البنوك الأمريكية تستمر في التهاوي .. والحصيلة تصل إلى 40 بنكاً محيط – زينب مكي
يبدو أن السياسات الاقتصادية الأمريكية عجزت حتى الآن عن إيقاف كرة الثلج المتدحرجة وإيجاد أمل للخروج قريبا من النفق المظلم الذي دخله الاقتصاد الأمريكي تبعه في ذلك الاقتصاد العالمي ليشهد أسوأ أزمة اقتصادية شهدها العالم منذ الكساد العظيم فى ثلاثينيات القرن الماضي.
وفي هذا الصدد استمرت البنوك الأمريكية في التهاوي واحد تلو الأخر حيث أغلقت السلطات الأمريكية ثلاث بنوك كبرى في نورث كارولينا، وكنساس وجورجيا، لترتفع حصيلة البنوك التي أعلنت إفلاسها في الولاياتالمتحدة منذ مطلع العام الحالي إلى 40 بنكاً ،مقارنة ب25 بنكا أشهرت إفلاسها خلال العام الماضي 2008.
وسيؤدي إغلاق وبيع هذه البنوك الثلاث الأخيرة إلى أن تدفع المؤسسة الاتحادية لضمان الودائع مبلغ 171 مليون دولار، ليرتفع بذلك إجمالي ما دفعته في عمليات مماثلة منذ مطلع العام إلى 10.85 مليار دولار، مقارنة بمبلغ 17.6 مليار دولار طوال عام 2008 الماضي.
ووفقا لما أوردته ال"سي أن أن " في موقعها على شبكة الإنترنت ستعيد الفروع ال24 لبنك "ويلمنجتون" في نورث كارولينا فتح أبوابها غدا الاثنين باعتبارها فروعاً ل "فيرست بنك" ومقره في تروي، بعد أن قام بشراء كل ودائع البنك المفلس والتي تبلغ قيمتها 774 مليون دولار، كما اشترى 942 مليون دولار من أصول البنك التي تبلغ 970 مليون دولار.
وفي كنساس، تكفل "بنك أوف كنساس" بشراء أوصول وودائع "فيرست بنك أوف أنتوني" الذي يملك ستة فروع، بالإضافة إلى فرعين آخرين باسم مختلف، وتبلغ قيمة ودائع البنك 156.9 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة أصوله 156.9 مليون دولار.
وفي جورجيا قام "يونايتد كوميونيتي بانك" بدفع 1% اللازمة للبدء بإجراءات شراء ودائع "ساوثيرن كوميونيتي بانك" البالغة 307 ملايين دولار، وأغلب أصوله، إذ سيقوم بشراء 364 مليون دولار من الأصول، فيما ستقوم مؤسسة ضمان الودائع الفيدرالية بشراء الأصول الباقية.
وقالت مؤسسة ضمان الودائع الأمريكية، إنها تدخل في عمليات شراء أصول البنوك وودائعها للبنوك الخاسرة، لتعظيم عوائد الأصول التي ستعود للقطاع الخاص.
ومن جانبه قال جيمي تالينت الرئيس والمدير التنفيذي لاتحاد المصارف:" حسب اتفاقية الشراكة في الخسائر، ستقوم المؤسسة الفيدرالية لضمان الودائع بتسديد خسائر "يونايتيد كوميونيتي بانك".
وحتى الآن فاق عدد المصارف التي أعلنت إفلاسها التي وصل عددها 40 بنكاً حتى الآن، عدد البنوك التي أغلقت العام الماضي والتي بلغت 25 بنكاً، وتوقع مؤسسة ضمان الودائع خسائر قدرها 70 مليار دولار جراء سقوط المؤسسات المصرفية في السنوات الخمس القادمة.
وعلى صعيد متصل أشارت دراسة حديثة إلى أن 500 مصرف أمريكي صغير مهدّد بالإفلاس، وتحتاج إلى 24 مليار دولار لإنقاذها وجعل القطاع المصرفي والمالي عائماً وفي مأمنٍ من الانهيار.
ولفت تقرير خاص بالصحيفة الاقتصادية الأمريكية "فايننشال تايمز"، إلى أن الضغوط يمكن أن تزداد وترتقي لتطاول 7800 مصرف صغير ومتوسط تشكل العمود الفقري لقطاع المال الأمريكي، مشيرة أن هذه المصارف لم تدخل ضمن اختبار الضغط" الشهير الذي نظمته إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل مدّة، وشمل 19 مصرفاً كبيراً. وبحسب نتائج البحوث التي نفذها بنك الاستثمار "ساندلير أونيل" لحساب "فايننشال تايمز"، فإن 500 مصرف مهدّدة بالإفلاس وفي حاجة إلى إعادة تكوين رؤوس أموالها. فمنذ إعلان نتائج "اختبار الضغط" لقياس مقاومة 19 من المصارف الكبرى ضغوط الأزمات الاقتصادية المحتملة مستقبلاً، اتجه الاهتمام نحو المصارف الأقل حجماً، واعتبر أن لو أخضعت هذه المصارف إلى "اختبار الضغط"، لتبين أن 200 منها تحتاج إلى 16.2 مليار دولار لإعادة تكوين أصولها وزيادة رؤوس أموالها، بينما تحتاج المصارف الباقية وعددها 7600 إلى 7.8 مليار دولار لتؤمن هيكليتها بحسب "معايير واشنطن".