اعتمد المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم للمسلمين خارج العالم الإسلامي، في ختام اجتماعه الرابع عشر المنعقد في روما، أمس، وثيقة (المضامين الإعلامية الغربية حول الإسلام في ضوء القوانين الدولية) التي أعدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " إيسيسكو". ودعا المنظمة إلى بلورة وثيقة دولية حول (الوساطة الثقافية لتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات)، تعزز جهود المنتظم الدولي في التحالف بين الحضارات في تحقيق السلم والأمن الدوليين، والتقريب بين أتباع الأديان والثقافات. كما دعا الإيسيسكو إلى عقد دورات تدريبية لفائدة رؤساء وأطر المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية خارج العالم الإسلامي للتكوين على مهن الوساطة الثقافية في المجالات الثقافية والأسرية والمهنية والدينية والتربوية، ومواصلة عقد دورات تدريبية لتأهيل الأئمة والمرشدين الدينيين ضمن توجهات برنامج الإيسيسكو لتكوين الأئمة على قيم الحوار والوسطية والاعتدال. وأشاد الاجتماع بجهود الإيسيسكو في مجال تعليم اللغة العربية، ودعاها إلى مواصلة عقد دورات تدريبية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وزيادة عدد المدرسين الموفدين، وزيادة عدد المنح المخصصة للطلبة، وتوزيع كتب تعليم اللغة العربية لفائدة المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية خارج العالم الإسلامي. فيما أدان الاجتماع الحملات الإعلامية المنتظمة للإساءة إلى الإسلام والمسلمين وازدراء الأديان، ودعا إلى سن قوانين دولية زجرية ضد كل أشكال الإسلاموفوبيا التي تنتهك الكرامة الإنسانية، وتشجع على الكراهية والعنصرية، وتهدد السلم العالمي وتقوض الاجتماع الإنساني. وأكد على أهمية مواصلة تنظيم دورات تدريبية للإعلاميين العاملين في المؤسسات الإعلامية الإسلامية خارج العالم الإسلامي بالتنسيق مع لجنة الإعلام التابعة للمجلس الأعلى خلال سنتي 2014-2015، للاستفادة من المنهاج الدراسي حول تقنيات تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية الذي أعدته الإيسيسكو. ودعا الاجتماع الجاليات والأقليات المسلمة في أوروبا إلى تطوير وتعزيز ثقافتها القانونية ذات الصلة بمجال الإعلام وحقوق الإنسان، بما يسمح لها بالدفاع عن هويتها وثقافتها الإسلامية في إطار القوانين والمعاهدات الدولية المتعارف عليها. كما دعا المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية للاستفادة من التجارب الناجحة ومشاركتها مع المراكز الثقافية المماثلة. وحث الإيسيسكو ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات إلى التعاون في تنفيذ برامج وأنشطة مشتركة لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين وخطتها التنفيذية في أوروبا. ودعا الإيسيسكو إلى القيام بحملة لحثِّ حكومة الأندلس، ولجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، ولجنة التراث في العالم الإسلامي التابعة للإيسيسكو على العمل لمنع تفويت ملكية جامع قرطبة المسجل على لائحة التراث الثقافي الإنساني إلى أسقفية قرطبة، والعمل على جعل هذه المعلمة الحضارية العالمية فضاءاً مفتوحاً يحترم الحقوق الثقافية التاريخية، والإرث الحضاري الإنساني المشترك. كما دعا المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية خارج العالم الإسلامي إلى متابعة هذه الحملة مع وزارات الثقافة للحفاظ على التراث الثقافي الإسلامي في دولهم. وأوصى الاجتماع بعقد الاجتماع الدوري لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في جنوب شرق آسيا والمحيط الهندي في سنغافورة، وتخصيص موضوعه لموضوع الإسلاموفوبيا في هذه المنطقة، ودعم برنامج التربية على قيم السلم من خلال الفن، ودعم المشاريع الفنية المعتمدة على وسائل الاتصال الحديثة، وتوجيه برامج رياضية، وإقامة دورات للتكوين على ثقافة الحوار لفائدة المسلمين الجدد والشباب المسلم من أجل التربية على قيم الحوار والوسطية والاعتدال، والعمل على إعداد قيادات شبابية لنشر هذه القيم. ورحب بعقد الإيسيسكو الاجتماع العاشر لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أمريكا اللاتينية والكاريبي في جمهورية بيرو خلال سنة 2015. ودعا الإيسيسكو إلى التعاون مع صندوق الثقافة والتربية والعلوم الإسلامي في روسيا الاتحادية لعقد الاجتماع التأسيسي لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في روسيا وآسيا الوسطى، بالتزامن مع عقد الدورة الخامسة عشرة للمجلس الأعلى في إحدى المدن الروسية. كما دعا إلى إنشاء كرسي الإيسيسكو في الحضارة الإسلامية واللغة العربية في الجامعة الروسية في مدينة أوفا في روسيا الاتحادية. ودعا الاجتماع المنظمة إلى عقد دورتين في السنة للمجلس الأعلى، واحدة في مقر المنظمة، والثانية خارج بلاد المقر. ونوه الاجتماع بالندوة الدولية التي ستنظمها الإيسيسكو بالتنسيق مع جمعية "إعلاميات عربيات" في مقر مجلس الشيوخ الفرنسي في موضوع دور النساء الأورومتوسطيات في تعزيز الحوار بين الثقافات خلال شهر أكتوبر 2014 .