افتتح ستيفن هاربر رئيس وزراء كندا والآغا خان رسمياً قبل أيام متحف الآغا خان والمركز الإسماعيلي في تورونتو بهدف تعزيز المعرفة والفهم سواء داخل المجتمعات الإسلامية أو بين هذه المجتمعات والثقافات الأخرى. وفي كلمة له خلال الحفل أشار الآغا خان إلى أن هذه المساحات «سوف يتم ملؤها بالأصوات المغنية، والحوار والتواصل الإنساني الدافئ». من جهته، أشار هاربر إلى أن الموقع سوف يكون «مصدراً للإلهام، والتجديد الروحي والوعي الثقافي ليس فقط لسكان تورنتو، بل لجميع الزوار». وبعد الحفل، هاربر والآغا خان، وكذلك الأمير أمين آغا خان، نائب رئيس مجلس إدارة المتحف، والسيدة شيلي غلوفر وزيرة التراث الكندي واللغات الرسمية، بافتتاح المتحف بشكل رسمي. وقال الأمير أمين آغا خان في تعليق له بهذه المناسبة: «أعتقد بقوة أن الفن والثقافة يمكن أن يكون لهما تأثير عميق في تصحيح سوء الفهم، وتعزيز الثقة حتى من خلال الانقسامات الكبيرة». وأضاف قائلاً: «هذه غاية غير عادية، وهو الهدف الخاص الذي كرس هذا المتحف من أجله. ومن خلال دوره في إطلاق وتحفيز الحوار بين الثقافات المختلفة، سوف يواصل متحف الآغا خان تاريخاً طويلاً من التبادل الثقافي بين الإسلام والغرب». يقع المتحف والمركز ضمن حديقة خضراء تمتد على مساحة تبلغ 6.8 هكتار، صممها مهندس المناظر الطبيعية فلاديمير دجوروفيك من لبنان. ومن المتوقع أن يتم افتتاح هذه الحديقة الخضراء الجميلة الجديدة، والتي سيطلق عليها اسم حديقة الآغا خان، للعموم في العام المقبل. قام بتصميم المتحف المهندس المعماري الياباني فوميهيكو ماكي، بينما قام بتصميم المركز المهندس المعماري الهندي شارل كوريا. في حين أشرفت الشركة الكندية مورياما وتيشيما على التنفيذ وكانت مسؤولة عن عملية الدمج بين كافة جوانب المشروع. هذا المتحف هو الأول في أميركا الشمالية المكرس لعرض الفنون الخاصة بالحضارات الإسلامية. ومن خلال المجموعة الدائمة التي يتضمنها، وبرامجه الخاصة بالتعليم والأداء المسرحي، وقائمة المعارض الموقتة، سوف يرحب المتحف بطيف كامل من المشاركة العامة، كما سيعمل كمؤسسة تعليمية حيوية. أما المركز فيضم أماكن للتجمعات الاجتماعية والثقافية، والمشاركة الفكرية، والتأمل الروحي. وسوف تساهم هذه المؤسسات العالمية مع بعضها في تحقيق فهم أفضل بين المجتمعات والثقافات المختلفة. كما أن إنشاء هذه المؤسسات في مدينة تورونتو يعكس علاقة الآغا خان طويلة الأمد مع كندا، ويؤكد تقديره التزام هذه البلاد بالتعددية والتنوع الثقافي. افتتح المتحف للجمهور في 18 أيلول (سبتمبر) الحالي. ويهدف إلى تقديم لمحة عامة عن المساهمات الفنية والفكرية والعلمية التي قدمتها حضارات المسلمين للتراث العالمي. وتضم المجموعة الدائمة ضمن المتحف، والتي أصبح لها اليوم منزل جديد في بناء فريد، أكثر من 1000 تحفة أصلية نادرة تعكس مجالات واسعة من حيث الأنماط الفنية والمواد المستخدمة. وتمثل هذه الصور والمنسوجات والمنمنمات والمخطوطات والأعمال المصنوعة من السيراميك والبلاطات والنصوص الطبية والكتب والآلات الموسيقية المعروضة أكثر من عشرة قرون من التاريخ الإنساني والتنوع الجغرافي الذي يمتد من الساحل الليبيري حتى الصين.