75 % نصيب الدول النامية من إجمالي التحويلات العالمية أفاد "بنك معلومات الهجرة والتحويلات المالية" التابع للبنك الدولي أن حجم تحويلات العمال المغتربين، إلى الدول النامية خلال العام الماضي، المبالغ المحوّلة عبر القنوات الرسمية فقط، بلغ 251 مليار دولار، بزيادة نسبتها 11 % مقارنة بعام 2006 حيث ظفرت الدول النامية التي تأوي 85 % من سكان العالم ب 75 % من إجمالي رصيد التحويلات العالمية خلال العام الماضي . وفي هذا الصدد أكد خبير الهجرة في البنك الدولي" ديليب راتا" أن تحويلات العمال المغتربين التي تعادل في قيمتها الحقيقية حصيلة المساعدات الإنمائية "المساعدات الرسمية" تعد من أكبر مصادر التمويل الخارجية المتوافرة للدول النامية. وأكد بنك معلومات الهجرة أن مصر فازت بنصيب الأسد من تحويلات العمالة في منطقة الخليج، لا سيما السعودية، ومن الدول الصناعية الأعضاء في "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" عام 2007، بينما احتفظت الهند والصين والمكسيك والفيليبين وفرنسا بمواقعها التقليدية المتقدمة في تلقي أموال المغتربين , مشيرا إلي ارتفاع حصتها بمقدار 600 مليون دولار إلى 5.9 بليون بين عامي 2006 و2007. وحققت دول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى أكبر زيادة سنوية في حجم التحويلات بنسبة 22 % بمبلغ 47 بليوناً، في المقابل سجلت أمريكا الجنوبية أقل زيادة سنوية 6% بمبلغ 61 بليون دولار مع توقعات بنمو متباطئ لها هذا العام وفقا لما أوردته صحيفة الحياة اللندنية. واستحوذت 4 دول علي ما يقرب من 40 % من تحويلات العمال، الذين قدّر البنك الدولي عددهم السنة الماضية بما يعادل 145 مليون مهاجر تصدرتهم الهند التي بحصة 27 بليون دولار، تلتها الصين "25.7 مليار", والمكسيك"25 مليار", والفيليبين "17 مليار" فيما احتلت فرنسا المرتبة الخامسة عالمياً بمبلغ 12.5 مليار دولار. وارتفعت قيمة تحويلات عمال شرق آسيا بنسبة 11 % إلى 59 مليار، وبلغت تحويلات مغتربي دول جنوب آسيا 44 مليار، مسجلة نسبة زيادة مماثلة, ونمت التحويلات التي تلقتها الدول الأفريقية بنسبة 13 % إلى 11 مليار. واحتفظت الدول الصناعية الأعضاء في "منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" بموقعها كأكبر مَصدر للتحويلات إذ بلغت حصيلة تحويلات المهاجرين منها إلى بلدانهم الأصلية السنة الماضية 160 مليار دولار، مسجلة زيادة بنسبة 13 % ، إلا أن التحويلات المصدّرة من الدول النامية ارتفعت بنسبة 23 % "وبنسبة 177 % في السنوات الخمس الأخيرة" إلى 52 مليار.
وتوزعت تحويلات عام 2007 بين المغرب بحصة "5.7 مليارات" تلتها الأردن "2.9 مليار" ثم الجزائر "2.9 مليار" وتونس "1.7 مليار" و اليمن "1.3 مليار" وسوريا " 800 مليون" وفلسطين "600 مليون". وصدّرت الولاياتالمتحدة أكبر حصّة من التحويلات قدرت ب "42 مليار" فيما ارتفعت تحويلات العمال في الدول الخليجية بنسبة 2% ، وتضاعفت في الفترة الممتدة من 2002 إلى 2007 إلى 28 مليارً في العام الماضي. وخلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت تحويلات مغتربي ومهاجري الدول العربية بنسبة 89 % نظير 8% عام 2007 إلى 29 مليار دولار. وتوقع البنك الدولي تسجيل نموا قياسيا كبيرة في تحويلات المغتربين العاملين في الدول الخليجية مدفوع بالطفرة الاقتصادية الهائلة الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط، واستقبالها وفودا من العمال خاصة من الفيليبين وبنجلاديش وباكستان في السنوات القليلة الماضية. واشار كذلك إلى أن هذه التحويلات من شأنها تخفيف أعباء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة في كثير من الدول النامية. ولفت إلى أن أمريكا والاتحاد الروسي وألمانيا تتصدر قائمة الدول الأكثر استيعاباً للمهاجرين، لكن الدول الخليجية ودولاً عربية أخرى تنفرد بأعلى مستويات استضافة للعمال المغتربين، إذ تصل نسبة المغتربين إلى عدد السكان إلى 78 % في قطر و71 % في الإمارات و62 % في الكويت و41 % في البحرين و39 % في الأردن و26 % في السعودية و24 % في عُمان.