قال صندوق النقد الدولي إن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بحاجة إلي التركيز علي التحديات المتوسطة الأجل التي تواجهها وتتمثل في تنوع وتطور أسواق المال ومعالجة مشكلة البطالة من خلال سرعة نمو فرص العمل في الأسواق الناشئة ويشير تقرير صادر عن الصندوق إلي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأفغانستان وباكستان تشهد انتعاشا قويا نتيجة ارتفاع أسعار البترول ومستويات الإنتاج منه. ولفت التقرير إلي تحسن ملحوظ في الدول المصدرة للبترول حيث تشهد انتعاشا اقتصاديا كبيرا.. فقد أدي انتعاش الطلب العالمي إلي توقعات بارتفاع حجم إنتاج البترول الخام ليصل إلي25 و26 مليون برميل/ يوم عامي2010 و2011 علي التوالي. ويتوقع التقرير ارتفاع فائض الحساب الجاري ليصل إلي حوالي80 مليار دولار أمريكي في هذه الدول ونحو50 مليار دولار في دول مجلس التعاون الخليجي نتيجة ارتفاع أسعار البترول بحوالي23% عام2010 وبأكثر من3% عام2011. كما يتوقع ارتفاع معدل نمو الأنشطة الإقتصادية غير البترولية تدريجيا بحوالي نقطة مئوية بين عامي2009 و2011.. وتجدر الإشارة إلي أن نمو القطاعات غير البترولية مازال يعتمد علي السياسات المالية الداعمة له وذلك لإستمرار محدودية التمويل الخاص. ويتوقع التقرير أيضا تحسن الموازنة المالية لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة التحسن في الأسعار والإنتعاش في الأنشطة غير البترولية, ويمثل هذا التحسن حوالي7 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي2009 و2011. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تستمر السياسات المالية التوسعية في العديد من دول مجلس التعاون الخليجي والجزائر, وذلك لمحافظتها علي مستويات من الديون منخفضة, الأمر الذي يمكنها من تبني خطط تحفيز مالي في الفترة ما بين2009-2011.. وغير أن الوضع المالي في دول أخري كاليمن لايسمح إلا بتخفيض عجز الموازنة. وعلي الرغم من انخفاض معدلات التضخم في العديد من الدول المصدرة والمستوردة للبترول بالمنطقة, إلا أن هناك بعض المؤشرات علي تزايد الضغوط التضخمية.. وبالتالي يصبح التحدي الذي يجب أن تواجهه السياسة النقدية هو مواجهة الإرتفاع المحتمل في معدلات التضخم وفي الوقت نفسه تدعيم نمو الائتمان. وقد طالب التقرير متخذي القرار في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا المصدرة للبترول بتعزيز تنوع الأنشطة الإقتصادية وتقليل الاعتماد علي الموازنة والهيدروكوبونات والعمل علي تطوير القطاع المالي, وذلك من خلال إزالة الحواجز أمام دخول وخروج رءوس الأموال وتخفيض ملكية الدولة للقطاع المصرفي.. والتأكيد علي حاجة الدول المستوردة للبترول إلي إيجاد فرص عمل جديدة. كما يتوقع التقرير أن ينمو إقتصاد الدول المستوردة للبترول في المنطقة بدرجة معتدلة, حيث يتوقع أن يسجل معدل النمو الإقتصادي حوالي5% عام2010, مقارنة بنحو4,6% عام2009.. وفي ضوء تحسن النمو الإقتصادي, تسعي حكومات دول المنطقة إلي بذل جهودها لتدعيم الوضع المالي. وقد أوصي التقرير بأن يركز متخذو القرار في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المستوردة للبترول علي زيادة معدلات النمو, حيث تواجه هذه الدول معدلات بطالة مرتفعة وصلت إلي11% في المتوسط عام2008 ويتطلب استيعاب الداخلين الجدد إلي سوق العمل وخفض معدلات البطالة الحالية تحقيق معدل نمو سنوي يصل إلي6.5%. وطالب الصندوق أيضا بتعزيز القدرة التنافسية من خلال سياسات اقتصادية كلية فعالة- خاصة تدعيم النظام المالي- بالإضافة إلي تحسين مناخ الأعمال. ويؤكد صندوق النقد الدولي تعزيز التجارة وذلك بتنوع الشركاء التجاريين, والتوسع في العلاقات التجارية مع كل من أمريكا اللاتينية وآسيا التي مازال اجمالي صادرات المنطقة لها حوالي9% علي الرغم من أنهما تساهمان فيما يقرب من نصف نمو الناتج المحلي الاجمالي العالمي, انخفاض معدل البطالة لدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. من جهة اخري, يشير تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلي انخفاض معدل البطالة لدول المنظمة مسجلا8,5% في أغسطس2010, مقارنة بحوالي8.6% في يوليو2010 وعلي الرغم من ذلك لايزال المعدل مرتفعا. ويشير التقرير إلي أن اسبانيا سجلت أعلي معدل بطالة بين دول المنظمة حيث سجل المعدل لها20.5% في أغسطس2010, تليها الجمهورية السلوفاكية14.6%, وأيرلندا13.9% ثم هولندا والبرتغال10.9% و10.7% علي التوالي. ولفت التقرير إلي ارتفاع أعداد المتعطلين في دول المنظمة بحوالي13.4 مليون متعطل ليبلغ عددهم حوالي45.5 مليون متعطل في أغسطس2010, مقارنة بشهر يوليو2008. ويتوقع تقرير البنك الدولي ارتفاع الاستهلاك العالمي للبترول بحوالي2.36% خلال عام2010, مقارنة بعام2009 بسبب ارتفاع الطلب العالمي للبترول ليبلغ حوالي1,99 مليون برميل/ يوم خلال عام2010. ووفقا لتقرير البنك الدولي سيرتفع الطلب العالمي للبترول لمنطقة أمريكا الشمالية بحوالي1,74%, بالإضافة إلي توقع ارتفاع استهلاك البترول لمنطقة أمريكا اللاتينية بحوالي2.12%, كما يتوقع ارتفاع الطلب من جانب الدول الأوروبية الأعضاء في منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية بحوالي1,06%, كذلك يتوقع ارتفاع الطلب. ويتوقع تقرير مؤسسة' الأعمال الدولية' ارتفاع معدل النمو الحقيقي السنوي لدول شرق آسيا الناشئة ليسجل8.9% خلال عام2010, مقارنة بحوالي7,3% خلال عام2009.