توفى الكاتب الكبير محمد ناجى، منذ ساعات قليلة، فى باريس، بعد صراع طويل مع سرطان الكبد، ونعت "ورشة الزيتون" الراحل في بيان جاء فيه: تلقينا بكل حزن وأسى رحيل الكاتب والروائى العظيم محمد ناجى،ويبدو أن عام 2014 يصرّ على ألا ينتهى إلا بعد قطف الثمار العزيزة والغالية لدينا،وكان آخرها الكاتب محمد ابراهيم مبروك،وهاهو يلحق به الكاتب والصديق محمد ناجى،والذى بدأ حياته شاعرا مجددا،ونشر بعض قصائده فى مجلة "الفكر المعاصر"،ومجلة "الأتيليه"،ثم اقتحم عالم السرد بقوة،وكتب متتالياته الروائية:"خافية قمر ولحن الصباح والأفندى والعايقة بنت الزين ورجل أبله وامرأة تافهة،وغيرها من سرديات رائعة". واستقبلته الحياة الأدبية بترحيب شديد،وكان هو على حذر دائم من الشهرة، حيث ظل بعيدا أو مبتعدا، يرافق الأحباء الذين اختارهم بمنأى عن ميادين الشهرة والجوائز، ولم نلاحظ أنه هاجم جائزة أو مؤسسة أو شخصا من أجل منفعة شخصية، ولكنه ظل يصدر عملا بعد الآخر فيما يشبه الصمت والخلود إلى السكون،على عكس عوالم رواياته الضاجة بأبطال ليسوا صامتين وليسوا ناعمين،بل كانت شخصياته بوّاحة وصادمة وخشنة، أتى بها من قلب هدير المجتمع الاجتماعى، وألقى بها فى سرديادته الرائعة، ولم يتوقف عن الإبداع والنشر حتى أخريات حياته القصيرة،عندما نشرت له جريدة "التحرير" آخر نصوصه الروائية منذ أسابيع قليلة. كانت آخر كلماته في ورشة الزيتون بعد فوزه بجائزة اتحاد الكتاب: "أتعهد أن أكون الشخص الذى أحببمتوه"،ثم تحدث عن بداياته وتركه للشعر وللمسرح، عندما فقد الشعر صلته بالجمهور. ومؤخرا فازت الهيئة العامة للكتاب بنشر أعماله الروائية الكاملة. محمد ناجى مسيرة روائية وثقافية نظيفة وعظيمة، وورشة الزيتون تنعى الكاتب الكبير، وتتقدم بخالص التعازى للمثقفين المصريين والعرب لهذا الفقد الفادح. وقع البيان: شعبان يوسف ومحمد ابراهيم طه وأسامة أمين ريان وسامية أبو زيد ومحفوظ على ومنى شرباش وسمية التركى وهدى توفيق وندى إمام وأحمد عزوز ومصطفى سليمان ومحمد أبوالليف ومحمود الشاذلى وأحمد بهاء الدين شعبان وهشام العربى وشرقاوى حافظ وفاطمة المرسى وعمرو الشامى وهشام أصلان ومحمد شعير وعمر شهريار وهناء نصير وغيرهم. يذكر أن الكاتب الكبير كان يخضع منذ أربعة سنوات لجلسات علاجية متتالية فى باريس وكان أصدقاؤه على أمل دائم فى شفائه، حتى كتب الكاتب مصطفى نور الدين عطية المقرب من الراحل الكبير على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تدوينة بعنوان "وداعا محمد ناجى.. ما كنت أتمنى كتابة تلك الكلمة، لكن ها هى تفرض نفسها علىّ". محمد ناجي، روائي وصحفي من مواليد سمنود في محافظة الغربية، عام 1947، عمل صحفيًا بوكالة أنباء الشرق الأوسط، ومديرًا لتحرير جريدة العالم اليوم. حصلت روايته «خافية قمر»، على جائزة الدولة للتفوق العام الماضي، وطبعت الهيئة المصرية العامة للكتاب أعماله الكاملة منذ عدة أشهر، بدأ حياته شاعرا واتجه بعد ذلك لكتابة الرواية واشترك في حرب أكتوبر1973. نشر ناجي أعماله في مجلات (المجلة الآداب الثقافة الجديدة الفكر المعاصر القاهرة)، ومن أهم أعماله: (خافية قمر، تُرجمت للإسبانية لحن الصباح، ترجمت للإسبانية والفرنسية مقامات عربية العايقة بنت الزين رجل أبله وإمرأة تافهة، تُرجمت للفرنسية الأفندي). وكتب الكاتب والمترجم المصري المقيم في العاصمة الفرنسية مصطفى نور الدين في صفحته على الفيسبوك أن ناجي توفي في منتصف ليل الأربعاء - فجر الخميس بتوقيت القاهرة- حيث كان نور الدين بصحبته منذ وصل إلى باريس لإجراء جراحة في الكبد في نوفمبر 2011 كما كان "بجواره في لحظاته الأخيرة". وكتب الأديب المصري أحمد الخميسي في صفحته على "فيس بوك" أن "الذين تعرفوا إلى روايات ناجي المذهلة وإليه إنسانا يعرفون حجم الألم عند وداع كاتب شريف وموهوب بقدر وحجم وإنسانية ناجي". وحصل ناجي على "جائزة التميز" من اتحاد كتاب مصر عام 2009 كما نال "جائزة التفوق" في مصر عام 2013 عن مجمل أعماله الروائية.