"أريد أن أكون رئيسة أفضل مما كنت عليه حتى الآن" .. هذا أول ما قالته الرئيسة البرازيلية "ديلما روسيف" عقب إعلان فوزها بالانتخابات الرئاسية التى وصفت بأنها الأكثر سخونة في تاريخ البلاد. فوز «روسيف» بالانتخابات فقد فازت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف يوم الأحد بولاية ثانية من أربعة أعوام، بعد حصولها على 51,45 بالمئة من الأصوات مقابل 48,55 بالمئة لمنافسها مرشح "الحزب الاجتماعي الديمقراطي". وجاء انتخاب "روسيف" بعد حملة وصفت بأنها الأكثر تنافسية في تاريخ البلاد الحديث، واعتبرت هذه الانتخابات استفتاء على 12 عاما من حكم حزب العمال اليساري الذي شهدت هذه الدولة الناشئة العملاقة في أمريكا اللاتينية في عهده تغييرات اقتصادية واجتماعية كبيرة. وكما كان متوقعا، حققت الرئيسة فوزا كبيرا في مناطق الشمال الشرقي الفقيرة. وإذا كانت خسرت بشكل كبير في ولاية ساو باولو معقل الحزب الاجتماعي الديمقراطي، فإنها أحرزت فوزا كبيرا في ولايتي ريو وميناس جيرايس "معقل منافسها نيفيس" في جنوب شرق البلاد الصناعي. وجرت الانتخابات بهدوء بشكل عام، باستثناء حادثة سجلت في "موسورو" شمال شرق البلاد عندما أطلق مجهول النار على شاب في العشرين من العمر أمام مكتب اقتراع "لأسباب لها علاقة بتسوية حسابات شخصية"، حسب ما قالته الشرطة البرازيلية. وعلى الرغم من التظاهرات الحاشدة التي خرجت عام 2012 احتجاجا على الفساد وسوء الخدمات العامة، لاتزال الرئيسة "ديلما روسيف"، ممثلة حزب العمال، تحظى بشعبية كبيرة خاصة في منطقة الشمال الشرقي الفقيرة بسبب برامج الرعاية الاجتماعية التي يشتهر بها حزبها، ومن بينها مشروع منحة الأسرة. وحصلت روسيف على معظم أصواتها من المناطق الفقيرة خاصة في شمال البلاد. بينما حصل منافسها مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي على معظم الاصوات في المناطق الغنية والأكثر تطورا في الاجزاء الجنوبية من البرازيل. ورغم عدم الاستقرار الاقتصادي وقضايا الفساد، اختار البرازيليون بغالبية غير كبيرة مواصلة مسيرة المكاسب الاجتماعية التي انتشلت نحو 40 مليون شخص من الفقر. والفارق بين روسيف ومنافسها لم يتجاوز ثلاثة ملايين مقترع علما بأن 142,8 مليونا تمت دعوتهم إ مراكز الاقتراع. إصلاح سياسي جديد وبهذا الفوز تبدأ روسيف فترة جديدة في حكم حزب العمال الذي استمر على مدار 12 عاما وقالت خلال كلمة لها بمناسبة فوزها بالرئاسة أن من أهم أولوياتها في فترة رئاستها الثانية هي الإصلاح السياسي، ووعدت بالتعاون مع الكونجرس بشأن التغييرات التي تطلبها البلاد، كما أكدت التزامها بالانضباط المالي والسيطرة على التضخم. وتعهدت روسيف كذلك باعادة توحيد البرازيليين الذين إستقطبتهم الحملة الانتخابية بشدة مؤكدة أن "الحوار" سيكون على رأس أولوياتها. ووسعت "ديلما روسيف" أول سيدة تتولى منصب الرئاسة في أكبر بلد في أمريكا اللاتينية البرامج الاجتماعية التي يستفيد منها ربع سكان البرازيل البالغ عددهم 202 مليون نسمة مما سمح لها بالحصول على تأييد الطبقات الشعبية والمناطق الفقيرة. لكنها واجهت عقبات كثيرة من تباطؤ الاقتصاد إلى مطالب للطبقة الوسطى التي توقف نموها الاجتماعي وفضائح فساد أضرت بسمعة "حزب العمال". ردود الفعل من جانبها اعتبرت الجالية العربية والإسلامية في البرازيل، فوز ديلما روسيف، انتصارا لسياستها الداعمة للقضية الفلسطينية. وقال رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، خالد رزق تقي الدين،إن فوز ديلما روسيف، بمدة رئاسية ثانية، يعد انتصارا لمواقفها العادلة تجاه قضايا الشعب الفلسطيني. وأضاف أن "فوز روسيف سيؤهلها إلى أن تلعب دورا أكبر في حل القضية الفلسطينية". يذكر أن الجالية العربية والإسلامية أعلنوا دعمهم لروسيف خلال الانتخابات التي تم إعلان نتائجها النهائية غير الرسمية، فجر اليوم، بإعادة انتخاب الرئيسة البرازيلية "ديلما روسيف" لفترة رئاسية ثانية، بعد حصولها على نسبة 51.5% من إجمالي أصوات الناخبين المشاركين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي جرت الأحد. وكانت البرازيل قد أعلنت أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في يوليو/ تموز الماضي، سحب سفيرها من إسرائيل، تعبيراً منها على الاحتجاج والاستنكار على ما لحق أبناء القطاع جراء الحرب. وخاضت روسيف رئيسة البرازيل منذ 2011 ومرشحة حزب العمال "يساري" جولة الإعادة أمس، مع السياسي المعارض آييسيو نيفيس مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي "يمين وسط"، بعدما لم يحصل أي منهما على نسبة 50%+1 في الجولة الأولى للانتخابات التي أجريت في الخامس من الشهر الجاري، حيث حصلت روسيف على 41.55% من أصوات الناخبين، بينما حاز منافسها نيفيز على 33.59% من الأصوات. من جانبه، قال عبد الله صفا الكاتب البرازيلي الفلسطيني الأصل، إن فوز روسيف يعزز موقف الدولة من القضية الفلسطينية، ونصرة لقضايا الشعوب ودولها التي تطمح للحرية والاستقلال والسيادة والاستقرار. وأوضح أن البرازيل سجلت عبر العقد الماضي، "مواقف إيجابية ومنحازة الى قضايا الشعوب وسيادة الدول واستقلالها، خاصة في مواقفها تجاه الصراع الدائر بالشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وظهرت واضحة أثناء العدوان الاخير على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني". وأضاف: "كما كان للبرازيل دورا ايجابيا بمجلس الامن والمؤسسات الدولية تجاه القضية الفلسطينية والصراع الدائر بالشرق الاوسط ودول المنطقة، وكان اعتراف البرازيل بالدولة الفلسطينية ايجابيا ليشمل باقي دول القارة اللاتينية التي سارعت الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية". وتابع صفا قائلا "كما أن السياسة الخارجية البرازيلية اصطدمت مع الموقف الصهيوني تجاه الصراع ومواقفه المتنكرة للحقوق الفلسطينية على مدار 12 عاما والتي تمثلت اخيرا اتجاه جرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق شعبنا بالقطاع والتي تمثلت بسحب السفير البرازيلي من تل أبيب للاستشارة". ويمثل الوجود العربي 12 مليونا من إجمالي عدد سكان البرازيل (200.4 مليون نسمة بحسب احصاء البنك الدولي في 2013)، بينهم نحو 1.5 مليون مسلم، ويمثلهم 80 مؤسسة ومركزا إسلاميا، ولهم أكثر من 120 مسجدا ومصلى يعمل بها 60 شيخا وداعية. روسيف في سطور ولدت الرئيسة البرازيلية "ديلما روسيف" 14 ديسمبر عام 1947، وهي سياسية برازيلية ورئيسة البرازيل السادسة والثلاثين منذ الأول من يناير عام 2011 . أول امرأة برازيلية في المنصب , وهي عضو في حزب العمال البرازيلي وفي عام 2005 عينت كوزيرة لشؤون الرئاسة من قبل الرئيس لولا دا سيلفا، لتصبح أول امرأة تتولى ذلك المنصب. ديلما ابنة مهاجر بلغاري، ولدت في مدينة "بيلو هوريزونتي" البرازيلية التحقت بصفوف أقصى اليسار وناضلت ضد سياسة القمع التي انتهجها الحكم الاستبدادي. أمضت ثلاث سنوات من حياتها في السجن واستعادت حريتها سنة 1972. درست الاقتصاد وهي في حزب العمال وأيّدت التيار المعتدل فيه. عيّنها الرئيس دا سيلفا وزيرة للطاقة، وفي 2005 كلفها بتشكيل الحكومة بعد استقالة عدد من أصحاب الأسماء الكبرى بسبب فضيحة فساد هزّت البلاد. واجهت حكومة ديلما روسيف احتجاجات واسعة في يونيو 2013، كان رفع أسعار تذاكر النقل العام شرارتها، وفي 20 يونيو نزل إلى الشوارع نحو 800 ألف متظاهر. في أول خطاب لها، وعدت ديلما روسيف بميثاق كبير لتحسين الخدمات العامة، ولاحقًا دعت إلى استفتاء شعبي لتشكيل جمعية تأسيسية لإجراء "إصلاح سياسي."