ينتاب الناخبون الأمريكيون شعورا متزايدا بخيبة الأمل تجاه الرئيس باراك أوباما ، وهم يتوجهون اليوم الثلاثاء إلى مراكز الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس النواب وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ . ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية يختلف الأمر في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس هذه المرة عن الانتخابات السابقة في عام 2010 التي هيمنت عليها حالة الاستياء من إصلاحات الرعاية الصحية المقدمة من جانب أوباما وانتخابات عام 2006 عندما أدت حالة التململ من الحرب في العراق إلى إضفاء حالة من الزخم على عملية التصويت. ومن المرجح أن يعبر الناخبون في هذه الانتخابات عن استيائهم من الاتجاه الذي تسير فيه الدولة والإدارة في واشنطن . حيث أظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة "بوليتيكو" هذا الأسبوع أن ثلثي الناخبين في الولايات التي تحتدم فيها المنافسة بين الجمهوريين والديمقراطيين يشعرون بأن الدولة "خارج نطاق السيطرة حاليا" ، بينما يثق الثلث الباقي في أن الولاياتالمتحدة يمكنها مواجهة التحديات المتعلقة بالاقتصاد والأمن القومي . ومن بين القضايا المتنوعة التي جرت مناقشتها خلال الحملات الانتخابية : الاقتصاد : تثير قضايا اقتصادية مثل القدرة على إيجاد فرص عمل جيدة قلق الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء ، حسبما أفادت مؤسسة "جالوب" لاستطلاعات الرأي . ويشير البيت الأبيض إلى تراجع في البطالة ومؤشرات اقتصادية إيجابية أخرى ، كما تزايد عدد الأمريكيين الذين يعتقدون أن الأحوال آخذة في التحسن ، حتى مع ثبات الرواتب ومشكلات أخرى. إدارة واشنطن : يتوحد الناخبون أيضا ،بصرف النظر عن الانتماءات الحزبية، حول الشعور بالقلق إزاء طريقة عمل الحكومة الفيدرالية . وسرعان ما ألقى الجمهوريون ،الذين يسعون إلى الفوز بأغلبية في مجلس الشيوخ، باللوم على أوباما والديمقراطيين في التأزم الحزبي .. فيما اتهم الديمقراطيون الجمهوريين بعرقلة الأمور. وذكرت "جالوب" أن أوباما نفسه لا يزال بدون شعبية كبيرة -حيث كانت نسبة تأييد أدائه حوالي 5ر41% في الربع السابق من هذا العام- ومن المرجح أن يعتبر الناخبون أصواتهم أداة للتعبير عن معارضة الرئيس أكثر من كونها أداة لتأييده. تنظيم "الدولة الإسلامية" : مع أن القضايا الدولية نادرا ما تلعب دورا في انتخابات الكونجرس الأمريكي ، إلا أن حوالي 84% من الناخبين في الولايات التي تشهد منافسة شديدة يعتقدون أن التنظيم يشكل تهديدا خطيرا على الولاياتالمتحدة ، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" . ويشهد التاريخ على استفادة الجمهوريين من تركيز الناخبين على قضايا الأمن القومي. فيروس إيبولا : ربما يكون الديمقراطيون أيضا في خطر بسبب تعامل واشنطن مع قضية فيروس إيبولا . ودعا نواب برلمانيون من الجمهوريين إلى اتخاذ قرارات خاصة بحظر السفر ، وحاولوا رسم صورة لسوء تصرف الحكومة بعد تشخيص حالة إصابة بالفيروس في تكساس توفيت بعدها . ووجدت بوليتيكو أن ثلثي الأمريكيين لديهم إما قدر ضئيل أو كبير من الثقة فيما يتعلق برد فعل الحكومة ، ولكن الثلث الباقي لديه القليل من الثقة أو ليس لديه أي ثقة على الاطلاق . وكان الجمهوريون في الولايات المهمة أقل ثقة في رد فعل واشنطن تجاه الإيبولا. الرعاية الصحية : دفعت إصلاحات أوباما في نظام الرعاية الصحية الناخبين إلى الإدلاء بأصواتهم لصالح الجمهوريين عام 2010 ، ولكن القضية لم تلعب دورا كبيرا في حملة الانتخابات هذا العام . ورغم تراجع التأييد لإلغاء القانون ، لا يزال الجمهوريون يشيرون إلى الخسائر المتزايدة والاستياء الناجمين عن الخطة. الهجرة : لايزال إصلاح نظام الهجرة في الولاياتالمتحدة من أوائل القضايا السياسية التي لم تحل بعد ، ولكن أوباما أهمل هذا الصيف العمل التنفيذي بهذا الشأن إلى حين الانتهاء من الانتخابات.