يشكو المواطنون من منظومة الخبز الجديدة التي طرحتها وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية ، والتي تنص على صرف حصة كل أسرة من الخبز البلدي المدعوم عن طريق البطاقة التموينية، بعد تحويلها لبطاقة ذكية بهدف التسهيل على المواطنين في الحصول على السلع التموينية والخبز. وتركزت شكاوى المواطنين حول حيل جديدة ابتكرها أصحاب المخابز لخداع المواطنين، عن طريق الاحتفاظ بالبطاقات التموينية لديهم بحجة أن الجهاز الإلكتروني معطل أو بسبب عدم القدرة على تسجيل كل البطاقات في آن واحد. وزاد من الأمر عدم صرف حصة الخبز من الأساس لمن ليس لديهم بطاقة إلكترونية، ويستخدمون "الورقية" فقط وهو ما يرفضه أصحاب المخابز بحجة أنها غير معترف بها. الجديد، أن هناك من يساعد أصحاب المخابز على السرقة من خلال بيع باقي حصته لصاحب الفرن بخمسة قروش، ويبيعها الفرن بعد ذلك ب 35 قرش في السوق السوداء. المواطنون: حقنا "متاكل" قالت سعاد محمد – ربة منزل – إنها لا تملك بطاقة تموين إلكترونية، فقامت باستخراج بطاقة ورقة لصرف العيش لستة أفراد، ولكن الفرن رفض صرف الخبز لعدم اعتراف الحكومة بالبطاقة الورقية. وتحدثت عن مآسيها في الحصول على لقمة العيش أنها تشتري عيش بعشرة جنيهات في اليوم، متسائلة: " أين الحكومة.. الفقير حقه متآكل في الزمن ده". أما أحمد إسماعيل – طالب – فقال إنه يعيش في سكن جامعي - ولا يستطيع شراء الخبز المدعم مما يجبره علي شراء "خبز سياحي" أو يذهب لأخذ بطاقة من الجيران لشراء العيش، مطالبا بعمل كروت خاصة بالطلبة. واشتكت سامية عبد الفتاح ربه منزل، من طريقة تعامل أصحاب المخابز مع المواطنين، موضحة أنهم يرفعون أصواتهم ويتشاجرون مع المواطن الذي يحمل بطاقة ورقية، الأمر الذي يجعلهم يشعرون أنهم فقراء يطلبون "حسنة". أيمن سيد - موظف – فقال إنه طلب من صاحب الفرن شراء باقي حصته في العيش بمقابل مادي، في بداية الشهر وافق ولم يكن يعلم أنه يستطيع أخذ باقي حصته سلع تموينية، مضيفا أن بعض مخابز تريد "تطفيش" المواطنين بالمعاملة السيئة والخبز الرديء والتأخير. التموين: دورنا ينتهي باستخراج البطاقة التموينية تقول إحدى الموظفات في أحد مكاتب التموين بالقاهرة ل"محيط" : "إن مهمتنا هي استخراج البطاقة الورقية للمواطن لحين إصدار الإلكترونية، ودورنا يتوقف بعد ذلك، إلا أننا نفاجأ بأن المواطنين يعودون إلينا مرة أخرى، لرفض أصحاب المخابز أعطائهم العيش ولا نستطيع فعل شيء". وأضافت ، سبب عدم اعتراف أصحاب المخابز بالبطاقة الورقة يرجع لعدم وجود رقابة ومفتشين تموين، مشيرة إلى أن هناك قرارات من الوزارة بإصدار البطاقات التموينية الإلكترونية بداية من الشهر القادم. شعبة المخابز: التعامل من خلال البطاقة الإلكترونية فقط أوضح عبد الله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز، أن هذه البطاقة الورقة يجب أن تكون مختومة بختم النسر والإدارة التابع لها، كما يجب حدوث تواصل بين إدارة التموين والمخبز للإبلاغ بمن هو أحق بالعيش، ولأي فترة سوف تستمر الورقة مع المواطن، فصاحب المخبز له حق التحكم في توزيع الخبز مادام لا توجد البطاقة الإلكترونية. وعن بيع الخبز بالسوق السوداء قال غراب، "لو فعلا بيبيع الخبز ب 35 قرش فهو بذلك خسران، ولتفادي ذلك عليه البيع ب 35 و نصف قرش، مشيرا إلى أن تعامل صاحب الفرن يكون من خلال البطاقة الإلكترونية فقط لا غير، أو يكون هناك تعاون مسبق بين إدارة التموين والفرن". وزارة التموين: البطاقة الورقة صالحة لوقت محدد محمود دياب المتحدث باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، قال إنه يجب أن تكون البطاقة الورقية مختومة بختم مكتب التموين مستنكرا شرط وجود ختم النسر على ورقة الخبز، لافتا إلى أن هذه الورقة تكون صالحة لفترة محددة لحين استخراج البطاقة الإلكترونية. وأضاف دياب، في حالة عدم حصول المواطن على الخبز فعليه البحث عن فرن آخر إذ ربما تكون حصة الفرن الذي ذهب إليه لا تكفي، أو يرجع لمكتب التموين أو يتصل بأرقام هواتف الوزارة لاستقبال شكواه حال مواجهة أي تلاعب في الخدمة على أرقام 27920208 وهو الخاص بمباحث التموين أو الاتصال على الرقم 19468 الخاص بشكاوى وزارة التموين.