بالتأكيد ليس كلهم، يقينًا يصر نفر يسير من السلفيين علي تأكيد صورة للسلفي، زائفة، بغيضة، منفرة، مستفزة، صورة تتشكل ملامحها يومًا بعد يوم، نحسن الظن بالخلف قربي للسلف الصالح، وكان صالحًا حقًا، وفي ذلك آيات بينات لمن أراد إنصافًا. ليس كلهم، لو اجتمعت الأمة بعلمانييها الذين يكفرونهم في المواقع، وليبرالييها الذين يبغضونهم في المواقف، ومفكريها وكتابها وصحفييها الذين يتهمونهم في الصحائف علي تشويه صورة السلفيين لعجزوا جميعًا عن الإتيان بآيات محكمات في تسفيه السلفي، كما يحدث طوعًا لا كرها من جانب هذا النفر اليسير من غلاة السلفيين. ما يفعله هذا النفر بأنفسهم، وبالسلف وبالسلفيه كبير إلا علي الظالمين لأنفسهم، وماظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، هذا النفر اليسير لا يأبه بصورته التي تتشكل أمام العامة، بصورة السلفيين،بالصورة التي كان عليها السلف الصالح ويعكسها هو ، صارالبعض يفضل عليهم الإخوان، يقولون نار الإخوان ولا جنة السلفيين. من أفعالهم سلط عليهم، لا يرعوي هؤلاء لجمهرة تنتظر منهم الخير للأمة، لايهمهم من بعيد أو قريب كيف يراهم العالم، فقط كيف يرون أنفسهم، زاهون بأنفسهم في خيلاء، محتكرون للحقيقة، مدافعون عن حدود الإسلام، منافحون عن الحياض، وحدهم دون غيرهم مبعوثو العناية الإلهية. سلسلة متصلة من التشويه المتعمد، كيف يتأتي لسلفي أن يشوه وجه الدعوة علي هذا النحو المستهجن، كيف يشوه الوجه الجميل للسلف، بأفعال شريرة، لم ترد في الأثر الذي به يعتدون، قطع الأذن ليس من مآثر السلف، حرق الكنائس نهي عنه السلف الصالح، أقامة الصلاة أمام الكاتدرائية وفي الأرض فيها متسع، وجعلنا الأرض طهورا، تحدي السلطة في صول وإمبابة، كلها غزوات خاسرة، السلفية لن يغزوا القلوب العامرة بالإيمان بقولة نعم في وجه من قالوا لاكما فعلوا في الإستفتاء . سلسلة متصلة من عمليات التجميل يبذلها دعاة السلفية علي المنابر وشيوخها علي الفضائيات وفي أحاديثهم الحية ، والمتلفزة، بعض الوجوه السلفية كريمة الطرح، متسامحة الرؤي، ولكنها عاجزة عن ملاحقة عمليات التشويه المستمرة التي أستمرأها البعض بعمد أو بغير عمد ، تجميل الصورة أصعب من حرقها، كل ما يفعله هؤلاء مساء، يضيعه هذا النفر نهارًا، في المساء أمر بمعروف، وفي النهار فعل أمر، وكبح التفلتات، وإطلاق مبادرات الصلح هنا وهناك، من صول إلي قنا، كل هذه المحاولات الحميدة تذهب أدراج الرياح.. هناك إصرار بغيض علي أن يظهر السلفي في صورة المعاقِب (اسم فاعل)، المحتسِب (اسم فاعل) الأمر بالمعروف (اسم فاعل) الناهي عن المنكر (اسم فاعل) مضي زمن كان السلفي والإخواني والليبرالي والعلماني والناصري والوفدي (مفعول به) جميعًا باستثناءات قليلة تحولوا إلي فعل الخير لهذا الوطن، إلا من تلك القلة التي افتأتت علي السلف، وعلي الحق، وعلي الخير، وعلي الجمال، مابال هؤلاء. وكأنها ناقصة تشويه، نفر قليل ذهب يشكو" كمبورة" أيقونة الثنائي الساخر أحمد رجب ومصطفي حسين إلي النائب العام، يمارس حقًا قضائيًا مكفولا ولا نماري فيه، ولكنه يجني علي السلفية من حيث يريد أن يعزها، يشوه الدعوة من حيث يرفعها ، يقيم علي كمبورة الحد القضائي، يتهمه بازدراء الإسلام وتشويه السلف وتحقير السلفي، كمبورة مسلم وموحد بالله، لايزدري دينًا ولا يحقر سلفًا ولا يشوه سلفيًا، أمره لله من بعد القضاء، سيحاكم كمبورة في أسوأ الاحتمالات وسيقف أمام القضاء كتابه بيمينه، واثقًا من براءته، ملتحفًا بحرية التعبير، التي هي من أصل الحريات التي حرص عليها الإسلام وللسلف فيها آيات بينات، هن كتاب الوطن. يخسر السلفيون كثيرا بهذا البلاغ، يخسر السلفيون كثيرا عند ظهورهم بمظهر المناهض لحرية التعبير، صورة المحتسب الذي أدمنها البعض، ولا نفتئت علي النيات، الطريق إلي جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، صورة طلقناها منذ زمن، المحتسب ليس له مكان، المحتسب كان زمان، تحدي كمبورة، أقرب إلي تحدي رامبو، والحجر علي كمبورة ليس في صالح مناخ الحريات الذي أتاح للسلفيين والإخوان والجماعات حرية الحركة، والحركة بركة، والوطن يحتاج كثيراً من البركات ليس كثيرًا من البلاغات. البلاغات مقبولة ومطلوبة وبشدة لحرب الفساد والإفساد، لكنها منكورة وبشدة في خنق الإبداع ومطاردة المفكرين والكتاب والرسامين وكل أهل طائفة الفكر والإبداع، لن نريد من السلفيين رسومًا ولا لوحات، نريد صلوات في محراب الحريات، كلنا جربنا السجن الكبير الذي لف الوطن بقضبانه السوداء، لماذا ننشئ سجوننا بأيدينا، لماذا نجني علي حرية الإبداع، لماذا نسجن كمبورة أبو لسان ضد الفساد والقطط السمان والحيتان، كمبورة لسانه زالف مثل فلاح كفر الهنادوة، مثل بقية عائلة أحمد رجب ومصطفي حسن، عائلة لسانها طويل في الخير، كلماتها لاذعة لاسعة، نكاتها حارقة، سهامها ناقدة، أفكارها لاتقصي أحداً، كلمات نافذة ريشة جريئة، لكمبورة في نفس كل مصري مكان، هناك حتي في أشد عصور الظلام مساحة لكمبورة، كمبورة لا يتألق إلا في البراح. السلفيون ليسوا ملائكة، السلفيون ليسوا شياطين، السلفيون مواطنون، لهم ما للمواطن وعليهم ما عليه، ليس من طينة أخري ولا من جنس آخر، يحق عليهم القول، والنقد، والنصح، ويجري علي أحاديثهم الجرح، ليسوا معصومين من الخطأ، وخير الخطائين التوابون. هذا بلاغ للناس، لكنه بلاغ في الاتجاه المعاكس ، حبس كمبورة لن يحرر السلفيين من ربقة الماضي، التحقيق مع كمبورة لن ينهي نقدًا مستحقًا، ورفضًا شعبيًا لتفلتات من الحكمة كبح جماحها والبعد ما أمكن عنها حتي تظل صورة السلف دون إساءة من الخلف ، وإن تمكنوا من كمبورة مابالهم بفلاح كفر الهنادوة ، آه لو سلط عليهم مصطفي حسين قاسم السماوي ،عبده مشتاق، الكحيت ، عزيز بك الأليت ، عبد الروتين، مطرب الأخبار، عباس العرسة ، علي الكومندا ، لن يصمد المبلغون كثيرا في معركة مع شخصيات كرتونية تنطق بلسعات أحمد رجب الفتاكة ، كل منها بجيش جرار من الساخرين ، يصعب جدا علي السلفيين مجابهة الساخرين ، معلوم السخرية من غير سبب قلة أدب لكن هناك ألف سبب وسبب للسخرية من غير قلة الأدب ، كمبورة متربي وأبن ناس.