أحيا عدد من النشطاء السيناويين الذكرى ال46 لمؤتمر "الحسنة"، الذى يقول عنه أهالى سيناء من النقاط المضيئة فى تاريخ مصر، والذى يؤكد على وطنية وانتماء أهالى سيناء. ويذكر النشطاء خلال تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعى تفاصيل "مؤتمر الحسنة"، والتى "بدأت من منزل البطل السيناوي سالم على الهرش، أحد من أبناء سيناء ، وقد أعطى " موشى ديان" وزير الدفاع الإسرائيلى ، والمخابرات الإسرائيلية درساً سجله التاريخ .. ففى أواخر شهر أكتوبر عام 1968م حضر إلى منزل البطل مجموعة من المخابرات الإسرائيلية وجلست وتحدثت معه عن تدويل سيناء فتظاهر إليهم بالموافقة ، ثم طلبوا منه إعلان ذلك عبر شاشات التليفزيون والصحافة الإسرائيلية ووكالات الأنباء العالمية"، حسبما ذكر المدونين. وروى المدونون تفاصيل القصة الكاملة للمؤتمر حيث قالوا: "في 30 أكتوبر عام 1968 دعت إسرائيل أجهزة إعلام العالم وكل القراء الأجانب في إسرائيل إلي مؤتمر عالمي عقدوه في وسط سيناء لإعلان موافقة مشايخ قبائل سيناء علي مشروع تدويل سيناء ووضعها تحت الحماية الإسرائيلية. بذل الإسرائيليون جهودا كبيرة لاقناع قبائل سيناء بهذا المشروع. وكان موشي ديان يقوم بزيارة المشايخ بنفسه لاقناعهم بتحويل سيناء إلي جنة الله في أرضه. تظاهر مشايخ القبائل بالانصياع لإسرائيل ولكنهم اتفقوا فيما بينهم علي رفض المشروع أمام ممثلي السفارات وأجهزة الاعلام العالمية. أقامت إسرائيل سرادقات واسعة لاقامة ذلك المؤتمر وأحضروا المأكولات والمشروبات بالطائرات الهليوكبتر إلي مكان الاجتماع.. كما نقلوا مشايخ القبائل إلي السرادق المقام بالطائرات. وقبل الاجتماع كان مشايخ القبائل رغم صعوبة وسائل الاتصال بين مناطق سيناء قد رتبوا أمرهم وفوضوا واحدا منهم هو الشيخ سالم الهرش ليتحدث باسمهم. وقف ديان ليشرح المشروع ويؤكد مساندة قبائل سيناء لهم.. ثم طلب من المشايخ الحديث فاصروا علي أن يكون المتحدث باسمهم هو الشيخ سالم الهرش. وقف الشيخ سالم ثابتا أمام الكاميرات ليقول في ثبات: ان ما تطلبونه منا بشأن سيناء ليس في اختصاصنا نحن قبائل سيناء.. سيناء ليست ملكا لأحد منا.. سيناء هي أرض مصرية وليس من حق أحد غير حكومة مصر له أن يتصرف في هذه الأرض. ونزل هذا الكلام كالصاعقة علي رءوس الإسرائيليين كما فوجيء ممثلوا وكالات الأنباء والدبلوماسيون بهذا الكلام الحاسم.. وانفض المؤتمر ووسط جو من الفوضي والاحباط بين الإسرائيليين. كان جزاء سالم الهرش بعد ذلك الاعتقال والتعذيب حتي الموت علي يد الإسرائيليين ولكنه ظل رمزا لاخلاص أبناء سيناء وحبهم لمصر ولكل ذرة من رمال أرض مصر.