قبل أيام قليلة من انطلاق الجولة الثانية والحاسمة من السباق الرئاسي في تونس، جمعت الذكرى 62 لاغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد طرفا السباق الرئاسي عند ضريحه في منطقة القصبة بالعاصمة تونس، لكن دون أن يلتقي أحدهما بالأخر. إذ زار ضريح حشاد، صباح اليوم الجمعة، كل من الرئيس التونسي الحالي والمرشح المستقل المتأهل للجولة الثانية من السباق الرئاسي محمد المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة مهدي جمعة، بمناسبة إحياء ذكرى اغتياله، وفق مراسلة وكالة الأناضول. وشارك في هذه الزيارة عدد من الشخصيات الوطنية وممثلون عن أحزاب سياسية، بينهم: رئيس الجمهورية السابق فؤاد المبزع وأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، ورئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان)، محمد الناصر، وعدد من قيادات حزب نداء تونس (وسط). وفي أجواء من الخشوع، تلى الحضور الفاتحة على روح حشاد، قبل أن يغادر موكب المرزوقي المكان بصحبة جمعة وعدد من الوزراء. بينما بقى في المكان العباسي ووزير الداخلية لطفي بن جدو، وقيادات حزب نداء تونس، على ما يبدو، لاستقبال رئيس الحزب والمرشح في السباق الرئاسي، الباجي قايد السبسي، الذي حضر منفردا بعد مغادرة المرزوقي بدقائق. وبينما لم يدل المرزوقي بأي تصريحات لوسائل الإعلام خلال الزيارة، قال السبسي بهذه المناسبة: "نحن نعيش هذه الفترة بفضل نضالات فرحات حشاد وزملائه؛ فقد كان زعيما للحركة الوطنية بتمامها وكمالها بعد إبعاد الحبيب بورقيبة (أول رئيس جمهورية تونسي) والمنجي سليم (سياسي ودبلوماسي تونسي)، رحمهما الله، إلى طبرقة آنذاك" من قبل الاستعمار الفرنسي. وأضاف لوسائل الإعلام، وبينها مراسلة وكالة الأناضول، "كان حشاد وقتها رئيسنا، وعملنا تحت امرته، وكنا جميعا يدا واحدة، وفي هذا درس وعبرة للأجيال الحاضرة والقادمة لتفهم أن تونس للجميع ولا يمكنها الخروج من أزماتها إلا بتوحد كل القوى وعدم إغفال أي طرف". ولمع نجم الزعيم السياسي والنقابي حشاد بعد تأسيسه الاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946، واكتسب شعبية في الأوساط العمالية والمجتمعية لنضاله المستميت ضد الاستعمار الفرنسي ودفاعه عن حقوق الطبقة الشغيلة (الطبقة العاملة). ويعتبر الرحل رمزا للحركة النقابية في تونس وواحدا من أبرز روادها، وتم اغتياله في 5 ديسمبر (كانون أول) 1952 على يد تنظيم سري يسمى ب'اليد الحمراء'‘. وفي الثالث والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنقضي، أجربت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وحصل السبسي على 39.4 % من الأصوات في هذه الجولة، فيما حصل المرزوقي 33.4 % من الأصوات، ما يعني إجراء جولة ثانية حاسمة بينهما أواخر ديسمبر/ كانون أول المقبل.