أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر على أن مشاركة بلاده في العمل العسكري ضد التنظيمات الإرهابية تأتي نظرا لإيمانها بوجوب مواجهة الإرهاب. وقال خلال مقابلة اليوم مع المذيعة كريستيان أمانبور على شبكة "سي ان ان " الأمريكية، اوردتها وكالة الانباء القطرية "قنا" اليوم الجمعة "يجب مكافحة الإرهاب لكنني أعتبر أن السبب في كل ما يحصل هو النظام في سورية وأنه يجب معاقبة هذا النظام". وحول إمكانية مشاركة قطر في العملية العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش بقصف أهداف تابعة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد أجاب الأمير "بأنه لا يمكن لقطر أن تقوم بذلك وحدها بالطبع؛ لكن إذا كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري فسيتم الإنضمام إليه"، وقال "كما تعلمين كنا جزءا من تحالف ساعد في تحرير الشعب الليبي. سننضم إلى تحالف كهذا لأننا نؤمن أن النظام السوري هو من تسبَّب بكل هذه الفوضى". وحول المزاعم التي تدعي بأن قطر تمول الجماعات الإرهابية، أوضح الأمير أنه يجب التمييز بين هذه الحركات لأنه في الولاياتالمتحدة وفي بلدان أخرى يعتبرون بعض الحركات إرهابية "وفي منطقتنا لا نعتبرها كذلك"، مضيفا "أما إذا كان الحديث عن حركات معينة وخصوصا في سورية والعراق فالجميع يعتبرها حركات إرهابية ولا يمكن القبول أو السماح لأحد بتمويلها فهناك اختلافات بين البلدان في موضوع التمييز بين المجموعات الإرهابية والمجموعات الإسلامية التي لا نعتبرها إرهابية، مثل مجموعات في سورية وليبيا ومصر. وحول وجود بعض الخلافات مع بعض الشركاء في التحالف فيما يتعلق مثلا بجماعة الإخوان المسلمين و حركة حماس ، أوضح الأمير أن هناك خلافات مع بعض الشركاء في التحالف حيث سادت حالة من الضبابية في بداية الربيع العربي ، متابعا أن قطر اتبعت السياسية الخارجية الصائبة من منظورها حينها وهي المساعدة والوقوف إلى جانب الشعوب العربية التي تطالب بحريّتها وكرامتها، مشيرا إلى الإنتخابات المصرية التي انتخب فيها الشعب حكومتَه، وكان قد انتخب حينها الإخوان المسلمين. وأشار أمير دولة قطر إلى أن بلاده قدمت المساعدة إلى الحكومة العسكرية المصرية قبل الإخوان المسلمين وبعد تنحي الرئيس حسني مبارك مباشرة وأن ما يدعيه البعض بدعم الإخوان المسلمين غير صحيح فالدعم الذي قدمته قطر كان للحكومات المصرية المتعاقبة ومازال مستمرا لذلك فالأمر لا علاقة له بالإخوان المسلمين. وحول سؤال عن وجود عدد من قيادات تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في قطر، أجاب الامير بأنه بعد ما حدث في مصر قبل عام، جعل العديد من قياديي الإخوان المسلمين يأتون إلى قطر لأنهم كانوا مهددين وخائفين، وهم في أمان وموضع ترحيب في قطر طالما أنهم لا يمارسون أي نشاط سياسي ومازال البعض موجودا والبعض الآخر منهم غادر البلاد لأنهم يؤمنون بأنه آن الأوان لممارسة العمل السياسي، وهم مدركون أن قواعد بقائهم في قطر تمنعهم من ممارسة أي نشاط سياسي ضد أي بلد عربي آخر. وشدد على أن دولة قطر تدعم كل الشعب الفلسطيني، وقال الأمير "نحن نؤمن بأن حماس هي مكوِّن هام من الشعب الفلسطيني .. لدينا خلافات مع أصدقاء يعتبرونها مجموعة إرهابية، نحن لا نعتبرها كذلك " وتابع" ان حماس أصبحت الآن أكثر واقعية. فقياديوها يؤمنون بالسلام ويريدون السلام، ولكن على الطرف الآخر أن يؤمن بالسلام، وأن يكون واقعيا أكثر". وحول العلاقات القطرية - الإسرائيلية، قال أمير دولة قطر "إننا نؤمن بالسلام، منذ عامي 1991 و1993 ومنذ عملية أوسلو وما بعدها ساعدنا كثيرا في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إن الحرب في غزة قبل 3 سنوات والعدد الكبير من القتلى الذين سقطوا دفعانا إلى قطع علاقاتنا الرسمية مع إسرائيل، ولكن في المقابل نحن نؤمن بأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الوضع هو التوصل إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. علينا الضغط على الجانبين للتوصل إلى السلام". وأضاف : "لا مشكلة لدينا في إعادة هذه العلاقة مع الإسرائيليين طالما أنهم جادون في السعي إلى السلام وفي حماية الشعب الفلسطيني". وعن إستراتيجية دولة قطر في السياسة الخارجية، قال الشيخ تميم بن حمد آل "نؤمن بالسلام والحوار والوساطة بين الدول لحل المشاكل، ونحن شعب ناجح جدا، وهذا ما سأسعى إلى التركيز عليه، لست مع طرف ضد آخر، لدينا طريقة تفكيرنا الخاصة بنا في السياسة الخارجية وعلى الآخرين احترام ذلك". وأضاف "أن سياسة صاحب السمو الأمير الوالد هي الأفضل لقطر وخاصة فيما يتعلق بالحوار وتسوية المشاكل والوساطة وهذه ستكون سياستي. بالطبع لا نعلم ما قد يطرأ في المستقبل". وبشأن استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، قال الأمير "لدينا كل الحق كبلد عربي ومسلم في تنظيم بطولة كهذه، على الجميع أن يفهم أن عرض قطر كان الأفضل وأنها ستنظم إحدى أفضل البطولات. لقد واجهنا عروضا تقدمت بها دول كبرى، ومن الطبيعي أن يتفاجأ البعض بأن يفوز بلد صغير بتنظيم هذه البطولة". وبشأن إمكانية القبول بإقامة بطولة كأس العالم في الشتاء، قال الأمير ""قُدمنا عرضنا على أساس تنظيم البطولة في الصيف. لدينا الآن تكنولوجيا جديدة وبنينا مدرَّجات مكيفة نستخدمها منذ 10 سنوات وهي فعالة ويمكن الإعتماد عليها. المناخ بالنسبة إلى اللاعبين والمتفرجين سيكون ممتازا. لقد جربنا ذلك والحر ليس مشكلة".