في ظل استمرار المواجهات بين القوات العراقية وعناصر تنظيم "داعش" في محافظة الأنبار، غربي البلاد، اليوم السبت، تمكنت القوات الأمنية من استعادة السيطرة على قرى في قضاء "هيت" من التنظيم. وقال قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ضياء كاظم إن "القوات الأمنية من الجيش والشرطة وبمساندة مقاتلي العشائر وقوات الحشد الشعبي وبالتنسيق مع الطيران العراقي والتحالف الدولي، تمكنت من استعادة سيطرتها على منطقة (بلدة) السجارية (شرق الرمادي) نتيجة العملية العسكرية التي بدأتها هذا الصباح". وتابع دبوس أن "القوات الأمنية استطاعت أيضا تحرير قرى (دولية والواسطية وبردة والجابرية واسمالة) من سيطرت تنظيم داعش الإرهابي والتي تقع غربي هيت 70كم غرب الرمادي". وأوضح دبوس أن "القوات الأمنية بدأت العملية العسكرية قبل يومين لتحرير مدينة هيت ونواحها من سيطرت تنظيم داعش الإرهابي"، لافتا إلى أن "العملية العسكرية مستمرة لغاية الآن وهناك تقدم لقوات الامن لتحرير المدينة ونواحيها". وأضاف دبوس أن "القوات الأمنية استطاعت قتل اكثر من 30 عنصر للتنظيم وجرح 20 آخرين وتفكيك 75 عبوة ناسفة زرعها التنظيم في تلك المناطق والقرى، إضافة الى تدمير ثلاثة منازل مفخخة وتفكيك ثلاثة سيارات مفخخة أيضا، وضبط معمل لصنع العبوات الناسفة في المناطق التي حررتها اليوم". وعادة ما يعلن مسؤولون عراقيون عن مقتل العشرات من تنظيم "داعش" يومياً دون أن يقدموا دلائل ملموسة على ذلك، الأمر الذي لا يتسنى التأكد من صحته من مصادر مستقلة، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من داعش بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام، غير أن الأخير يعلن بين الحين والآخر سيطرته على مناطق جديدة في كل من سورياوالعراق رغم ضربات التحالف الدولي ضده. من جانبه، قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في حديث للأناضول إن "الطيران الحربي للتحالف الدولي قصف بالخطأ أربعة منازل لمدنين في مدينة هيت 70كم غرب الرمادي،" موضحا أن "منزل رئيس مجلس قضاء هيت مطلوب سعيد كان من بين تلك المنازل." وأشار إلى أن "القصف أسفر عن مقتل 5 مدنين بينهم طفلين اثنين وامرأة واصابة 10 مدنين اخرين بينهم رئيس مجلس قضاء هيت وابنه ونساء وأطفال وكبار بالسن". وأضاف كرحوت أن "طيران التحالف الدولي كان يحاول قصف المحكمة الشرعية لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الأطفال وسط مدينة هيت، لكن القصف استهدف المنازل التي بجوار بناية المحكمة الشرعية لداعش في القضاء". وطالب كرحوت "التحالف الدولي بالتركيز على قصف اهداف مواقع تمركز داعش في المدن المزدحمة بالسكان وخصوصا في هيت والرمادي والفلوجة والمناطق الغربية من الانبار، من اجل تفادي وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين بهذا القصف غير المتعمد." وتخضع مدنية الفلوجة، وناحية الكرمة، وأحياء من مدينة الرمادي ومناطق أخرى بمحافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، منذ مطلع العام الجاري، لسيطرة "داعش"، ومسلحين موالين له من العشائر الرافضة لسياسة رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي التي يصفونها ب"الطائفية". ومنذ بداية العام الجاري، تخوض قوات من الجيش العراقي معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في أغلب مناطق محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، وازدادت وتيرة تلك المعارك بعد سيطرة التنظيم على الأقضية الغربية من المحافظة (هيت، عانة، راوة، القائم، والرطبة) إضافة الى سيطرته على المناطق الشرقية منها (قضاء الفلوجة والكرمة) كما يسيطر عناصر التنظيم على أجزاء من مدينة الرمادي. ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراقوسوريا، وأعلن في يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.