قدم مجموعة من الفنانين البريطانيين، عرضا مسرحيا غنائيا بعنوان "سندريلا شو"، في مصر، على مدار 4 أيام، بعد عدة عروض لقصة سندريلا، احدى الشخصيات البارزة في الأدب العالمي، بمسارح الولاياتالمتحدة وعدة دول أوروبية. و"سندريلا شو" عرض تقدمه فرقة بريطانية منذ 15 عاما في الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبا، قبل أن يقرر القائمون عليه أن يحطوا الرحال في مصر ويقدموا العرض الذي يروى مأساة سندريلا مع زوجة أبيها كما ورد في نص القصة الأصلية (ذكرها وليم جريم في قصة نشرت لأول مرة في 1812). بحسب وكالة "الأناضول". وتتكون الفرقة الإنجليزية من 17 فنانا إنجليزيا؛ يتصدرهم زوج وزوجة وابنتهما، يقومون بأدوار سندريلا وأبيها وزوجة أبيها، وبدأ العرض في 11 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، ومن المقرر أن ينتهي في وقت لاحق اليوم. جورجيا بطلة العرض (تقوم بدور سندريلا)، التي تبلغ من العمر 20 عاما، قالت في تصريحات لوكالة "الأناضول" على هامش أحد عروض الفرقة: "أكثر ما يميز الجمهور المصري عن غيره من الجماهير الغربية والعربية أنه الجمهور الأكثر شغفا؛ فبعد كل عرض نقدمه نفاجأ بحفاوة شديدة منهم وكثيرا ما يستوقفونا بعد انتهاء العرض للتعارف والتقاط الصور التذكارية". وأضافت: "أكثر ما يذهلني بعد كل عرض هو تجاوب الأطفال المصريين مع دوري وترديدهم معي للأغنيات بل وإهدائهم لي بعض الحلوى عقب نهاية العرض"، وتابعت "ابتساماتهم وتصفيقهم الحار لي أثناء أدائي على المسرح يكسر بداخلي حاجز الملل ويجعلني أشعر في كل مرة أنني أقدم العرض لأول مرة". ولفتت جورجيا إلى أن فرقتها الفنية "تعمل على إعادة تقديم أشهر الروايات الأدبية الخاصة بالأطفال، ولكن في قالب عصري وبشكل استعراضي قادر على جذب الأطفال". جورجيا قالت أيضا "أعي جيدا صعوبة أن يكون جمهورنا المستهدف فئة من الأطفال الذين لا يتحدثون لغتنا؛ لذلك يقدم العرض عناصر إبهار في الملابس والإضاءة والخلفيات والأغنيات فضلا عن الابتعاد عن المصطلحات الصعبة حتى يستطيع جذب الجمهور منذ بداية العرض وحتى آخر لحظاته". لكن الطريف في الأمر، حسب جورجيا، هو أن العرض "جذب شريحة من الكبار أيضا ولم يقتصر الأمر على الأطفال". أما جراهام فاوست، مخرج العرض وأحد أبطاله، فقال إنه "وضع في اعتباره عائق اللغة في التعامل مع الجمهور المصري منذ اليوم الأول"، مضيفا "رواج قصة السندريلا بين الأجيال المتفاوتة وإلمامهم بتفاصيلها سهّل كثيرا في إذابة هذا العائق". وتابع في تصريحات لوكالة "الأناضول": "قدمنا في شهر مارس/ آذار الماضي عرضا في مصر عن قصة (سنو وايت/ قصة خيالية للأطفال)، ولمسنا مدى ارتباط الجمهور المصري بروايات الأدب العالمي لذلك حرصنا على تكرار التجربة على أن نضع كل رواية في قالب عصري ونعيد صياغة الحوار القائم فيها بين الأبطال دون مساس بالقوام الأدبي للقصة الرئيسية". ووفق فاوست، فإن الشخصية المستحدثة في العرض المسرحي الغنائي "سندريلا شو"، هي شخصية "بوتونز′′ الصديق الأمين لسندريلا وكاتم أسرارها. ويقدم بوتونز في العرض شخصية أقرب لدور "المهرج" الذي يشيع جو البهجة بين الأطفال لدرجة تدفعه إلى النزول من على خشبة المسرح ومطاردة بعض الأطفال في صفوف المتفرجين. بوتونز أهدى سندريلا صندوقا من الشوكولاتة وطلب من أصدقاءه الأطفال، أي الجمهور، أن يخبروه إذا ما حاولت إحدى ابنتي زوجة الأب الشريرة أخذ شيئا منه، وهي الفكرة التي تجاوب معها الأطفال بشدة، بل وزادوا عليها بإطلاق صرخات تحذيرية لسندريلا كلما همّت زوجة أبيها بالبحث عنها لتكليفها بأعمال منزلية شاقة، حسب مراسل "الأناضول" الذي حضر العرض. أما الأغنيات التي جاءت في العرض، وتولت تقديمها سندريلا مع باقي الأبطال، فكانت تدور حول الظلم الذى تعانيه البطلة من زوجة أبيها تارة، واشتياقها للحب وبحثها عن مخلصها تارة أخرى، حسب المصدر ذاته. بدوره، قال محمد رضا، مالك الشركة المصرية المنظمة للعرض، إن سندريلا شو "يقدم في مصر ولأول مرة فكرة المسرح التفاعلي الذي يكون للجمهور فيه دورا محوريا في سير الأحداث". ومضى قائلا في تصريحات لوكالة "الأناضول": "تعاقدت مع الفرقة البريطانية على تقديم عرض مسرحي غنائي عن رواية عالمية بشكل سنوي، لكن تفاعل الجمهور المصري مع عرضنا السابق (سنو وايت) هو الذى دفعنا لتقديم عرض آخر بشكل سريع′′. ولفت إلى أن الفرقة البريطانية قدمت عرض "سندريلا شو" "12 مرة في مسرح (قاعة المؤتمرات بمدينة نصر شرقي القاهرة) يتسع ل2500 متفرج، ولاقى العرض تفاعلا خاصا من طلاب المدارس الدولية في مصر". رضا قال أيضا إن الفرقة من المنتظر أن تقدم في أوقات لاحقة عروضا أخرى عن روايات (علاء الدين)؛ "كتاب الغابات"، "بيتر بان" و"الجمال النائم". وكانت نقابة المهن التمثيلية في مصر حاولت إيقاف عرض "سندريلا شو" بدعوى أن أبطاله من الأجانب وأنهم لم يسددوا الضرائب اللازمة لذلك، لكن هيئة تنشيط السياحة التابعة لوزراة السياحة المصرية أجازت عرضه مع إعفاءه من أي رسوم ضريبية تنشيطا للسياحة على أن تتولى شرطة السياحة تأمين الفرقة البريطانية أثناء وجودها في مصر.