قتل إيزيدي، و5 عناصر من "داعش"، اليوم الجمعة، خلال اشتباكات بين مقاتلين إيزيديين وعناصر من التنظيم بعد محاولة الأخير تفجير مزار إيزيدي قرب بلدة سنجار (120كلم غرب الموصل) شمالي العراق. وقال نواف خديدا، قائد إحدى المجموعات الإيزيدية المقاتلة بجبل سنجار إن "مجموعة من داعش تضم عشرات المقاتلين مدعومة بدبابة وعدد من العربات العسكرية المصفحة تقدمت باتجاه مزار شيخ هسن بقرية كابارا (7 كلم غربي مركز قضاء سنجار والمحاذية لجبل سنجار) بهدف هدم المزار". وأضاف أن قوة إيزيدية تصدت لعناصر "داعش"، ووقعت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل 5 من عناصر التنظيم مقابل عنصر واحد من المقاتلين الايزيديين. ولم يتسنّ التأكد مما ذكره خديدا من مصدر مستقل، ولا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من داعش بسبب القيود التي يفرضها التنظيم على التعامل مع وسائل الإعلام. ويقوم تنظيم "داعش"(الدولة الإسلامية) عادة بهدم الأضرحة والمزارات في المناطق التي يسيطر عليها، كونه يعتبر أنها أماكن يتم فيها تقديس أشخاص وعبادة غير الله، وكذلك "الحسينيات" كونها أماكن عبادة الشيعة الذين يخالفون التنظيم في المذهب. وسيطر تنظيم داعش على قضاء سنجار (124 كلم غرب الموصل) مطلع آب/اغسطس الماضي والذي يقطنه أغلبية من الأكراد الإيزيديين. وتتحدث تقارير صحفية وناشطين ايزيديين عن قيام التنظيم بارتكاب جرائم بحق المواطنين الإيزيديين، من قتل وخطف وسبي. ويتحصن ما بين 3 الى 5 آلاف مقاتل ايزيدي بجبل سنجار الذي عجز تنظيم "داعش" عن اقتحامه أو التوغل فيه. و"الايزيديون" هم مجموعة دينية يعيش أغلب أفرادها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، ويقدر عددهم بنحو 600 ألف نسمة، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، سوريا، إيران، جورجيا، أرمينيا. وبحسب باحثين تاريخيين، فإن الديانة الايزيدية تعد من الديانات الكردية القديمة، وتتلى جميع نصوصها في مناسباتهم وطقوسهم الدينية باللغة الكردية. ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سورياوالعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين. ويعم الاضطراب مناطق شمالي وغربي العراق بعد سيطرة داعش، ومسلحين سنة متحالفين معه، على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (شمال) في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في المحافظات الشمالية والشمالية الغربية من العراق، وقبلها بأشهر مدن محافظة الأنبار غربي البلاد. فيما تمكنت القوات العراقية مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها، وكذلك قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع القليلة المنصرمة.