التحق "2500 مقاتل إيزيدي للقتال في قضاء (بلدة) سنجار شمالي العراق، عقب انتهاء تدريبهم في الجانب السوري على يد قوات وحدات الحماية الشعبية الكردية في سوريا (YPG) التابعة لحكومة الإدارة الذاتية في مناطق شمال سوريا الحدودية، حسب مصدر أمني في جبل سنجار. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه أن "هؤلاء المقاتلون من أهالي قضاء سنجار، وتم تدريبهم على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مثل القناصات، والقاذفات، ومدافع الهاون"، للدفاع عن الإيزيديين في جبل سنجار، واستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وبحسب المصدر فإن "هذه القوات تمثل الوجبة (الدفعة) الأولى من المقاتلين الإيزيديين، وهناك وجبة ثانية بنفس العدد ستلتحق عقب انتهاء تدريبها بجبل سنجار" غرب مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى (شمال). وبالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا في مارس2011، قام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD)، بزعامة صالح مسلم بتأسيس قوات تحت اسم "وحدات الحماية الشعبية (YPG)". وتبسط تلك القوات سيطرتها على المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا، وهي الجزيرة وكوباني وعفرين، وتديرها إدارات ذاتية محلية باسم مقاطعات ودون اعتراف رسمي من أية دولة. ومنذ ذلك الحين تشتبك "وحدات الحماية الشعبية" بشكل مستمر مع عناصر "الدولة الإسلامية"، التي تسيطر على مساحات واسعة من البلدين المجاورين سورياوالعراق. وقال الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، صالح مسلم، في وقت سابق للأناضول، إن قوات حزبه "تقاتل جنبا إلى جنب" مع قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) في صد هجمات تنظيم "الدولة الإسلامية". وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد بسط سيطرته على أجزاء واسعة من قضاء سنجار يوم 3 أغسطس/ أب الجاري، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الاسر الإيزيدية إلى جبل سنجار، قبل أن يتمكنوا من النفاذ إلى إقليم شمال العراق، عقب مقتل وخطف بضعة آلاف منهم، وفق تقارير صحافية ونشطاء إيزيديين. ومنذ أكثر من شهرين، تسيطر جماعات سنية، يتصدرها تنظيم "الدولة الإسلامية"، على مناطق واسعة في محافظات شمالي وغربي العراق. وتمكنت القوات العراقية، مدعومة بميليشيات مسلحة موالية لها، وقوات البيشمركة، وبعد تدخل عسكري أمريكي، من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك ضارية خلال الأسابيع القليلة الماضية. وبينما يصف رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، هذه الجماعات ب"الإرهابية"، تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو "ثورة عشائرية سنية ضد ظلم وطائفية حكومة المالكي الشيعية".