"دويتو الكوميديا فى رمضان".. هذا هو أسهل وصف لهما، حيث تمكنا من إخراج الضحكات من قلوبنا بشخصيات ساخرة ابتكرها الكاتب الساخر أحمد رجب، ورسمها بريشته المميزة رسام الكاريكاتير مصطفى حسين، ليخرجا لنا "عزيز بك الأليت"، "الكحيت"، "كمبورة"، "عبده مشتاق"، وغيرهم من الشخصيات، من خلال مسلسلهما الذى كان يذاع فى رمضان فى الثمانينات "ناس وناس". مسلسل "ناس وناس" كان أول عمل درامى يجسد شخصيات "رجب ومصطفى حسين"، بعد أن كانت تنشر هذه الشخصيات فى جريدة الأخبار ك"كاريكاتير"، حيث أخرج المسلسل رائد لبيب. أحمد إبراهيم رجب، صاحب البصمة الخاصة فى الكتابة الساخرة، الذى ولد فى 20 نوفمبر 1928 بمدينة الإسكندرية ساهم فى إبراز أوجاع المواطن المصرى من خلال شخصيات كاريكاتيرية مع مصطفى حسين، الذى ولد فى 7 مارس عام 1935، وبدأ أول كاريكاتير مشترك بينهما فى يناير 1974 فى مدرسة أخبار اليوم، ومنه جاءت فكرة الشخصيات التى أحبها الجمهور. ومن الشخصيات التى أبرزها مسلسل "ناس وناس" شخصية فلاح كفر الهنادوة، الذى يخاطب رئيس الوزراء عاطف عبيد الذى كان يناديه بالبيه عاطف، شخصية "عزيز بك الأليت" و"الكحيت" التى عبرا من خلالهما عن الفروق الاجتماعية بين المصريين، ما بين شخصية عزيز بك الأليت، صاحب الثروة الفاحشة، و"الكحيت"، المواطن الفقير الذى لا يجد العيش الحاف، وكلاهما يشتركان فى طابع الادعاء والمنظرة، الاثنان مختلفان فى المظهر، عزيز بك بملابسه الفخمة وأنفه الشامخ، والكحيت بشعره الأجعد وذقنه الغامقة وملابسه الرثة. عالم أحمد رجب ومصطفى حسين ملىء بالشخصيات التى لاتنتهى مثل: شونيا والمسن المتصابى الذى يشكو دائماً من مراهقاته مع شونيا، بينما وهى فى كامل صباها تدير له ظهرها ولا تعيره أى اهتمام، وشخصية كمبورة، والذى ظهر لأول مرة فى كتابه "كمبورة فى البرلمان"، ولغة كمبورة هى لغة زمن الانفتاح التى ابتدعت ألفاظ الأرنب، والنص أرنب والباكو والأستك والتمساحة والخنزيرة". ولا ننسى الشخصية الأسطورية "عبده مشتاق" الذى يحلم بكرسى الوزارة، ويتشوق دائما لمعرفة أخبار جديدة عن أى تعديل وزارى يحدث، أما "على الكومندا" فهو لسان السلطة الذى يدافع عنها، وغالباً يطل على الغلابة من إحدى البرامج التليفزيونية.
