قال رئيس وزراء مصر إن بلاده لا تنوي تقديم مساعدة عسكرية مباشرة للولايات المتحدة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا المعروف باسم «داعش»، حتى إن كان القصف الجوي الأمريكي غير كاف لهزيمة التنظيم. لكن إبراهيم محلب ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية عمل عسكري مصري ضد التنظيم إذا هدد الدول العربية الخليجية الحليفة للقاهرة. وتعتبر مصر - التي لديها واحد من أكبر جيوش الشرق الأوسط ولديها خبرة كبيرة في محاربة التشدد - حليفا أساسيا للولايات المتحدة التي تقدم لمصر مليارات الدولارات مساعدات سنوية. وأوضح محلب في تصريحات لوكالة «رويترز» أن مصر تعطي الأولوية لضمان الاستقرار في الداخل حيث يواجه المسؤولون الأمنيون إسلاميين متشددين ينشطون في شبه جزيرة سيناء ويعتبر المسؤولون المصريون المتشددين في ليبيا المجاورة تهديدا خطيرا. وأشار رئيس وزراء مصر إلى أنه بالنسبة للجيش المصري فإن أهم شيء هو حدوده واستقرار بلاده وحماية بلاده. وشدد محلب على أن مصر لن تشارك في الحرب على داعش إلا إذا تعلق الأمر بأمن حليفي القاهرة المنتجين للنفط السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقدمت الدولتان مليارات الدولارات مساعدات لمصر كما قدمتا لها منتجات نفطية بعد قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان قائدا للجيش بإعلان عزل مرسي في يوليو تموز 2013 ثم شنت بلاده أكبر حملة على الإسلاميين. وتعتبر السعودية والإمارات الإخوان المسلمين خطرا على استقرار الأنظمة الحاكمة فيهما وشكلتا محورا مع مصر ضد دول مثل قطر تساند الجماعة. ولفت محلب إلى أن مصر لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكنه ذهب إلى القول إن أمن الخليج هو أمن مصر وإن أمن مصر هو أمن الخليج. وقال «الجيش المصري عمره ما تدخل في مصير شعوب.. الجيش المصري هدفه حماية مصر لكن أيضا في حالة إذا جرى أي تعدي على أي منطقة عربية فأن السيسي قال هي مسافة السكة». وسئل إن كانت بلاده ستتدخل إذا قالت لها السعودية والإمارات إن تنظيم الدولة الإسلامية يهدد أمنهما فقال «لكل مقام مقال.. لا نسبق الأحداث». وتسعى الولاياتالمتحدة لمزيد من المساعدة في حربها على الدولة الإسلامية التي استولت على أجزاء واسعة من العراق وسوريا وهددت بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. وقام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعدة زيارات لمصر في الشهور الماضية بأمل أن تغير رأيها. ولزم محلب الحذر عندما سئل إن كان يعتقد أن الولاياتالمتحدة سيتعين عليها تصعيد موقفها لما بعد الغارات الجوية لتهزم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وذكر أنه من الضروري تحسين أداء الجيش العراقي الذي انهار تقريبا عندما اجتاحت الدولة الإسلامية شمال العراق في يونيو. وقال محلب «دعونا ننتظر لأن التدخل الجوي ووجود الجيش العراقي على الأرض بلا شك سيكون له تأثير إيجابي في محاصرة الإرهاب.. طبعا الموقف صعب لأن الإرهاب اليوم أصبح تجارة منظمة جدا وصناعة متقدمة». وأضاف «تدخل الولاياتالمتحدة اليوم بالطيران قد يكون في هذه المرحلة تدخلا هاما جدا مع تقوية الجيش العراقي ووجوده على الأرض يجب تقييم الموقف أولا بأول.. لكن من المبكر جدا أن نحكم على ما يحدث على الساحة». وأبدى محلب قلقا كبيرا بشأن مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يحملون جوازات سفر غربية ويمكنهم بالتالي تجنب التتبع في المطارات. ونوه أن هناك اليوم أشخاصا في الدولة الإسلامية من أوروبا وإن هذا هو أكبر تحد، مضيفاً أن مصر قالت إنه يجب محاربة الإرهاب على مستوى العالم وإن كثيرين يفهمون الآن هذه الرسالة. وأشار محلب إلى أن بلاده تفضل عدم التدخل في شؤون ليبيا الداخلية لكنها تدعم كلا من الشعب والحكومة في ليبيا وتحمي أيضا حدودها مع ليبيا التي تزيد على ألف كيلومتر، مضيفاً أن هذا يمنح المسؤولين المصريين والجيش المصري هدفا واحدا هو حماية الحدود المصرية. وأوضح محلب إنه من المحتمل أن البعض تسللوا إلى مصر لكن القاهرة تحمي حدودها، مضيفا أن القوانين المصرية تواجه الحركات الإرهابية بقوة. وأستطرد أنه ربما يكون هناك اختراق لكن هذا ليس له أثر على أمن مصر. ووصف الأمن المصري بالمستقر، وقال إنه لدى مقارنة اليوم بعام مضى نجد أن البلد بتستقر والإرهاب بيندحر. وقال محلب «الإرهاب ليس له حدود وإنما حدوده العالم كله»، مضيفاً أنه عندما تجابه مصر إرهابا فيها فإنها لا بد أن تتابع ما يجري في المنطقة كلها. وأستكمل أن مصر تتابع ما يجري في ليبيا وسوريا واليمن وما يجري في العراق. ووضع محلب الإخوان المسلمين في صف أنصار بيت المقدس والجماعات الأخرى التي نفذت هجمات على قوات الأمن والمسؤولين وهو ما تنفيه الجماعة بشدة. وقتلت قوات الأمن نحو ألف من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين وألقت القبض على آلاف منهم بعد عزل مرسي وأدانت ذلك منظمات حقوقية كما تسبب في تصدع العلاقات مع تركياوقطر. وسئل محلب عما إذا كانت مصر تعتبر هذين البلدين خطرا أمنيا عليها فقال «كل من يعمل ضد مصر فهو خاسر».