الإعاقة هي وجود مشكلة ما في عمل وظائف الجسم أو هيكله تؤدي إلى عجز القدرة على القيام بأفعال النشاط العادي التي يمارسها الشخص الطبيعي, وبالتالي فهي مشكلة معقدة تؤثر سلباً على الشخص الذي يتعرض لها وتجعله يقف وجهاً لوجه مع مجتمعات لا ترحم الضعيف، خاصة في بلداننا القابعة في أرجاء العالم الثالث, وهناك أشكال كثيرة يمكن أن تجد عليها الشخص المعاق مثل الإعاقة السمعية والإعاقة البصرية والإعاقة الحركية. الإعاقة السمعية الإعاقة السمعية هي فقدان جزئي أو كلي لحاسة السمع مما ينتج عنه عدم قدرة الجهاز السمعي على أداء وظائفه على سماع الأصوات المختلفة, وتتراوح بين الشديدة إلى البسيطة والمتوسطة. "السيد عبد المتعال" يعاني من إعاقة سمعية منذ سنين, ويقول إنه استطاع تعلم لغة الإشارة وأصبح ماهراً فيها، ولكن الآخرين لا يفهمونه على الإطلاق، وذلك لأنه لا يتكلم أيضاً بالإضافة لعجزه عن السماع, ولذلك يشعر هو وباقي أقرانه من المعاقين سمعياً أنهم يعيشون داخل جزيرة منعزلة تضمهم وحدهم, ويقول أنه ومعه عدد كبير من المعاقين السمعيين مثله يعيشون معاً وكونوا منهم فريقاً بات معروفاً للجميع. وأضاف أنه لصعوبة تفاهم الآخرين معهم فإنهم يسيرون ومعهم أوراق وأقلام وإذا أرادوا شيئاً يكتبون على الورق ما يريدون كي يفهمهم الطرف الآخر وهو ما حدث أثناء الإدلاء بهذه التصريحات – موضحاً أنها وسيلة تساعدهم على التعايش مع الأشخاص "الصحيحين"، على حد تعبيره. وتابع "عبد المتعال" أن الله سبحانه وتعالى لا يأخذ شيئاً من الإنسان إلا ويعطيه شيئاً آخر, فهم جميعاً لديهم قوة جسمانية كبيرة للغاية ويخشاهم الجميع في المنطقة التي يعيشون بها ولكنهم لا يؤذون الأخيار من الناس, ولكنهم يوظفون قوتهم التي حباهم الله إياها لنصرة الحق ومنع البطش بالضعفاء. الإعاقة البصرية الإعاقة البصرية تطلق على هؤلاء الذين يعانون من عدم القدرة على الإبصار بشكل جزئي, أو العجز الكلي عن الرؤية وهو ما يعرف ب"العمى الكلي". "خالد عليوة", يعاني من إصابة بالعمى الكلي , ويقول إنه يعمل موظفاً بوزارة الصحة، وعلى الرغم من إصابته بمرض خطير مثل العمى الكلي، الذي يفقده القدرة على الرؤية بشكل كامل إلا أن الوزارة لم تأخذ قراراً بفصله عن العمل أو إحالته للتقاعد، وهو يتقاضى راتبه بشكل منتظم وقيمته 750 جنيه, وهو يجد العون والمساعدة من زملائه في العمل الذين يقومون بأداء الأعمال التي يتم تكليفه بها بدلاً منه. ويضيف "عليوة" أنه راضٍ ومؤمن بقضاء الله، ولكنه يريد تحسين أوضاعه المادية فقد ارتفعت الأسعار بجنون، وهو لديه زوجة وثلاثة أطفال، والراتب الذي يتقاضاه لا يكفي, ولذلك فهو يطالب الدولة بتخصيص معونات شهرية لذوي الإعاقة وعليها أن تذهب إليهم وتبحث عنهم, فهو ومعه كثيرون لا يعلمون شيئاً عن وجود مجالس حكومية تختص بشئونهم, ويتساءل إن كانت موجودة فأين هي؟ وما هي وظيفتها؟ وهل دورها أن تنتظر ذوي الإعاقة أن يأتوا إليها في المقرات والمكاتب المُكيَّفة أم عليها أن تتحرك هي وتذهب إليهم لترعى شئونهم وتحاول توفير سبل العيش الكريم لهم؟! الإعاقة الحركية الإعاقة الحركية هي كل فقدان سواء جزئي أو كلي لإحدى المهارات الحركية المتعارف عليها، سواء التي تنجَز بالأطراف أو تحتاج إلى تكامل في الأعضاء لإنجازها, الشيء الذي نسميه هنا خلل وظيفي كالشلل ، أو الإصابات والحروق مما يتطلب الإعتماد على وسائط تساعده على التكيف مع الوضع، مثل العكاز أو الكراسي أو اللجوء إلى زرع طرف اصطناعي. "زياد رضوان" معاق حركياً بسبب بتر في ساقه اليمنى, يرى أن الإعاقة هي إعاقة الإرادة وليست إعاقة الحركة، فهناك أصحاء كثيرون ولكنهم في حقيقة الأمر معاقون فكرياً, فقد حباهم الله نعماً وعطايا كثيرة ولكنهم كسالى متخاذلون لا يقدرون عظمة ما هم فيه ولا يشعرون بقيمة النعمة في أن يكون الإنسان طبيعياً. وأردف "زياد" قائلاً إنه يعمل ليل نهار من أجل كسب لقمة العيش له ولأطفاله الذين لم يتجاوز أكبرهم الخمس سنوات، ولم تمنعه إعاقته الحركية عن العمل, فهو معروف بمهارته في إصلاح الساعات ويقوم بعمله كل يوم ولا يجد حرجاً أبداً في كونه معاق بل إنه يرى نفسه أفضل من البشر الأصحاء، لأنه يمتلك إرادة قوية وإيمان عميق بقضاء الله وقدره, وكل ما يحزنه فقط هو عدم إهتمام الدولة به هو وأقرانه من ذوي الإحتياجات الخاصة، فهو مع كونه يعمل في إصلاح الساعات إلا أنه يريد تحسين وضعه المالي لأن الحياة أصبحت صعبة وطاحنة, كما أنه لا يطلب شيئاً بدون وجه حق - على حد تعبيره - بل أنه يرى أن الدولة بها أموال كثيرة وهو وأقرانه مواطنون فيها ولهم عليها حق يجب أن تؤديه كي يقوموا هم بواجباتهم أيضاً, وكي يشعرون بالانتماء الحقيقي لها وليس الانتماء اللفظي فقط. اقرأ فى الملف " صيحات حماية المعاقين .. ذر الرماد في العيون " * رئيسة جمعية «7 مليون معاق»: نعمل على تفعيل الدور السياسي لذوي الإعاقة في البرلمان القادم * «المعاقون»: نطالب باحترام عقولنا.. والحكومة لا تعطينا الأولوية * مايسترو «أصم» ورئيس «مشلول».. معاقين ولكن عظماء * أخصائي تخاطب: المعاقون محرومون من اهتمام المتخصصين.. وتجاهلهم يعرضهم للانحراف ** بداية الملف