تتزايد رغبات السفر لدي السائحين العرب إلي وجهات سياحية مختلفة خلال اجازة عيد الأضحى من كل عام، وتتنافس مصر ودبيوتركيا علي جذب السائحين العرب خاصة الخليجيين خلال هذه الفترة، لارتفاع معدلات إنفاقهم. وتشير بيانات منظمة السياحة العربية، إلي أن السياحة البينية بين الدول العربية تمثل نحو 42% فقط، في حين تشكل السياحة الوافدة إليها من الدول الأجنبية نحو 58%. وتتوقع المنظمة أن تنخفض نسبة السياحة البينية بين الدول العربية إلي 37%، في حين ترتفع السياحة الوافدة من الدول الأجنبية إليها إلي نحو 63% بحلول عام 2020. وقال مسؤولون مصريون، ومنظمو رحلات سياحية بالسوق العربي، إن السائحين العرب يفضلون قضاء اجازة عيد الأضحي في مصر، عن باقي الدول المنافسة لها مثل تركياودبي، لعدة أسباب أبرزها انخفاض الأسعار السياحية في مصر. وقال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن السائحين العرب يفضلون قضاء إجازة عيد الأضحى في مصر، عنها في دول مثل لبنان، وسوريا، وتونس، والمغرب، نظرا لسوء الأوضاع الأمنية في بعض منها، فضلا عن انخفاض عدد ساعات الطيران بين مصر ودول الخليج. وأضاف الزيات في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن دبيوتركيا تنافسان مصر علي استقطاب السائحين العرب خلال الفترة الحالية، لكن مصر تتفوق عليهما خلال إجازة عيد الأضحى، نظرا لانخفاض الأسعار السياحية بها. وقال الزيات إن شركة "مصر للطيران" (حكومية)، تسير رحلات من السعودية إلي مصر بأسعار مخفضة، أثناء العودة من رحلات الحج، بدلا من عودتها شاغرة. وأضاف أن نسبة الإشغال بفنادق القاهرة بلغت نحو 30%، متوقعا أن ترتفع نسبة الإشغال بها إلي نحو 45% خلال إجازة عيد الأضحي، علي أن يمثل السائحون العرب نسبة نحو 20% منها. وانخفضت أعداد السائحين العرب الوافدين إلي مصر من الدول العربية بنسبة 23% خلال الثمانية أشهر الماضية، عن نفس الفترة من عام 2013. وبلغ عدد السائحين العرب نحو مليون و32 ألف سائح، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي، حتي أغسطس/آب المنقضي، مقابل مليون و 341 ألف سائح، عن نفس الفترة من العام الماضي، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وقال خالد آل دغيم، الأمين العام للمركز السعودي للإعلام السياحي، إن السعوديين يفضلون الذهاب إلي دبي، وقطر، ومصر خلال اجازة عيد الأضحى. وأضاف آل دغيم في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن هناك زيادة في معدلات سفر السعوديين خارج المملكة خلال اجازة الحج، بنسبة 30% عن نفس الفترة من العام الماضي. وقال الأمين العام للمركز السعودي للإعلام السياحي، إن هناك قناعة تامة لدى السائح السعودي باستقرار الأوضاع في مصر، وعودة الحياة إلي سابق عهدها، مشيرا إلي أن عنصر الأمان يلعب دورا مهما في رغبات سفر السائحين لأي دولة. وأضاف أن السائحين الخليجيين يشعرون بأجواء أكثر جذبا في مصر خلال الفترة الحالية، نظرا لاستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية عنها في السابق. وقال إن الأسعار في مصر مرضية تماما للأسرة السعودية، وماراثون العروض مستمر لجذب السائحين العرب خلال هذه الفترة. وأضاف أن تركيا تنافس مصر علي جذب السائحين العرب، خاصة الأسر السعودية، وتتخذ أساليب كثيرة للمنافسة، للحفاظ علي حصتها من السياحة العربية التي ارتفعت بها منذ ثورات الربيع العربي في عام 2011، لكنها لم تقدم عروضا مرضية للسعوديين خلال اجازة عيد الأضحى، وأسعارها مرتفعة عنها في مصر. ووفقا لتقرير منظمة السياحة العالمية، فإن السائحين العرب مثلوا نحو 35% من إجمالي السائحين الوافدين إلي لبنان في الربع الأول من العام الحالي، بتراجع 19% عن نفس الفترة من العام الماضي، وفي الأردن ارتفع عدد زوار المبيت الوافدين من العالم العربي بنسبة 66% خلال الفترة نفسها عن عام 2013. وقالت المنظمة في تقريرها، إن مدركات الزوار بشأن السلامة الشخصية والأمن الشخصي تؤثّر سلبا على الطلب على السياحة في المقاصد الرئيسية في المشرق العربي مثل مصر ولبنان، على الرغم من أن أجزاء عديدة من هذه البلدان هي بمنأى إلى حد ما عما يحدث وتنعم بالهدوء. وقال أحمد شكري وكيل وزارة السياحة المصرية، رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، إن بلاده اتخذت عدة تدابير أمنية خلال الفترة الماضية لحماية السائحين. وأضاف شكري في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن مصر أطلقت العديد من البرامج التحفيزية لجذب السائحين العرب خلال الفترة الماضية، ، مشيرا إلي أن هناك زيادة في أعداد السائحين العرب الوافدين إلي مصر، متوقعا زيادة معدلاتها خلال اجازة نصف العام المقبل. وقال شكري في تصريحات سابقة إن عدد السائحين الوافدين إلي مصر من الدول العربية بلغ نحو 195.257 ألف سائح خلال الشهر الماضي، مقابل نحو 101.925 ألف سائح، عن نفس الفترة من العام المنقضي، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وأطلقت مصر حملة و"حشتونا" (اشتقنا إليكم) في الدول العربية في مايو/آيار الماضي، وتضمنت برامج تحفيزية بأسعار مخفضة للسائحين العرب، وتسيير رحلات طيران مباشرة من السعودية والكويت والإمارات إلي الغردقة. وقال محمد فاروق، منظم رحلات سياحية بالسوق العربي، إن لبنان وماليزيا تستقطبان جزءا معقولا من السائحين العرب خلال اجازة العيد، لكن النسبة الأكبر تذهب إلي مصر. وأضاف فاروق في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن هناك تراجع في رغبة سفر السائحين العرب إلي تركيا خلال هذه الفترة لأسباب سياسية، وأيضا دبي لارتفاع أسعارها السياحية عن باقي الدول المنافسة، مثل مصر ولبنان وماليزيا. وقال فاروق، إن السائحين العرب يفضلون قضاء اجازة العيد في القاهرة، وشرم الشيخ بجنوب سيناء (شمال شرق مصر)، عنها في الغردقة بالبحر الأحمر(شرق مصر)، لعدم وجود برامج سياحية بها يفضلها السائح العربي خلال هذه الفترة. وقال فوده عبد الحميد فودة، منظم رحلات سياحية بالسوق العربي، إن السائح العربي يفضل الذهاب إلي مصر في العطلات القصيرة مثل إجازة عيد الأضحي، أما الإجازات الطويلة يفضل فيها الذهاب إلي تركيا. وأضاف فودة ، أن فنادق الخمسة نجوم بالقاهرة ممتلئة عن آخرها بفضل حجوزات العرب، خاصة من السعودية والكويت خلال إجازة عيد الأضحي. وقال هاني سليمان، أمين عام غرفة الفنادق بجنوب سيناء، إن السائحين العرب يمثلون نحو 15% من الحجوزات السياحية بشرم الشيخ بجنوب سيناء (شمال شرق مصر) خلال إجازة العيد.وأضاف في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول، أن نسبة الإشغال ستصل بفنادق شرم الشيخ إلي نحو 100% بحلول عيد الأضحي. وقال الدكتور مجدي صالح رئيس غرفة شركات السياحة المصرية بالبحر الأحمر، إن حجوزات العرب تتراوح بين 10 إلي 15% خلال إجازة العيد، مشيرا إلي أن نسبة الإشغال ستصل إلي نحو 100%. واستقبلت فنادق دبي نحو 11 مليون سائح بنهاية عام 2013، وتستهدف الوصول بأعداد السائحين إلي 20 مليون سائح بنهاية عام 2020، في حين بلغ عدد السائحين الوافدين إلي تركيا نحو 39 مليون سائح خلال العام الماضي، بينما بلغ عدد السائحين الوافدين إلي مصر نحو 9.5 مليون سائح خلال العام نفسه. وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، مقابل 10 مليارات في 2012 بانخفاض 41%. وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.