تسجيل رغبات 92 ألف طالب في تنسيق المرحلة الأولى.. والأدبي يتصدر| فيديو    رسميًا.. منح مجانية لطلبة الثانوية العامة في الجامعات الخاصة والأهلية (الشرروط)    وزير الدفاع يلتقي عددًا من مقاتلي الجيش الثاني الميداني وكلية الضباط الاحتياط ومعهد ضباط الصف المعلمين    وزير العمل يعلن بدء إختبارات المرشحين لوظائف بالأردن    وزير الخارجية ورئيس هيئة الرقابة المالية يشهدا توقيع برتوكول تعاون بين الوزارة والهيئة بشأن المصريين بالخارج في إطار مبادرة "تأمينك في مصر"    بنك QNB مصر يشارك في تحالف مصرفي من ستة بنوك يمنح تمويلًا مشتركًا    رئيس الوزراء يوجه بسرعة سداد المديونيات المستحقة لهيئة الشراء الموحد    الجريدة الرسمية تنشر قرار الحد الأدنى لأجور الموظفين والعاملين بالدولة    محافظ الغربية يعتمد الأحوزة العمرانية لعدد من العزب    البورصة تتلقى طلب قيد أسهم شركة أرابيا للاستثمار والتنمية بالسوق الرئيسي    هذه الأسلحة الفاسدة..!!    دمشق تعلن تشكيل مجلس الأعمال السوري التركي    التجويع وضمير الإنسانية    شهيدان جراء استهداف الاحتلال لعناصر تأمين المساعدات شمال غربي غزة    باكستان وإيران يؤكدان ضرورة رفع التبادل التجاري ل 10 مليارات دولار    »مكتب استعلامات« في فنادق إقامة منتخبات بطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عام    سون يقترب من الانتقال إلى لوس أنجلوس الأمريكي    إصابة ميسي تثير القلق في إنتر ميامي    إنفانتينو يشيد بالدعم المصري لكرة القدم ويثمن اتصال رئيس الوزراء    إنتر ميلان يقدم عرضًا جديدًا ل أتالانتا لضم لوكمان    رغم حرارة الجو وارتفاع الأمواج.. شواطئ الإسكندرية تكتظ بالمصطافين وسط تأمين وإنقاذ مشدد    3 أيام صيف حار.. طقس المنيا ومحافظات الصعيد غدا الإثنين    اختبارات للطلاب المتقدمين لمدرسة التكنولوجيا التطبيقية بالعريش    بحضور وزير الثقافة.. انطلاق احتفالية توزيع جائزة المبدع الصغير    سينتيا خليفة بطلة فيلم «سفاح التجمع» مع أحمد الفيشاوي    وزير الخارجية للقاهرة الإخبارية: مصالح المصريين بالخارج ضمن أولويات الدولة    وفاء حامد: تراجع الكواكب يُنذر بمرحلة حرجة.. وأغسطس يحمل مفاجآت كبرى    الهلال الأحمر يطلق حملة للتبرع بالدم بالتعاون مع سفارة إندونيسيا    رئيس الوزراء يتابع جهود دعم صناعة الدواء في مصر    البروفة الودية الأخيرة.. ماييلي يقود هجوم بيراميدز في مواجهة أسوان    وزير الثقافة يُكرّم الفائزين بجوائز الدولة للمبدع الصغير (تفاصيل)    تأجيل محاكمة 11 متهما بخلية التجمع    في يوم مولده.. اللواء محمود توفيق.. حارس الأمن ووزير المعارك الصامتة    نائب وزير الصحة يبحث مع ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان ملفات العمل المشتركة    "ائتلاف نزاهة" يُنهي برنامجه التدريبي استعدادًا للمتابعة الميدانية لانتخابات الشيوخ    إعدام ربة منزل وزوجها استدرجا شخصا بزعم إقامة علاقة غير شرعية وقتلاه بالخانكة    طرحة عروس و"كروب توب".. هاجر الشرنوبي تتألق في أحدث ظهور لها    حسن الرداد يكشف سبب اعتذاره عن «سفاح التجمع»    أمينة الفتوى: فقدان قلادة السيدة عائشة كانت سببا في مشروعية التيمم    برلمانية إيطالية: ما يحدث في غزة مجزرة تتحمل إسرائيل مسؤوليتها الكاملة    بالدموع والدعاء.. تشييع جنازة بونجا حارس وادي دجلة في الإسماعيلية- فيديو وصور    مدرب بروكسي: مصطفى شلبي أفضل من صفقات الزمالك الجديدة    غذاء الكبد والقلب.. طعام سحري يخفض الكوليسترول الضار    توقيع الكشف الطبي على 837 مواطن بقرية منشأة مهنا بالبحيرة    68 لجنة تستعد لاستقبال الناخبين في انتخابات الشيوخ بالبحر الأحمر غدًا    وزيرة التضامن تكرم رئيس جامعة سوهاج وطلابه الفائزين بمشروعات رفيقي والوسادة الإلكترونية    راغب علامة يؤكد احترامه لقرارات النقابة.. ومصطفى كامل يرد: كل الحب والتقدير    مصر تواصل أعمال الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة    رئيس الوزراء يشهد فعاليات افتتاح النسخة السادسة من مؤتمر المصريين بالخارج    200 مليون جنيه لدعم التأمين الصحى لغير القادرين فى موازنة 2025/2026    خصم 10 أيام من رئيس جمعية زراعية لتراخيه في مواجهة التعديات ببني سويف    ماس كهربائى يتسبب فى حريق مركب صيد بدمياط دون خسائر بشرية    إعلام يابانى: طوكيو تعزف عن الاعتراف بدولة فلسطين مراعاة لواشنطن    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الأحد 3 أغسطس 2025    «فتوى» برائحة الحشيش    أحمد كريمة: قائمة المنقولات لإثبات حقوق الزوجة ومرفوض تحويلها لسيف على رقبة الزوج وسجنه (فيديو)    دعاء الفجر | اللهم فرج همي ويسّر لي أمري وارزقني رزقًا مباركًا    "الدنيا ولا تستاهل".. رسالة مؤثرة من نجم بيراميدز بعد وفاة بونجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن بين احتمالات الحرب الأهلية .. او الخروج الآمن من الأزمة / عمر رفاعي
نشر في محيط يوم 05 - 06 - 2011


اليمن ..
بين احتمالات الحرب الأهلية .. او الخروج الآمن من الأزمة


*عمر رفاعي

الاتهامات صارت الحديث الأكثر تداولا علي الساحة اليمنية منذ اندلاع الأزمة قبل أربع أشهر ولعل أخطرها اتهام أتباع الشيخ صادق الأحمر- زعيم قبائل حاشد - الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح بجر البلاد الي الفوضى وإغراقها في اتون حرب أهلية .

إضافة الي تهديد صالح بذلك . ولعل رفض الرئيس اليمنى المبادرة الخليجية كانت بمثابة الضربة القاضية لكل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة سلميا .

والتساؤل الذي يطرح نفسه الان ما هي مدي صحة تلك الاتهامات الخاصة بضلوع صالح في التخطيط لجر اليمن لحرب اهلية؟ وماهي مؤشرات تلك الحرب ان وجدت وأشكالها ؟

وماهي انعكاساتها علي منطقة الخليج ؟ وماهو التصور الذي يمكن ان يكون مخرجا لحل الأزمة ؟ وكيف يمكن قراءة التطور الخطير الذي وقع يوم الجمعة الثالث من يونيو.

اولا : مدي صحة الاتهامات الموجهة للرئيس اليمنى لجر البلاد الي حرب أهلية

اكد صالح في تصريحاته علي مدار الأزمة ان البديل لخروجه من الحكم هو الفوضي والحرب الاهلية وذلك يمكن قراءته في الآتي :

? مهاجمة الرئيس اليمنى لمنزل الشيخ صادق الأحمر في صنعاء في محاولة لاستثارة القبائل وتحريضها على بعضها، وذلك لخروج اليمن من الثورة السلمية الي الحرب الأهلية، فقد اسفرت المعارك عن 39 قتيلا في اشتباكات بين القوات اليمنية وأنصار الأحمر في صنعاء.

حيث اكدت مصادر رسمية ان مسلحي الاحمر سيطروا على مكتب النائب العام في صنعاء بمساعدة من قوات الجيش التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، وذكر موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع في رسالة نصية ان عناصر من انصار الشيخ صادق الاحمر سيطروا على دوار 14 اكتوبر الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من دار الرئاسة .

وذكر شهود ان معسكر اللواء الرابع في الجيش الواقع بالقرب من مبنى الاذاعة والتلفزيون تعرض لقصف مباشر بالقذائف خلال الليل فيما استهدف مبنى وزارة الداخلية بقذائف صاروخية.

وكان المقاتلون القبليون قد سيطروا ايضا على مقر اللجنة الدائمة للحزب الحاكم في حي الحصبة فيما اكد شهود ان الحرس الجمهوري استقدم تعزيزات عسكرية الى الحي الذي اغلقت الطرقات المؤدية اليه بواسطة حواجز نصبها طرفا القتال.

? استخدام الرئيس صالح لجميع اشكال العنف مع كل معارضيه فهناك وحدات في القوات الخاصة والحرس الجمهوري والأمن المركزي وبعض " البلطجية " الذين ينتمون إلى النظام، موجودون في العاصمة صنعاء.

وهي المدينة الوحيدة التي لا زال صالح يسيطرعلى جزء منها ويوجه ضرباً عشوائياً على الحي الشمالي بالمدينة لترويع الأهالي والمواطنين وتخويفهم.

? استعانة الرئيس علي عبدالله بعناصر القاعدة لخلق اضطرابات أمنية في المنطقة ليصدرها للمنطقة انتقاما من خلعه عن الحكم.

من خلال استخدام عناصر تنظيم القاعدة، التي لها اتصالات مع جهاز الامن السياسي في اليمن ودفعها لاحتلال مدينة زنجبار الجنوبية والقريبة من محافظة ابين، لتفجير الاوضاع الامنية وتهديد دول الجوار بهذه الاضطرابات .

ولعل البيان رقم (1 ) الذي أصدرته قوات متمردة من الجيش اليمني " متهمةً الرئيس صالح ب"تمزيق المؤسسة العسكرية" وتسليم محافظة أبين ل"جماعات إرهابية" يؤكد ما سبق .

وكان البيان قد اتهم الحكومة اليمنية بالسماح "للإرهابيين والبلطجية" بالسيطرة على المحافظات الجنوبية بعد أن أفادت تقارير بأن مسلحين، وصفهم النظام اليمني بأنهم من مقاتلي القاعدة ومتشددين إسلاميين، سيطروا على زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن.

وحسب التقارير فقد سقطت مدينة زنجبار في قبضة هؤلاء المسلحين فيما أسفرت المواجهات الدامية في المدينة عن مقتل 23 شخصا على الأقل حسب وكالة "فرانس برس".

وسط اتهامات للرئيس علي عبد الله صالح ب"تسليم" المنطقة للمسلحين. ويبدوان حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع وسط حركة نزوح كثيفة إلى مناطق أخرى في الجنوب.

وفي السياق نفسه جاءت اتهامات وزير الداخلية اليمني السابق حسين محمد عرب لنظام الرئيس علي صالح ب"دعم تنظيم القاعدة" عبر "تسليمه" عددا من المدن بمحافظة أبين ما أدى إلى سيطرة التنظيم على زمام الأمور في زنجبار.

وكذلك لا يعتبر الصحافي اليمني سعيد الصوفي هذه الاتهامات جديدة "مؤكدا ان الرئيس صالح دأب على التهديد بأن القاعدة هي التي ستخلف نظام حكمه". و أن الجماعات التابعة للقاعدة "تُمَول من القصر الجمهوري" في اليمن.

? محاولة اغتيال الرئيس اليمني اثارت العديد من علامات الاستفهام التي لا توفرها الاتهامات المتبادلة بين السلطات الرسمية، وبين معارضي الرئيس صالح، بالوقوف وراء الحادث.

فاتهام السلطات الرسمية لأنصار الشيخ صادق الأحمر بالوقوف وراء عملية القصف الذي تعرضت له دار الرئاسة، لا يبدو مقنعا بالنظر الى الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة على دار الرئاسة، وخصوصا في ظل الأوضاع الراهنة .

وفي المقابل لا يبدو اتهام معارضي الرئيس صالح، له شخصيا بتدبير الحادث مقنعا لانه لا يمكن لأي عاقل أن يدبر عملية لاستهداف نفسه، حتى وإن كان لديه الاستعداد للتخلص من بعض معاونيه .

? بالنظر الى تصريحات المسئولين الرسميين، حول حقيقة إصابة الرئيس اليمني نجدها متضاربة، بين الطفيفة والخطيرة فلا يوجد هناك أي نفي رسمي لإصابته خاصة وان كبار مسئولي حكومته تعرضوا لإصابات خطيرة، أدخل عدد منهم بسببها إلى العناية المركزة، فضلا عن مقتل ثلاثة من حرسه الخاص .

كما أن دقة التنفيذ في هذه العملية، تعتبر دليلا آخر على أنها من تدبير جهة أخرى غير أنصار الأحمر، حيث أكد خبراء عسكريون، بأنه من المستحيل أن يتم تنفيذ مثل هذه العملية وبهذه الدقة، دون أن تكون لدى الجهة المنفذة معلومات دقيقة، عن طبيعة تحركات الرئيس صالح، وحول موقعه بالتحديد في دار الرئاسة.

فضلا عن ضرورة أن تكون لديها القدرة على عدم إثارة ريبة السياجات الأمنية المتعددة المحيطة بالقصرالرئاسي قبل تنفيذ العملية وجميع هذه المتطلبات لا يمكن لأنصار الأحمر توفيرها قبل تنفيذ العملية .

ثانيا : احتمالات الحرب الاهلية :

طبيعة اليمن الجغرافية والسكانية تجعلها مادة خصبة لاي تحركات تصب في اتجاه حرب اهلية وفي هذا الاطار يمكن الاشارة الي وجهتي نظر لفريقين احدهما يرجح نشوب حرب اهلية والآخر يستبعد ذلك.

(1) الرؤية التي ترجح حدوث حرب اهلية

يري هذا الفريق ان مستقبل الأزمة الراهنة في اليمن قد يؤدي الي إمكانية دخول البلاد في أتون حرب أهلية نظرًا لفشل المبادرة الخليجية وكافة الجهود المبذولة لحل الازمة سلميا .

وفي هذا السياق قال المحلل الامني المقيم بدبي تيودور كاراسيك "يبدو أننا تجاوزنا نقطة اللاعودة هنا." مؤكدا ان الوضع مثل ليبيا. ويستند هذا الفريق بان لليمن بيئة وثقافة وتقاليد تتوافر فيها عوامل متعددة تشكل بمجموعها مخاطر تهدد بحرب أهلية، ومنها :

? الحراك الجنوبي الذي يدعو إلى الانفصال

? الحوثيون الشيعة

تعد حركة الحوثي قوة طائفيَّة مسلحة تهيمن على موقع جغرافي يؤهلها لخوض حرب مسلحة في سبيل فرض هيمنتها كقوة عسكرية وسياسية في بعض محافظات شمال الشمال، في صعدة والجوف مثلاً.

وهذا قد يدفع بعودة المواجهات مع القوى القبلية والمذهبية التي تختلف مع أجندة الحركة ومطامعها. والمخاطر المترتبة من لغة الاستقطاب المذهبي الحاد الذي تنتهجها في أدبياتها تجاه القوى السُّنِّية في اليمن بكافة أطيافها.

? تنظيم القاعدة

يعد التطور الاهم في الحرب الدائرة حاليا في اليمن بين الرئيس علي عبدالله صالح وخصومه المطالبين بتنحيه عن الحكم، وارساء دعائم نظام ديمقراطي في البلاد هو سيطرة القاعدة في اليمن على مدينة زنجبار عاصمة ابين في جنوب اليمن، بعد طرد القوات الحكومية على وجه الخصوص .

الامرالذي اتاح الفرصة للجماعات الاسلامية المتشددة من تعزيز سلطتها في المناطق الجنوبية، ، مستفيدة من انهيار هيكلية الدولة، ومقوماتها الاساسية.

? انتشار الاسلحة لدى الأفراد والتنظيمات والقبائل

توفر السلاح وطرق الإمداد للتسلح، ووجود دعم مادي ومالي للأطراف المختلفة يتيح مناخًا ملائمًا لاشتعال شرارة الحرب الأهلية في حال اصبحت المصالح الخاصة هي المنطق الغالب في تعامل الأطراف السياسية والاجتماعية في ما بينها.

فالمجتمع اليمني تسيطر عليه العصبيَّة القبلية والحميَّة، وبرغم الصورة السلميَّة التي تطغى على المشهد العام اليوم، فإنَّ التخطيط للمشاريع المستقبلية الخاصة حاضر بقوة وترافقه عمليات تسلح واستعداد لأي تحوُّل في طبيعة الأزمة.

اضافة اذا ما اعتبرنا اليمن منطقة عبور لتجارة الأسلحة وسوقًا للبيع والشراء ومخرنًا ضخمًا له، فهي بهذه المعطيات تمثل قنبلة موقوتة تنذر بامكانية نشوب حرب اهلية .

(2) الرؤية التي تستبعد حدوث حرب اهلية

تستند اصحاب الرؤية الي الآتي :

? التزام الحركة الاحتجاجية في اليمن بمبدأ سلمية الاحتجاجات

يري غونتر أورت - الخبير الألماني في الشؤون اليمنية- في حديث مع دويتشه فيله إنه "لا يرى أن اليمن يتجه بشكل فعلي إلى حرب أهلية رغم أن الكثير من المراقبين الأجانب للشأن اليمني قد توقعوا سقوط اليمن في كارثة الحرب الأهلية.

ويبرر أورت موقفه بالقول: "لقد التزمت الحركة الاحتجاجية في اليمن ومنذ البداية بمبدأ سلمية الاحتجاجات. وهو دليل على وعي عميق لدى الكثير من الشرائح في المجتمع اليمني.

كما هو دليل أيضا على القناعة بأن العنف لا يؤدي إلى نتيجة". ويشير غونتر أورت إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح قد "خسر كل أوراقه داخليا وإقليميا ودوليا".

ويتفق الدكتور محمد أحمد المخلافي مع غونتر أورت على أن "الشباب الثائر" يشكلون الدعامة الأساسية لتغيير سلمي في اليمن بعيدا عن ويلات و مآسي الحرب الأهلية.

في هذا السياق يقول فهد المنيفي، المنسق الإعلامي لشباب الثورة في صنعاء في حديث مع دويتشه فيله " إن ما حدث في الأيام الأخيرة زاد الشباب حماسا وإصرارا وصلابة في ساحات وميادين البلاد".

ويشير المنيفي إلى أن صراعات الأيام الأخيرة أكدت "صحة وجهة نظر الشباب فيما يخص أهمية الاحتجاجات المستمرة لأكثر من 100 يوم". ويضيف المنيفي " لقد كنا مقتنعين بأن النظام سيقود البلاد على آتون حرب أهلية".

مشيرا في نفس الوقت إلى أن تسمية يوم الجمعة (27/أيار مايو) بجمعة "سلمية الثورة" إنما هو تأكيد على نهج الشباب "الثائر" الذين طالبوا منذ البداية ومازالوا يطالبون حتى اليوم بالرحيل الفوري للنظام.

و أوضح المنيفي أن "يوم جمعة سلمية الثورة" قد شهد انضمام العديد من رجال النظام، و خصوصا أفراد الحرس الجمهوري الموالي للرئيس صالح إلى ساحات التغيير وميادين الحرية في معظم مدن البلاد.

? العنف الراهن لا يرقى لمستوي الحرب الاهلية

الصراع القائم والانقسام في المجتمع لا يرتقيان إلى مستوى حرب أهلية نتيجة لوعي الشعب اليمنى لمخاطر الحروب الاهلية والصراعات المسلحة التي له باع طويل عاني عبر المراحل التاريخية من ويلاتها .

كما ان الواقع القبلي بصورته التقليدية الراهنة لم تعد موجودة في اليمن إلاّ في بعض المناطق في شمال الشمال مع أن حوالي ثلثي سكان المناطق الشمالية في اليمن يعودودن في أصولهم إلى القبائل إلاّ أن تسرُّب مفاهيم الحداثة والعولمة في المدن اليمنية الكبرى ساهمت إلى حد بعيد في خلخلة هذه الصورة الجامدة للقبيلة اليمنية.

? الترابط القوي بين الجيش والقبائل

قيادات الجيش من ابناء القبائل.الجيش هو القبيلة والقبيلة هي الجيش منذ اواسط التسعينيات من القرن الماضي، الامر الذي يستبعد الدخول في حرب اهلية مع المدنيين وهذا يفسر حالات الانشقاق لقادة عسكريين رفضوا الدخول في مواجهات مع الشعب .

ثالثا : اشكال وصور الحرب الاهلية المتوقعة :

? النزاعات القبلية

النزاعات القبلية وظاهرة الثأر المتوارثة الفردية والجماعية من اخطر التحديات التي تتعرض لها اليمن بين الحين والاخر فقد ظلت مشتعلة خلال الفترات السابقة ولا زالت موجودة في محافظات الجوف ومأرب وذمار ومحافظة صنعاء وغيرها .

وتأتي على راس المخاطر التي يمكن ان تتفجر في ضوء تطورات الاوضاع الراهنة بين قوات المعارضة والقوات الموالية لنظام الرئيس علي عبدالله صالح وحالة التصعيد التي تزداد وتيرتها يمرور الوقت .

فالخلافات القبلية والعائلية تتفشى بشكل كبير داخل القبيلة الواحدة وبين القبائل المختلفة وبين القبائل والحكومة وتتعدد اسبابها ما بين خلافات بشان بئر نفطية او مصادر المياه او جرائم الانتقام.

وما يزيد من خطورة ذلك هو فشل نظام عبدالله صالح في حل تلك القضايا مما ادى الى بقاء الخلافات وتأجيج تلك النزاعات وعدم قيام الدولة بدورها الدستوري والقانوني للتعامل مع هذه القضايا الخطيرة .

الامر الذي يعكس مدى صعوبة الحالة التي قد تصل اليها البلاد من الفوضى حال تطور الموقف ودخول البلاد في حرب اهلية خاصة مع امتلاك بعض القبائل لاسلحة ثقيلة ومتطورة. ومايزيد من خطورة الموقف وجود قادة عسكريين لايمكن تجاهل انتماؤتهم القبلية في ظل هذه الازمة .

? الانقسام الجغرافي

تتصاعد دعوة انفصال الجنوب عن الشمال بين الحين الاخر من جانب الجنوبين منذ مارس 2006 احتجاجا على ممارسات السلطة المركزية في الشمال الرامية لنهب ثروات الجنوب اليمني لصالح الشمال .

وازدات هذه الموجة مع تمرد الحوثيين في شمال اليمن واستمرار اتهامات حزب المؤتمر الشعبي الحاكم لقوى الحراك الجنوبي بتنفيذ أجندات أجنبية هدفها إقلاق أمن المجتمع اليمني واستقراره ازداد اصرار الجنوبيين على المطالبة بالانفصال .

حيث تصاعدت حدة التوتر خلال الشهور الأخيرة في اليمن وسادت موجة من الاضطرابات أنذرت بحرب أهلية، فما أن يهدأ اضطراب إلا ويشتعل أخر، وذلك مع ازدياد هجمات نسبت لتنظيم القاعدة خلال العامين المنصرمين .


وكان الرئيس اليمني على عبد الله صالح قد وقع اتفاقية الوحدة اليمنية مع علي سالم البيض رئيس الشطر الجنوبي في الثاني والعشرين من مايو 1990، وبموجب هذه الاتفاقية أصبح الشطران يمنا واحدا، وأصبح صالح رئيسا لليمن الموحد، والبيض نائبا له .

? التمييز الطبقي

توجد شريحة اجتماعية كبيرة مهمشة تعيش على خارج حدود الحياة الإنسانية، في ظل تمييز اجتماعي، كما هي الحال مع طبقة الأخدام الذين يمكن إدخالهم في الصراع لحساب طرف على آخر.

رابعا : انعكاسات الازمة اليمنية علي المنطقة

ثمة مخاطر كبيرة باتت تسيطر علي المنطقة من تداعيات اعمال العنف في بلد تحتل موقعا جغرافيا مميزا حيث تشرف على ممر باب المندب البحري ذي الأهمية الاستراتيجية الفائقة للتجارة العالمية .

لذا من المرجح أن تحاول السعودية ممارسة مزيد من الضغط على صالح للتنحي تفاديا لكارثة في دولة يملك نصف سكانها البالغ عددهم 23 مليون نسمة سلاحا.

وترتبط السعودية بعلاقات قديمة وقوية بالقبائل اليمنية مما يؤهلها للعب دورا محوريا في الازمة الامر الذي يؤكد التساؤل بشان قدرة دول الخليج عن اسقاط النظام اليمنى بقيادة علي صالح من خلال اسقاط الدعم الاقتصادي عنه .

ام ان المسالة تدور في المفاضلة بين نظام صالح والبديل بالمعارضه الذي بات مؤكدا انه لايوجد بديل قوي حتى الان يلبي تطلعاتها ومصالحها .

واخيرا

مهما كان الثمن غاليا تبقى حرية الشعب اليمني هي الأغلى ويبقى على دول الخليج أن تعي أن الفقر في هذا الركن هو بمثابة القنبلة الموقوتة التي تهدد كياناتها .

ويظل الاستيعاب داخل منظومة مجلس التعاون الخليجي هو الأنسب لتفادي ما يمكن أن يترتب على الاوضاع الاقتصادية والسياسية في اليمن وفيما يتعلق بالأزمة الراهنة فإن مبادرة تتفادى أخطاء المبادرة السابقة يمكن أن تؤدي إلى مخرج آمن لجميع الأطراف.


*باحث مصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.