أكد وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط أنه ليس بمقدور أية قوي خارجية انتقاد الحكم الصادر ببراءة الرئيس الرئيس السابق حسنى مبارك في «محاكمة القرن»، وأن الرئيس السيسي لم ولن يتدخل في أحكام القضاء بأي شكل من الأشكال، مشيرا إلى أن التاريخ وحده هو الذي سيقول كلمته الفصل في سنوات حكم مبارك، التي تضمنت جوانب إيجابية وأخري سلبية. وخاطب أبو الغيط خلال حواره ببرنامج «الحياة اليوم»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو عبد الحميد علي قناة «الحياة» المؤسسات الإعلامية والحقوقية الأجنبية التي تنتقد مصر بقوله: «اخبطوا دماغكم في الحيط»، لافتا إلى أن هذه المؤسسات دأبت على انتقاد الاوضاع في مصر منذ ثورة 30 يونية بهدف إجهاضها، نظرا لأن الغرب يدرك أن المنطقة تحللت ولم يتبق سوي مصر، ومن ثم فهم يسعون للقضاء عليها . واستنكر استغلال البعض لحكم البراءة بقضية القرن لإطلاق الرصاص علي حكم السيسي؛ موضحا أن المحاولات المستمرة لتشويه الحكم الحالي في مصر بالداخل والخارج لن تفلح، وأن الاخوان وبعض الجماعات التي تنادي باستمرار الثورة ستستمر في مهاجمة الرئيس السيسي علي طول الخط. واعتبر أن ما يسمي بالربيع العربي هو ذبح للبشر وتدمير للدول، وما حدث في العراق وليبيا وسوريا خير دليل علي ذلك؛ مضيفا أن مصر شهدت إضرابات ومحاولات لإضعاف الدولة تحت مسمي «الربيع العربي»؛ وأن هناك قوي خارجية لعبت بمقدرات الدول العربية وكانت حريصة علي استمرار حكم مبارك. وكشف أبو الغيط عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية شرعت منذ عام 2005 في دعم منظمات غير حكومية بالأموال الطائلة بزعم إنشاء مجتمعات مدنية، حيث خصصت 50 مليون دولار من دعمها لمصر لمنظمات المجتمع المدني تحت شعار التدريب والتأهيل، مشيرا إلى ان الامريكان يتوهمون أن الوضع في مصر متأزم ويجب إجراء مصالحة بين جميع الاطراف؛ وأن الدولة المصرية أبدت استعدادها السماح للإخوان بالاندماج في الحياة السياسية بشرط التخلي عن العنف ؛ بينما حرص الغرب علي فرض رؤيته علي الادارة المصرية. وشدد علي كراهية الأمريكان لمصر، وأن واشنطن ما لبثت أن أدركت أنها في أزمة بسبب حرب العراق فأعادت وجهها المبتسم مرة أخري لمصر لتحظي بدعم حلفائها؛ ثم بعد ذلك اظهروا رفضهم في أواخر عهد مبارك لاستمراره في الحكم. وأعلن وزير الخارجية الأسبق أنه مازال يطلق لقب «رئيس» علي مرسي رغم رفضه لحكمه، إلى أن يصدر حكم قضائي برفع اللقب عنه. وحول علاقات مصر الخارجية، أكد ان اليونان ومصر تجمعهما علاقات طيبة من زمن طويل؛ بينما سعي الاخوان لضرب العلاقات المصرية القبرصية أثناء حكمهم للبلاد؛ لافتا إلي أن موقف أردوغان العدائي تجاه مصر والسيسي ليس بغريب، لأنه كان يعتقد أن مصر ستخضع لسيطرته خلال حكم الاخوان؛ نظرا لأن تركيا تحلم بالسيطرة علي الوطن العربي وبفتح سوق جديدة لمنتجاتها بكسب 200 مليون عربي، لكن الشعب المصري استطاع القضاء علي حلم تركيا بعودة الخلافة العثمانية. وأوضح أن أردوغان تلقي عدة رسائل علي فشله وهزيمته في موقفه العدائي لمصر، من بينها حضور السيسي لمؤتمر القمة وسط حضور دولي كبير، وعودة عضوية مصر الكاملة بالاتحاد الافريقي، والدور الرائع والبارز للجامعة العربية والسعودي والامارات والكويت والجزائر في دعم مصر، فضلا عن الاستقبال الحافل للسيسي في روسيا وحفاوة بوتين بالزيارة، مشيرا إلى أن زيارة بوتين لمصر ستكون مهمة لمصر وروسيا في هذا التوقيت . ولفت أبو الغيط إلى أن استقبال فرنسا للسيسي بهذه الحفاوة معناه عودة مكانة مصر الدولية، وأنه يجب على القاهرة إقامة علاقات متوازنة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسياوالصين وباقي دول العالم؛ مشيرا إلى أن أمريكا تحارب الارهاب بطريقتها الخاصة «بالتجزئة» وفقا لمصالحها. ونوه إلى أن روسيا قوة هائلة وقادرة علي مواجهة العقوبات التي تحاول أمريكا وأوروبا فرضها عليها، ولديها 600 مليار دولار أمريكي احتياطي استراتيجي؛ وتملك 9000 رأس نووي قادرة علي تدمير العالم ثلاث مرات؛ بالإضافة إلى الطائرة «سوخوي 34» التي تضاهي قوتها أحدث المقاتلات الأمريكية؛ مشددا على أن الروس والمصريين يتمتعون بصفات مشتركة مثل الاعتزاز بالنفس؛ وأن امريكا واوروبا تهدف الي اضعاف روسيا ومن بعدها الصين وباقي الدول النفطية؛ إلا أن بوتين لايمكن أن يقدم أية تنازلات فيما يخص جزيرة القرم . ونفى وجود اية إشارات حتى الان على تغير سياسة قطر العدائية تجاه مصر؛ معتبرا أنها رأس الحربة لأمريكا في المنطقة العربية، التي تشهد الآن الفتنة الكبري مرة أخري، حيث ان هناك 10 ملايين لاجئ سوري بسبب الاوضاع المتردية؛ وهو ما يستوجب من الدول العربية أن توحد كلمتها وتتكاتف لمحاربة الارهاب والمخطط الاوروبي. واختتم أبو الغيط حديثه بالتأكيد علي أن الرئيس السيسي سيحقق لبلاده الامن والاستقرار والتنمية ورفع مستوي المعيشة والانضباط؛ لافتا إلى التداعيات السلبية العديدة لعدم استقرار الاوضاع في ليبيا بسبب 1000 كيلو حدود، وإلى أن حلايب وشلاتين تحت السيطرة الكاملة للقوات المصرية؛ ويجب تنمية مثلث حلايب وشلاتين بالتعاون مع اشقائنا السودانيين.