باريس: توقعت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل على مستوى الدول الصناعية الغنية بحوالي مليون شخص خلال العام الحالي مع إمكانية تضاعف ذلك العدد العام المقبل كنتيجة لاستمرار تراجع معدلات نمو الاقتصاد العالمي. وأشارت المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها في تقريرها السنوي حول أسواق العمل إلى أن ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل سيسهم في زيادة معدل البطالة على مستوى الدول الأعضاء بالمنظمة إلى نحو 6% في المتوسط خلال العام المقبل مقارنة بالمعدل المسجل في العام الماضي والبالغ 5.6% وعلى أن يكون المعدل العام الحالي حول 5.7%. وأشارت صحيفة "الفاينانيشال تايمز" إلى توقع المنظمة ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة بنحو 9% ليصلوا إلى حوالي 34.8 مليون شخص مع نهاية العام القادم. وارجعت المنظمة تلك الزيادة المتوقعة في حجم البطالة إلى التأثير السلبي لأزمة الائتمان الأخيرة على أداء الاقتصاد العالمي. وأشارت المنظمة التي تضم في عضويتها ثلاثين دولة إلى أن انكماش مستويات البطالة خلال السنوات الأخيرة قد يشهد هذا العام ارتداداً عكسياً. ووفقا لتوقعات المنظمة التي أوردتها شبكة "بلومبرج" الإخبارية إلى أن معدل البطالة على مستوى الولاياتالمتحدة صاحبة أكبر اقتصاد عالمي متوقع ارتفاعه إلى حوالي 5.4% العام الحالي مع مواصلة ذلك الاتجاه ليتجاوز ال 6% في العام المقبل مقارنة بالمعدل المسجل في العام الماضي والبالغ 4.6%. وأشارت المنظمة إلى أن أوضاع أسواق العمل ما زالت تمر بظروف صعبة على مستوى بعض الدول حيث من المتوقع أن يكون معدل البطالة في الولاياتالمتحدة على سبيل الحصر خلال العام المقبل أعلى بنحو 1% عن متوسط المعدل المسجل في العشر سنوات الأخيرة. غير أنه على مستوى دول اليورو أشارت المنظمة في توقعاتها إلى أن معدل البطالة يمكنه التراجع هذا العام إلى 6.8% مقارنة ب 7.1% في العام الماضي وذلك قبل معاودة الارتفاع إلى 7% في 2009. وتوقعت المنظمة أن يبلغ معدل البطالة في اليابان خلال العام الحالي والمقبل 3.8% متراجعا بصورة طفيفة عن المستوى المسجل في العام الماضي والبالغ 3.9%. وعلى صعيد البطالة في الدول العربية أكد البنك الدولي أن أهم التحديات التي تواجه اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال المرحلة المقبلة رغم النمو المسجل تتمثل في البحث عن فرص عمل جديدة للشباب. ورأى البنك الدولي في تقرير حديث أنه على الدول العربية توفير 100 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2020. من جانبه دق أحمد لقمان، المدير العام لمنظمة العمل العربية أجراس الخطر حيال ارتفاع معدلات البطالة في العالم العربي، متوقعاً وصول عدد العاطلين إلى 100 مليون فرد بحلول عام 2025. وأكد المدير العام للمنظمة أنه في حال لم تتحرك الدول العربية بشكل جدي إلى توفير فرص العمل المناسبة للحد من ذلك، ستكون تلك المشكلة هي الأسوأ على مستوى العالم، حيث تعتبر المنطقة العربية هي الأسوأ وأن معدل العام للبطالة هو الأعلى مابين مناطق العالم.