واشنطن: بعد أن خرجت دولة تلو الأخرى تعلن عن انتهاء مرحلة الركود والفرار من أسوأ أزمة مالية عرفها العالم بعد الكساد العظيم فى ثلاثينيات القرن الماضي أكد استبيان لمديري صناديق الاستثمار حول العالم تزايد تفاؤل المستثمرين بانتعاش الاقتصاد العالمي هذا الشهر في أعقاب طفرة التفاؤل التي شهدها شهر أغسطس الماضي. وأوضحت نتائج الاستبيان الذي أجرته "ميريل لينش" لمديري صناديق الاستثمار لشهر سبتمبر أن أولئك المديرين أخذوا يعيدون النظر بتوزيع أصولهم الاستثمارية، ويؤمنون تدريجياً بالانتعاش الاقتصادي العالمي الراهن، باتجاه سيناريو ما يسمى "الاعتدال". وفي الوقت الذي توقع فيه 72% من المشاركين في الاستبيان تحسن الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل، ترى نسبة مماثلة منهم أن "معدلي النمو والتضخم سيكونان أدنى من المعدل المعتاد" خلال الشهور الاثني عشر المقبلة. وأشارت نتائج الاستبيان الذي أوردته صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية إلى ارتفاع السيولة النقدية وسط توقعات ببلوغ متوسط الأرصدة النقدية 1،4% من إجمالي الأصول، مقارنة مع 7،3% خلال شهر أغسطس الماضي، والى أدنى معدل منذ يوليو2007. وارتفع صافي عدد مخصصي الأصول الذين احتفظوا بأرصدة نقدية أكبر من المألوف إلى 10%، مقارنة مع 3% في أغسطس، بينما انخفضت نسبة مخصصي الأصول الذين احتفظوا بأسهم بمعدل أعلى من المألوف إلى نسبة 27%، مقارنة مع 34% في أغسطس. وخفض المستثمرون مخصصاتهم لأسهم مختلف القطاعات الاقتصادية إلى ثمانية قطاعات من أصل 11 قطاعاً. وانعكس التوجه الذي شهده أغسطس للعودة إلى الأسهم المرتبطة قطاعاتها بالدورات الاقتصادية، حيث خفض المشاركون في الاستبيان من حجم حيازاتهم من أسهم قطاعات المواد الخام والمنتجات الصناعية والمنتجات والخدمات غير الحيوية. وقال جاري بيكر، رئيس دائرة استراتيجية الأسهم الأوروبية في بنك أوف أمريكا سيكيوريتيز - ميريل لينش للبحوث: "تشير قفزة مستويات السيولة النقدية وتقليص حيازات الأسهم في سبتمبر، إلى عدم مواكبة رغبة المستثمرين في المجازفة لثقتهم بحدوث انتعاش اقتصادي". بدوره مايكل هارتنت، رئيس دائرة استراتيجية الاستثمار الدولي في الأسهم في بنك أوف أمريكا سيكيوريتيز - ميريل لينش للبحوث، قال: "عاد سيناريو الاعتدال إلى الساحة الاقتصادية، حيث انه رغم وجود إجماع على توقع انتعاش اقتصادي عالمي، فإن المستثمرين يتوقعون أن يكون النمو بمعدلات أدنى من المألوف وغير تضخمي". وسبح مديرو صناديق الاستثمار في أوروبا عكس التيار العالمي من خلال تخفيضهم لحيازاتهم النقدية، حيث انخفضت نسبة المستثمرين الذين احتفظوا بحيازات نقدية كبيرة إلى 21%، مقابل 29% في أغسطس، بينما انخفض صافي الأرصدة النقدية من 7،3% إلى 3%. وقد اشترك بمسح "ميريل لينش" 234 مديراً لصناديق الاستثمار يشرفون على توظيف 667 مليار دولار امريكي. واشترك في الاستطلاع الاقليمي ما مجموعه 189 مديراً يستثمرون 408 بلايين دولار. وقد أجري المسح من 4 سبتمبر الى 10 منه. وقام بالاستطلاع بنك أوف أمريكا الأوراق المالية - ميريل لينش بمعاونة شركة الأبحاث TNS من خلال شبكتها الدولية في أكثر من 50 بلداً توفر خدمات استعلام السوق في أكثر من 80 بلداً الى المنظمات الوطنية والمتعددة الجنسيات. وتأتي في المرتبة الرابعة بين مجموعة خدمات السوق في العالم.