أمر العاهل المغربي الملك محمد السادس سلطات بلاده بإرسال الإعانات الضرورية ل250 قرية معزولة، بسبب الفيضانات والسيول العارمة التي اجتاحت عدداً من مناطق الجنوب المغربي خلال الأيام القليلة الماضية. وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية المغربية الأحد، إن "عاهل البلاد أصدر أوامره لوزارة الداخلية المغربية بمد القرى المعزولة جراء الفيضانات والثلوج بالمؤن". وأوضح البيان أنه سيتم توزيع المواد الغذائية الضرورية على 250 قرية مغربية معزولة "في أقرب الآجال"، بالتنسيق مع قوات الدرك الملكي. يُذكر أن العاهل المغربي الملك محمد السادس "أعطى تعليماته لوزير الداخلية للتنقل، على رأس وفد، لجهتي كلميم السمارة وسوس ماسة درعة (المناطق المتضررة من الفيضانات) لتتبع الوضع عن قرب في هذه المناطق التي تضررت من الفيضانات، وتنسيق الإجراءات الضرورية لضمان حماية السكان وممتلكاتهم. وقال وزير الداخلية المغربي محمد حصاد، في تصريحات صحفية أول أمس ، بعد وصوله للمناطق المنكوبة، إنه "يجب إيلاء الأولوية لإصلاح الطرق وشبكات التزويد بالماء والكهرباء بشكل عاجل، في المناطق التي اجتاحتها السيوب جنوب البلاد". وأضاف الوزير أن "السلطات أعلنت التعبئة الكاملة من أجل التعامل مع تداعيات هذه الفيضانات والحفاظ على الأرواح والمنشآت". وفيما يتوقع أن تتواصل الأمطار الغزيرة بهذه المناطق، خاصة في مدينة كلميم (جنوب غربي البلاد)، دعت السلطات المحلية بالمدينة في بيان لها السبت، نشرته وكالة الأنباء الرسمية المغربية، سكان هذه المنطقة المنكوبة إلى التحلي بالهدوء واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي مخاطر السيول والفيضانات، وحسن تدبير استهلاك المواد الغذائية والمياه إلى حين انفراج الحالة الجوية خلال الأيام القليلة المقبلة". وأعلنت السلطات المغربية أن عدد ضحايا الفيضانات الأخيرة التي شهدتها بعض مناطق الجنوب المغربي بلغ حسب آخر التقديرات 36 شخصاً جرفتهم الأودية والسيول، خاصة في منطقة كلميم. واجتاحت السيول هذه المدينةالجنوبية كما حاصرت العديد من القرى المجاورة، وتسببت الأمطار والاضطرابات الجوية في قطع الطرق المؤدية إلى مدن سيدي يفني (جنوب غرب) وتيزنيت (جنوب غرب) وطاطا (جنوب شرق) ووارزازات (جنوب شرق)، ومدينة الصويرة (جنوب غرب) ومدينة مراكش (جنوب غرب) بحسب مصادر محلية. وتُواصل فرق الإنقاذ في أكثر من منطقة مساعدة سكان القرى التي غمرتها مياه السيول والفيضانات، حيث تمكنت من إنقاذ أكثر من 400 شخص من الغرق، فيما يستمر انقطاع عدد من الطرق الوطنية الرئيسية الرابطة بين مدن مغربية جنوب البلاد.