"فلاح كفر الهنادوة .. كمبورة .. مطرب الاخبار .. عبده مشتاق .. عزيز بك الأليت.. الكحيت .. قاسم السماوي .. على الكومندا .. سيسي مان هذه بعض الشخصيات التي ابتكرها وقدمها الراحل مصطفي حسين بريشته بالاشتراك مع صديقه الكاتب الساخر احمد رجب لكي يسخرا من الواقع المصري ومشكلات المجتمع وأزماته بشكل بسيط يألفه الشارع المصري. وصنع أحمد رجب صاحب الأفكار وصديقه حسين المنفذ بريشته بأسلوب بسيط شخصيات تعبر عن الواقع المصري وعن نماذج موجودة بالفعل في مصر ومن بين هذه الشخصيات : فلاح كفر الهنادوة كان يمثل تطوراً سياسياً داخل عالم الكاريكاتير، فجاء ليعبر عن آراء المواطن البسيط من خلال أحاديثه مع الحكومة ورئيس الجمهورية ، فكانت شخصية فلاح كفر الهنادوة تخاطب وتناطح رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية . بدأ الفنان مصطفي حسين والكاتب احمد رجب الاشتغال عليها عندما تولي د. عاطف صدقي رئاسة الوزراء عام 1986، وبعها تولي المنصب د. كمال الجنزوري وفي عهده خلت جريدة "أخبار اليوم" من الكاريكاتير المعمد علي شخصية " فلاح كفر الهنادوة" لأن علي ما يبدو ان الجنزوري رفض هذه الفكرة ، وتولي عاطف عبيد بعد الجنزوري الوزارة وقد رحب من أول يوم بعودة فلاح كفر الهنادوة ، وقد استمر فلاح كفر الهنادوة في مخاطبة رئيس الوزراء ، فجاء ليخاطب أحمد نظيف ، وبعد ثورة 25 يناير عاد الفلاح ليخاطب عصام شرف ، وبعدها جاء حكم الأخوان ظهر " فلاح كفر الهنادوة" مخاطباً هشام قنديل رئيس الوزراء إنذاك. أما كمبورة فهي أنجح شخصية جسدت مظاهر الفساد والانحراف، فهي شخصية استغلالية تتاجر بأحلام الناس في سبيل الوصول لمطامعها الشخصية من خلال ترشيح نفسها في مجلس الشعب أو المضاربة في البورصة ، ظهرت عام 1974 فكان أحمد رجب يستخدمها لنقد بعض الأوضاع الاجتماعية والسياسية الموجودة في المجتمع . أما شخصيتي "عزيز بك الأليت" و "الكحيت" رغم اختلافهما من حيث المستوي الطبقي والاجتماعي إلا أنهما يشتركان في صفة واحدة وهي " المنظرة والتفاخر" ،وقد ابتكرها أحمد رجب ورسمها حسين بريشته. فعزيز بك الأليت يحب التظاهر و الادعاء ورغم أنه أمر غير محبب ، إلا أنه مبرر نتيجة ثراءه الفاحش ، بينما الكحيت يتفاخر بما ليس لديه ، ويدعي الثراء علي الرغم من أنه لا يجد قوت يومه ولا يحاول أن يسعي جاهداً لأن يصلح من حاله ويطور نفسه كي يصل إلي الثراء الذي يريده. وشخصية "علي الكومندا" تعتبر من الشخصيات الموجودة في الواقع المصري ، وهي تعبر عن صوت الحكومة ، وهو اللسان الذي كلفته الحكومة بالإجابة علي تساؤلات الجمهور والشعب المصري بأسلوب منطقي مبرر ، فهو المسئول الذي يقوم باعطاء الشعب القرارات الحكومية بشكل منوم يجعلهم يتعاطفوا مع تلك القرارات. "سيسي مان" تلك الشخصية التي ابتكرها الراحل مصطفي حسين بعد ثورة 30 يونيو ، يعبر بريشته عن إنقاذ الرئيس السيسي لمصر من خلال مكافحته للإرهاب والتخلص من حكم الإخوان.