أحيت الجبهة العربية الفلسطينية اليوم "الخميس" الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقتها ومرور 21 عاما على التجديد، وذلك من خلال مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من ساحة "السرايا" وسط مدينة غزة وصولا لساحة الجندي المجهول شارك فيها عدد كبير من المواطنين في قطاع غزة. وأكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "أحمد مجدلاني" في كلمته باسم الرئيس "محمود عباس" (أبو مازن) أهمية الدور الوطني الذي تلعبه الجبهة العربية الفلسطينية في الساحة الفلسطينية. وثمن موقف الجبهة الوحدوية وحرصها على تحقيق المصلحة الوطنية العليا مسجلا ل"العربية الفلسطينية" حضورها البارز في كافة محطات النضال الوطني الفلسطيني ومستذكرا لها التضحيات الجسام التي قدمتها في كافة معارك الثورة الفلسطينية. وأوضح "مجدلاني" أن القيادة الفلسطينية مصممة على الذهاب لمجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي رغم كل المعيقات التي تعترض هذا التوجه. وأضاف أن "القيادة الفلسطينية ستواصل جهدها للحصول على قرار لمجلس الأمن الدولي يضع جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال عن أرض فلسطين والمهم أننا قطعنا أشواطا جدية ومهمة على طريق انجاز المصالحة الوطنية ونحن جاهزون لمواصلة كافة الخطوات الأخرى بما يعزز صمود شعبنا في مواجهة الاحتلال وبما يعزز أيضا صمودنا في مواجهة تبعات أي قرار سياسي يمكن ان نتخذه". ومن جانبه، أثنى عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح "إبراهيم أبو النجا" في كلمته باسم القوى الوطنية والإسلامية على دور الجبهة في النضال الوطني وتابع إن قرار التجديد في الجبهة العربية الفلسطينية أضاف خطوة نوعية للبرنامج الوطني الفلسطيني وللحركة الوطنية. وتطرق "أبو النجا" إلى الوضع السياسي بقوله إن خطوة القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن بالتوجه إلى مجلس الامن الدولي تشكل خطوة هامة ومصيرية للشعب الفلسطيني الذي لن يتوانى عن استخدام أي شكل من اشكال النضال من اجل انتزاع حقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة. وأردف أن قطاع غزة قدم خلال الحرب الأخيرة نموذجا في الصمود والتحدي واستطاع مواجهة إسرائيل التي استخدمت شتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والقوة التدميرية الفائقة موقعة في شعبنا الاف الشهداء والجرحى ومدمرة معظم بيوت غزة ولكنها عجزت عن قتل الإرادة داخل شعبنا الذي استطاع بصبره وصموده أن يؤكد أن هذا الشعب لا يركع وأنه مصمم على نيل حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة. ومن جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية "صلاح أبو ركبة" في كلمته إنها مناسبة عظيمة أن نلتقي اليوم في هذه المسيرة الجماهيرية بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية ومرور واحد وعشرون عاما على التجديد. هذه الذكرى النضالية التي تجسد المبدئية التامة والموقف الصلب العنيد والروح الوطنية العالية التي تعبر عن التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية خيار شعبنا في أن تكون ممثله الشرعي والوحيد وحماية قرارها المستقل. وأضاف أنه لقد كان إعلان التجديد في الجبهة ضرورة لكل الحالة الوطنية الفلسطينية فكل التحية للرفيقات والرفاق في كافة أماكن تواجدهم الذين عبروا بقرارهم هذا تعبيرا حقيقيا عن تمسكهم بالمبادئ والمنطلقات التي آمنت بها وجسدتها الثورة الفلسطينية المعاصرة وسقط من أجلها الشهداء.. متوجها بعظيم التحية لأرواحهم الطاهرة. وأردف "أبو ركبة" أن هذه الذكرى تأتي متزامنة مع مقدمات انهاء الانقسام السياسي في الساحة الفلسطينية بعقد حكومة الوفاق الوطني لأول اجتماعاتها في قطاع غزة وهي خطوة مباركة نتمنى أن يلحقها خطوات بتمكين الحكومة من ممارسة عملها وتحملها لمسئولياتها كاملة تجاه شعبنا والقيام بدورها في إعادة اعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة وبناء منازل المواطنين وإيجاد الخطط الضرورية واللازمة لتأهيل القطاع سياسيا واقتصاديا ومعالجة كافة مشكلاته. وذكر أن ‘الاشتباك السياسي مع الاحتلال في كافة المحافل الدولية يمثل جولة جديدة من المعركة ممثلا بما طرحه الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن ثم اتخاذ قرار بالتوجه لمجلس الأمن الدولي.. مطالبا بالوقت ذاته بإلزام إسرائيل بقرارات الشرعية".