يعتبر مرض الالتهاب الكبدي الوبائي المعروف باسم "فيروس سي" من أكثر الأمراض التي يتعرض لها المصريون و تتراوح شدة الإصابة بالمرض بين خفيفة تدوم لبضعة أسابيع وأخرى خطيرة تصاحب المريض مدى الحياة . وقد تسبب الإصابة بتليّف أو سرطان الكبد, وتحتل مصر المركز الأول عالمياً كأكثر بلدان العالم التي يتعرض مواطنوها للإصابة بالمرض وذلك حسب الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية, أما على المستوى العالمي فإنه يُصاب سنوياً ما يتراوح بين 3 و4 ملايين شخص بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي سي، منهم 150 مليون شخص يصابون بعدوى المرض المزمنة ويكونون عُرضة لخطر الإصابة بتليّف أو سرطان الكبد, ويموت سنويا أكثر من 350 ألفا آخرين من جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب . النسبة مخيفة يقول الدكتور "ياسر عبد السلام" , أخصائي أمراض الكبد , أن نسبة انتشار المرض في مصر باتت مخيفة إذ وصلت نسبة الإصابة سنوياً وصل ما بين 200 ألف إلى 300 ألف حالة، وهذه النسبة تعد مرتفعة، رغم جهود وزارة الصحة وأضاف"عبد السلام" أن كثيرين يُعوِّلون على جهاز القوات المسلحة لتقليل حجم الخطورة التي يداهم بها المرض قطاعات عديدة من المواطنين في مصر, كما أن عقار سوفالدي بدأ الاستخدام الفعلي له ومن الناحية العلمية فهو عقار جيد نأمل أن يساهم في تحجيم خطورة مرض فيروس سي . الوقاية ونصح أخصائي أمراض الكبد المرضى بفيروس سي خاصة والمصريين عامة بضرورة التحقق من عمليات نقل الدم لأنها من أكثر الطرق التي ينتقل المرض بها ( الدم الملوث ) وشدَّد على ضرورة التأكد من استخدام وسائل حقن معقمة بطرق آمنة والإقلاع عن تعاطي المخدرات, كما أوضح أن الحديث عن انتقال الفيروس الكبدي بواسطة العلاقات الجنسية غير مؤكد، ولكن من المؤكد أن استخدام العازل الطبي وخاصة للرجال يعتبر وسيلة وقائية ضد انتقال الفيروس عن طريق العلاقة الجنسية من جانبه قال الدكتور"السيد عبد المولى عوض" , أستاذ أمراض الكبد بمستشفى دار الشفاء الخاصة, إن نسبة انتشار المرض بين المصريين وصلت إلى 22% بسبب الإهمال طبيعة الذي أصبح عادة من عادات المصريين ولا أعلم لماذا, الوقاية خير من العلاج, فيجب على المواطن أن يحمي نفسه أولاً من التعرض للمرض وعلينا جميعاً مراجعة البرامج الوقائية المتبعة من قبل اللجنة القومية للفيروسات الكبدية وذلك جنباً إلى جنب مع الرعاية الطبية من جانب وزارة الصحة المنوط بها توفير العقارات والأدوية التي يحتاجها المواطنون وها هي قد بدأت في وضع عقار سوفالدي موضع التنفيذ وتابع"عبد المولى" أن شعاع نور قد لاح في الأفق منذ الإعلان عن اختراع القوات المسلحة لجهاز العلاج من الفيروس وبرغم اعتراض وتحفظ الكثيرين عليه من الناحية العلمية وأيضاً الموضوعية إلا أنني على يقين تام بأن المؤسسة العسكرية العريقة لا يمكن أن تعلن عن شيء لا وجود له في الواقع وليس من أدبياتها ولا من أخلاقياتها أن تبيع الوهم للناس في السياق ذاته , تقول زينب عزيز(55 سنة) أنها مصابة بالمرض منذ خمسة أعوام وقد استخدمت جميع الأدوية التي زادت من معاناتها إلى أن تملكها اليأس وشعرت أنه لا فائدة من وراء ذلك, خاصة وأن الأطباء يطلبون في كل مرة تذهب إليهم بأن تقوم بعمل تحاليل وفحوصات طبية تتكلف مبالغ كبيرة لا طاقة لها بها, وبسؤالها عما إذا كانت قد سجلت إسمها في قوائم المستحقين لعقار سوفالدي على الإنترنت من عدمه أجابت أنها لا تعلم شيئاً عن هذا الدواء. رأفت السداوي (60 سنة) يقول أنه لا يعلم منذ متى أصابه المرض وذلك لأن المرض قد بدأ يداهمه منذ زمن بعيد فلم يعد يعلم عدد السنوات السابقة على الإصابة, وقال أنه أستخدم أدوية كثيرة ولكن دون جدوى كما أنه كثيراً ما كان يمتنع عن عرض نفسه على الأطباء المختصين, لعدم شعوره بأي تحسن برغم ذهابه كثيراً للأخصائيين وقيامه بعمل الفحوصات اللازمة. وذكر أنه عندما علم بعقار السوفالدي طلب من إبنه أن يسجل بياناته على الإنترنت وهو يستبشر خيراً بهذا العلاج الجديد, مشيراً إلى أنه متفائل بالرئيس السيسي وبأي شيء يتم في عهده لأنه بطل مصر - على حد وصفه . فهيم عبد الرؤوف (63سنة) يشعر بالأسى لتجاهل المسئولين له, فهو إلى جانب إصابته بفيروس سي فهو أيضاً كفيف ولذلك لم يتسنَّ له الحصول على عقار سوفالدي الذي نصحه أطباء كثيرون به, لمدى فعاليته وتأثيره على تطويق المرض بشكل كبير وبرغم تسجيله للبيانات على الإنترنت إلا أنه خرج بدون العقار. اقرأ فى الملف " أمراض تحاصر البشر والعلاج فيه سم قاتل" * «ايبولا».. أعراضه ومسبباته واستعدادات الصحة لمواجهته في مصر * أطباء وأخصائيون: تراجع دور وزارة الصحة فتح أبواب النصب على المرضى * العيادات الخارجية والخاصة.. أيهما أفضل للمواطن * «القلب» و«السكر».. المرضان المتلازمان * فيروسات الشتاء الغامضة وكيفية التغلب عليها * سرطان الثدي .. مرض يقطف أنوثة المرأة * «مستشفى 57375».. أطفال يحاصرهم الألم والأمل ** بداية الملف