ترأس الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو" الأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، صباح اليوم في مقر الإيسيسكو بالرباط افتتاح ورشة حول (تنمية الإبداع في خدمة الوطن لوكلاء الجامعات في العام الإسلامي). وفي كلمة ألقاها في هذه المناسبة أشار إلى أن التعليم العالي يقوم على أربعة أركان هي : الأستاذ، والطالب، والمنهج، والإدارة. وقال: « إذا استوفت هذه الأركان شروطها واستكملت عناصرها، تحققت جودة التعليم، وتأكدت فعاليته، فكان تعليمًا منتجًا فاعلا ً في النهوض بالمجتمع، ومؤثرًا قويًا في خدمته، ومساهمًا نشيطًا في تنميته الشاملة المستدامة». وأوضح أنه إذا كانت الأركان الثلاثة؛ وهي الأستاذ والطالب والمنهج، متداخلة متفاعلة، للعلاقة القائمة بينها، فإن الركن الرابع، وهو الإدارة، يمثل القاعدة الأساس في المنظومة التعليمية، بصورة إجمالية، مشيرًا إلى أنه إذا اجتمع المدرس الكفء والطالب المؤهّل والمنهجُ الجيد، في غياب الإدارة المقتدرة الفاعلة والحازمة والعالمة بحدود المهام الموكلة إليها، تعثرت العملية التعليمية، وقصرت عن تحقيق الأهداف التربوية المنشودة. وأضاف قائلا ً : « إذا كانت الإدارة هي حجر الزاوية في منظومة التعليم العالي، فإن وكلاء الجامعات هم عنصرٌ رئيسٌ من عناصر الإدارة الجامعية؛ لأنهم صلة الوصل بين العناصر الأخرى التي تتكون منها العملية التعليمية، فكلما كانت هذه الصلة قوية ومتينة ومحكمة ومرنة، أمكن الوصول إلى مستويات عليا من التنسيق والانسجام والتكامل، وتحقيق القدر الأكبر من الفعالية والجدوى». كما أكد الدكتور عبد العزيز التويجري أن الدور الذي يقوم به وكلاء الجامعات في تنمية التعليم العالي في العالم الإسلامي، هو من الأهمية بمكان، فهم يضطلعون ، تحت إشراف مديري الجامعات ، بمهام إدارية وتنسيقية تعزّز العملية التعليمية. وذكر أن التنسيق بين وكلاء الجامعات في شتى التخصصات، ضرورة مؤكدة، موضحا أن تنمية هذا الدور الذي ينهضون به، هو حاجة ملحة للرفع من مستوى الأداء الأكاديمي والمهني للتعليم العالي، سعيًا وراء تحقيق الجودة والاعتماد لجامعات العالم الإسلامي. ودعا الدكتور التويجري وكلاء الجامعات في العالم الإسلامي إلى مواصلة الاهتمام بنشر التعليم الذي يبني عقول الشباب في الجامعات ويصحح سلوكهم ويحميهم من العنف والغلو والتطرف ، وينمي لديهم الشعور بالانتماء إلى الوطن وخدمته. من جهته ألقى الدكتور زهير حسين غنيم ، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم ، كلمة أشاد فيها بالجهود الكبيرة التي يبذلها الدكتور عبد العزيز التويجري ، من أجل النهوض بالتعليم الجامعي والبحث العلمي في العالم الإسلامي ، وبمبادراته الحكيمة في مجال نشر ثقافة الحوار والسلم والوسطية والاعتدال . كما نوه بالدور المهم الذي تقوم به الإيسيسكو في دعم الحركة الكشفية الإسلامية والعالمية وتحقيق أهدافها الإنسانية والتربوية والحضارية. حضر الجلسة الافتتاحية للورشة وكلاء عدد من الجامعات السعودية ، والدكتورة أمينة الحجري المديرة العامة المساعدة للإيسيسكو والمديرون ورؤساء الأقسام والخبراء واختصاصيو البرامج في الإيسيسكو ورئيس الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي . يذكر أن الورشة يعقدها الاتحاد العالمي للكشاف المسلم الذي يوجد مقره في مكةالمكرمة، بالتعاون مع اتحاد جامعات العالم الإسلامي التابع للإيسيسكو، حول (تنمية الإبداع في خدمة الوطن) وتستضيف الإيسيسكو أعمالها خلال الفترة من 27 إلى 31 أكتوبر 2014. ويتضمن برنامج الورشة تقديم ومناقشة عروض حول مواضيع تتعلق بتنمية الإبداع والابتكار في المنظومة التربوية في العالم الإسلامي ، والمباني الثقافية للإبداع في سياقات التنمية ، والمنظور الإسلامي للتنمية المستدامة . كما سيقوم المشاركون في الورشة بزيارة عدد من الجامعات والمعاهد العليا، وبعض المؤسسات الثقافية في المملكة المغربية.