بدأت المعركة الفعلية بين الفيروس الكبدي سي وجهود الدولة ممثلة في وزارة الصحة للقضاء على هذا الفيروس الذي يهدد أمن المصريين الصحي ويعد مصدر قلق وحزن لكثير من الأسر، وجاء كطوق نجاة ورسالة طمأنينة، وتعهد بدحر المرض خلال خمس سنوات. وأكد وزير الصحة الدكتور عادل العدوي، أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي وستتحرك للقضاء على المرض معلنا عن أنشاء موقع الكتروني، وتخصيص خط ساخن للتواصل مع المرض وتسجيل بياناتهم. وأوضح أن المعركة ستتم على مراحل ببرنامج زمني مدته خمس سنوات، والمرحلة الأولى منها تستهدف علاج من 60 إلى 70 ألف مريض مصري بعقار "سوفالدى" وأي عقار آخر تثبت فاعليته وخلوه من المضاعفات، بما في ذلك المصريين المقيمين في أي دولة من دول العالم بشرط تواجدهم داخل مصر في فترة العلاج، وستمنح الأولوية في العلاج للحالات المتأخرة والحالات التي لا تستجيب لعلاج الانترفيرون والتي لا تعانى من قصور شديد في وظائف الكبد. ومع انتشار الفيروسات وتوطنها في كثير من دول العالم، باتت تمثل مشكلة على صحة الإنسان، ويتصدر فيروس "سي" قائمة الفيروسات التي تصيب الكبد، حيث ينتشر الالتهاب الكبدي "سي" على مستوى العالم، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو ثلث سكان العالم أو ما يعادل ملياري شخص أصيبوا بعدوى التهاب الكبد الذي يقتل حوالي مليون شخص سنويا. وفي ظل إصابة حوالي 10 في المائة من المصريين بالمرض ، يعد الالتهاب الكبدي "سي" قضية صحية تتصدر أولويات مصر القومية ، إذ تعد إحدى الدول الأكثر إصابة بالفيروس الكبدي سي على مستوى العالم ، ويصيب الفيروس "الكبد" أحد أهم أعضاء الجسم ، حيث يمكن أن يسبب فيه تلفا شديدا قد يصل إلى السرطان أو الفشل الكبدي، وذلك نتيجة العادات السيئة. وفيروس "سي" مرض مزمن في كل أنحاء العالم، وينتشر بشكل كبير عن طريق عدوى الدم والأدوات الطبية الملوثة، وهو واحد من فيروسات رئيسية خمسة تنزل "أضرارا مذهلة" على نظم الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، ومن المحتمل أن يتسبب في أوبئة فضلا عن كونها السبب الرئيسي في تليف وسرطان الكبد. ومن الفيروسات الخمسة التي يطلق عليها "إيه وبي وسي ودي وأي" تقول وثيقة جديدة لمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس "بي" هو الأكثر شيوعا ويمكن أن ينتقل عن طريق الأمهات للأطفال عند الولادة أو في مرحلة الطفولة المبكرة، وكذلك من خلال الحقن الملوثة أو حقن تعاطي المخدرات، فيما ينتقل فيروس "أي" عن طريق الماء أو الطعام الملوث هو سبب شائع لتفشي هذا المرض في الدول النامية، ويلاحظ على نحو متزايد في الاقتصادات المتقدمة، مشيرة إلى أن هناك لقاحات فعالة جرى تطويرها لمكافحة فيروس "أي" ، ويمكن أن تستخدم أيضا لمحافحة فيروس"دي"، وقد تم تطوير لقاح التهاب الكبد "أي" لكنه غير متاح على نطاق واسع في حين لا يوجد أي لقاح لفيروس "سي". ونتيجة للنقص الشديد في برامج التوعية عن كيفية تجنب الإصابة بالمرض يرتفع معدلات انتشار المرض، مما يحتم التوعية المستمرة للمواطن المصري و نشر ثقافة منع انتشار العدوى والتي تلعب بلا شك دور أساسي في القضاء على الالتهاب الكبدي "سي" في مصر" وتكافح انتشار العدوى. ويحذر الأطباء من الاستعمال المتكرر للأدوات والآلات الطبية وخاصة الأجهزة الموجودة في عيادة الأسنان، والتعامل مع سرنجة الحقن بحرص شديد، وتجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة، الإبر الصينية، وفرش الأسنان، و"التاتو" الحنة، الأدوات المستخدمة في ختان الأطفال التي تساعد بشكل كبير في انتشار الفيروس، تجنب تناول المخدرات، فهي أكثر الطرق التي تساعد في انتشار الفيروس، تجنب رسم الوشم، فقد تكون الأدوات المستخدمة ملوثة.