعتبر شخصيات"ابن البلد، ورفيعة هانم، والمصري أفندي" التي ابتكرها الفنان رخا من أشهر شخصيات الكاريكاتير التي ظهرت في القرن العشرين، وهي عبارة عن شخصيات خيالية ظهرت للتعبير عن الشخصية المصرية بشكل عام دون تحديد شخص بعينه. وكانت هذه الشخصيات تنطق بنبض أبناء البلد من البسطاء وتجسد أحلامهم وتنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية بروح لاذعة وخطوط جريئة وخفة دم أصيلة. أيضًا فإن شخصيات "جنجح، ومطرب الأخبار، وعلي الكوماندا، وكمبورة، والكحيتي، وعزيز بيه الأليت، وقاسم السماوي، وعبد الروتين" من أهم الشخصيات الكاريكاتورية التي عاشت مع الشعب المصري في كل الأحداث السياسية والتطورات الاقتصادية والاجتماعية. وظهر نقد وسخرية تلك الشخصيات بريشة فناني الكاريكاتيركمصطفي حسين وأفكار الكاتب الساخر أحمد رجب وغيرهم، وكان ذلك في محاولة لكشف سلبيات المجتمع ورجال السياسة وكذلك لتثبيت فكرة أو توصيل معلومة ما، من خلال الجرائد والمجلات، وأيضا على مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي. المصري أفندي ظهرت شخصية المصري أفندي في مارس1932بريشة الفنان الأرمني"صاروخان" على صفحات مجلة "روزاليوسف" كرمز لرجل الشارع، وكانت بداية لفن التشخيص على الورق في مصر. واستطاعت هذه الشخصية التعبير عن رجل الشارع الذي يواجه الساسة والزعماء ويدخل المعارك ويلعب دورا مهمًا على امتداد السنوات. ولم تكن "المصري أفندي" ابتكارا خالصا ل"صاروخان" ولكنها اقتبست من صورة لرجل ضئيل الحجم،وكانت تظهر على صفحات الديلي إكبريس للرسام الإنجليزي "ستروب"، وأحضرتها فاطمة اليوسف والأستاذ التابعي للرسام صاروخان. واستخدمت شخصية "المصري أفندي"لفترة طويلة على يد الفنانين رخا، وزهدي، وطوغان، وعبدالسميع، واستمرت فترات طويلة كتعبير لرجل الشارع، وكانت هذه الشخصية تلقي العتاب علي ملابس "رجل الشارع"، فهو يرتدي بدلة وهذه البدلة يرتديها فقط طبقة الأفندية، وبعد تسع سنوات من المصري أفندي ظهرت شخصية "ابن البلد" للمبدع رخا. وبعد ثورة يوليو بسنتين، نشر كاريكاتير معبر عن الديمقراطية عام 1954يظهر فيه من اليمين محمد نجيب وصلاح سالم وجمال عبد الناصر، وفي المنتصف شخصية كاريكاتيرية اسمها "المصري أفندي"،للتعبير عن المواطن المصري. الصعلوك المصري ابتكرت عائلة فرنكل اليهودية الروسية شخصية "مشمش أفندي"، وهي شخصية كلاسيكية للتعبير عن "الصعلوك المصري" في تلك الفترة، ونالت شهرة واسعة في ذلك الوقت. وجاءت تسمية مشمش أفندي بسبب مقولة شهيرة قالها طلعت حرب مؤسس بنك مصر وأستوديو مصر، لعائلة فرانكل عندما طلبوا منه تمويل أول فيلم رسوم متحركة مصري، على طريقة الخواجة ديزني فرد عليهم بأنه "مفيش فايدة". وعندما تكرر السؤال كان يقول لهم "في المشمش" ومن هنا تم إنتاج فيلم "مفيش فايدة" سيناريو بديع خيري. وناقشت أفلام مشمش سلبيات اشتهر بها المصريون مثل أزمة المرور، كما قاد مشمش أفندي حملة التبرع للدفاع الوطني في عام 1938، وشارك في أفلام أخرى مثل بالهنا والشفاء، وسمكري الحارة، ومشمش أفندي في المريخ. ولم تقتصر فقط شخصية "المصري أفندي" على رسم الكاريكاتير بل تم تجسيده في فيلم "المصري أفندي" عام 1949 للمخرج حسين صدقي، وبطولةمديحة يسري، وإسماعيل يس، وحسين صدقي. فلاح كفر الهنادوة شخصية فلاح كفر الهنادوة، ابتكرها الكاتب الساخر أحمد رجب وجسدها بريشته الفنان مصطفي حسين، واتخذت شخصية الفلاح المصري الذي لا يخلو من دهاء، عندما يجلس مع رئيس الوزراء يقول كل ما يريد أن يوجهه من اتهامات للحكومة ولكن على لسان "الواد ابن أبو سليم أبو لسان زالف". واستطاع أن يعبر من خلال رسوماته عن مشكلات الطبقات الاجتماعية في مصر خصوصا طبقة العمال والفلاحين والمهمشين عندما نقلهاعبر شخصياته الشهيرة الساخرة إلى الحكومة المصرية التي تعاقبت عبر سنوات عمله خصوصا في مؤسسة أخبار اليوم. كما أخرج مصطفي حسين العديد من الشخصيات التي عبرت عن شخصية المصري، مثل كمبورة عضو مجلس الشعب الفاسد، وعبده مشتاق السياسي الطامح للسلطة، وعبد الروتين الموظف البيروقراطي وشخصية مطرب الأخبار الشهيرة، كما قدما بابًا غير موقع تحت عنوان "الحب هو". ومن شخصياته الكاريكاتيرية أيضًا، "كيف تعيش، سيسي مان، وعزيز بك الأليت، وأسلوب حياة، ومطرب الأخبار، وعباس العرسة، وعلي الكومندا، وقاسم السماوي. أنا المصري أما شخصية "المصري أفندي" بعد ثورة يناير فجسدها الفنان عبد الحليم طه في معرضه الذي تم افتتاحه مؤخرًا بدار الأوبرا تحت عنوان "أنا المصري" وهو معرض لفني الكاريكاتير ينطق بشعر العامية. ويحكي فيه الفنان على لسان المصري أفندي ما حدث منذ قيام ثورة يناير حتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة،وضم المعرض 100 لوحة كاريكاتورية. وعبر الجزء الثاني من المعرض عن شخصيات تعيش بوجدان كل مصري منهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وعميد الأدب العربي طه حسين، والشيخ محمد متولي الشعراوي، وطلعت حرب، وأم كلثوم وسيد درويش والإعلامي إبراهيم عيسي. أما القسم الثالث من المعرض فيحتوي علىنماذج لأشخاص ليست منا ومنهم الرئيس السابق، والرئيس الحالي، ويصور الرئيس مرسي وهو في باكستان ويقول على لسان المصري أفندي"كان في جره.. طلع لبره.. فرّج علينا كل البلاد.. عرض خيبتنا بكل اللغات.. مشروع لنهضة بيقول تعالوا خشوا المزاد". وعبر القسم الرابع عن صندوق الانتخابات المزمع إجرائها، وشبهها الفنان بانتخابات مبارك، والتي كانت سببا رئيسيافي انهيار نظامه. أقرأ فى الملف * أبرز خمسة رسامين للكاريكاتير في العالم العربي * إسلام رجب ل«محيط»: الكاريكاتير هدفه معالجة السلبيات * إسلام جاويش ل«محيط»: صلاح جاهين قدوتي.. وأتمني وصول «الورقة» للعالمية * رسوم كاريكاتيرية أحدثت ضجة عالمية ** بداية الملف