دعا الخبراء المشاركون في الندوة الدولية حول (الإيسيسكو والمسلمون في الغرب) التي اختتمت أعمالها اليوم في مدنية شفشاون (شمال المملكة المغربية)، إلى العمل على صون المقومات الثقافية للمسلمين خارج العالم الإسلامي، عن طريق تعزيز وعي الأجيال الجديدة بثقافتها الإسلامية وتعليمها اللغة العربية من خلال استراتيجيات محكمة، وبرامج مستمرة بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات العاملة في هذا المجال. وأكدوا أهمية مدِّ جسور التواصل مع الكفاءات المسلمة خارج العالم الإسلامي وإشراكها في بنائه بخبراتها واستشاراتها، واستكمال قواعد البيانات الراصدة لتخصصات هؤلاء الخبراء وعناوينهم. ودعوا إلى مواصلة التصدي للحملات الإعلامية المنظمة والمتواصلة في الغرب للتخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، والتي تهدف إلى تهييج الرأي العالم العالمي ضد الإسلام والمسلمين، وردعها عن تحقيق أهدافها الهدامة، وتحذير العالم من تفاقم خطرها على المصالح العامة لجميع الأطراف، وذلك من خلال عمل إعلامي محكم. وأوصى الخبراء بتعزيز التواصل بين الإيسيسكو والمراكز والجمعيات الإسلامية في الغرب، من أجل العمل على تنفيذ الأنشطة الثقافية والتربوية لتدعيم العمل الثقافي الإسلامي وفق الاستراتيجيات والبرامج والأنشطة المقررة في هذا المجال. ودعوا إلى تعزيز الاتصال بوسائل الإعلام المختلفة للتعريف بالثقافة الإسلامية ودورها في البناء الحضاري والتعايش الإنساني والحوار الثقافي، وأثر ذلك على السلم العالمي ومقاومة العنصرية وثقافة الكراهية والإقصاء. كما دعوا الإيسيسكو إلى تكثيف تنظيم الدورات التدريبية لفائدة الصحافيين، استناداً إلى منهاجها الدراسي حول معالجة الصور النمطية عن الإسلام في وسائل الإعلام الدولية. وأكد الخبراء أن الحاجة أصبحت ماسة للشروع في مرحلة جديدة من التوعية بأهمية دور التقريب بين المسلمين ومذاهبهم ومؤسساتهم في عمل مشترك على مختلف الأصعدة للتعريف بثوابت الإسلام وثقافته وأثرها في إسعاد البشرية، وإبراز النموذج الحضاري الإسلامي للعالم من خلال استعادة الأمة لذاتيتها الثقافية الواحدة. وأشاد الخبراء بالجهود الكبيرة التي قامت بها الإيسيسكو في هذه المجالات، ودعوا إلى تعزيزها وتكثيفها، لما لها من آثار إيجابية في التعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية، وتعزيز التواصل والتعاون بين المؤسسات والهيئات الإسلامية في الدول الغربية. وأكدوا على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الزجرية في حق وسائل الإعلام السمعية والبصرية والإلكترونية والمطبوعة المحرضة على أعمال العنف والكراهية للمسلمين، والتعصب والتمييز ضد الدين الإسلامي، واستهداف القرآن الكريم والرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وانتهاك حرمة المساجد، تنفيذا للقرار الأممي 224/65 بشأن مناهضة تشويه صورة الأديان. ودعوا المنظمات الحكومية وغير الحكومية وجهات الاختصاص القضائية في العالم الإسلامي إلى رفع دعوى ضد كل شخص أو مؤسسة تسيء إلى الإسلام ورموزه لدى المحاكم الدولية المختصة، مذكرين بسوابق في إصدار قوانين ضد من يسيء إلى جماعات خاصة مثل قانون تجريم معاداة السامية. كما دعوا القائمين بالاحتجاجات في العالم الإسلامي على الفيلم المسيء للرسول الكريم وغيره من الأعمال، إلى الهدوء وضبط النفس، وعدم اللجوء إلى العنف والتخريب، ونهج أسلوب الحكمة والتبصر في إدانة الأعمال التي تمس الدين الإسلامي ورمزوه بأسلوب حضاري لا يسيء إلى المسلمين ولا يرسخ الصورة النمطية عنهم لدى أعدائهم، واللجوء بدلاً من ذلك إلى رفع قضايا قانونية ضد من يسيء إلى الإسلام وإلى قيمه. وشددوا على ضرورة أن يعمل المسلمون بشكل متضامن ومتكامل على التعريف بالإسلام ورسوله (صلى الله عليه وسلم) في حملة إيجابية لمقاومة الإساءة للإسلام، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، تتجاوز حملات الاستنكار والشجب وأعمال العنف والشغب. ودعا الخبراء الإيسيسكو إلى عقد ندوة دولية حول " تجديد الخطاب الإسلامي في الغرب"، وورشات تكوينية في مجال الحوار، و" آليات تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين في الكتب والمناهج الدراسية الغربية ".