تتعرض الفتيات ذوات البشرة السمراء لظلم حقيقي في كثير من الأحيان، حيث يعتقد الآخرين عنهن صفات معينة بعيدة كل البعد عنهن، ولذلك قد تجد الفتاة السمراء تشابه بين بعض الناس في اعتقادهم عنها وتتكرر عليها أسئلة مشابهة عن طبيعة شعرها أو خصائص حياتها. ومقاييس الجمال في الحقيقة لا تتعلق بلون البشرة وإنما تتشابه الخصائص بين البشر بصورة لا يمكن تحجيمها بلون محدد، فنوع البشرة وحجم الملامح ونوع الشعر وقوام الجسد وغير ذلك إنما هي خصائص طبيعية عند كل البشر لا تعمم لدى اصحاب لون معين. وفيما يلي رصدت شبكة الإعلام العربية "محيط" معتقدات خاطئة تكاد تقترب من التعميم لدى الناس عن ذوات البشرة السمراء: الشعر المجعد: يعتقد كثير من الناس أن الفتاة ذات البشرة السمراء تمتلك شعرا مجعدا وقصيرا، وينبهرون إن وجدوا فتاة منهن شعرها ناعم وطويل أو ملون غير أسود، لأن اعتقادهم مبني على ما يرونه من شعر الأفريقيات الذين تتحكم ظروف بيئتهن في جفاف شعرهن. فمثلا تعرف الهنديات بالشعر البني الطويل الناعم، وأخريات بالشعر الأسود الداكن، وفي الدول العربية معظم السمراوات ذوات شعر ناعم. العيون العسلية: أنتِ سمراء إذا فليست عيونك ملونة.. هذه نظرة قد تكاد تقترب من التعميم، فيعتقد أن الفتاة السمراء يكون لون عينيها أسود أو درجات البني، ويتعجب الكثيرون عندما يرون سمراء بعيون خضراء أو زرقاء. مقاومة اشعة الشمس: يخطئ الكثير من المختصين في مجال الجلدية بوصف كريم حماية الشمس بدرجات قليلة للسمراوات، فكثيرا ما زعم المختصين بأن البشرة السمراء أقل تأثرا بأشعة الشمس وأكثر تحملا لها، وهو ما أثبت الواقع عكسه؛ فالفتاة السمراء يتغير لون بشرتها أسرع من غيرها لأن بشرتها تتشرب أشعة الشمس أسرع، في حين يوجد من السمراوات من لاتتأثر بشرتها بالشمس بشكل كبير، فهذا يعود لطبيعو وخصائص البشرة وليس لونها. وحاليا بدأ أطباء الجلدية في وصف كريم حماية من الشمس لا يقل عن 90 درجة للبشرة عامة. الشفاه الممتلئة: يتعجب البعض إن رأى فتاة سمراء تمتلك شفاه صغيرة غير تلك المعتقد أنها خاصة بالسمراوات، والحقيقة أن ذلك التصنيف لا ينطبق عليه كثير من البشر، فتجد منهم الغليظ الشفتين، وآخرين رقيقي الشفاه وهكذا. القوام غير المتناسق: أول انطباع يؤخذ على السمراوات الجسم النحيف المميز بعلامات محددة كطول الساقين وقصر الظهر، وهو أيضا اعتقاد خاطئ، فمن السمراوات من يكون جسدها ممتلئ أو متناسق جدا وكثيرات منهن كن ملكات جمال ومازالوا حتى الآن. البشرة الدهنية اللامعة: يعوز البعض لمعان البشرة لاسمرارها، فيعتقدون أنه من النادر أن تكون الفتاة سمراء بلا بشرة دهنية، فيما أبعد الواقع تلك الفكرة تماما بالكثيرات ذوات البشرة الصافية الناعمة غير الدهنية، كما تعاني أيضا بعض الفتيات الشقراوات أو ذوات البشرة البيضاء من دهون البشرة التي تفسد جمالهن. الألوان الفاتحة : نجد داخل معظم مراكز التجميل والكوافير معتقد سائد بأن السمراء يجب أن تحدد لها درجات فاتحة من المكياج كالاخضر والأصفر والبرتقالي وغيره لإبراز وجهها أفتح من حقيقته، وبالتالي توضع طبقات عميقة من المكياج لتفتيح البشرة، إلا أنها تظهر وجه الفتاة غير طبيعي وتظهر عيوب بشرتها أكثر بلا تناسق بين درجات ألوانه، ولعل المكياج الهادئ البسيط المخفي لعيوب البشرة والمعتمد على اظهار لونها نقيا صافيا طبيعيا أفضل بكثير من المبالغة. كذلك للمحجبات أيضا، تتلقى السمراء نصائح خاطئة من البعض باختيار حجاب لونه فاتح لتفتيح بشرتها وهذا ما ينطبق مع البعض والبعض الآخر لا، فتجد فتاة سمراء يبدو الأبيض عليها رائعا بينما فتاة أخرى أقل منها سمرة لا يليق الأبيض معها. وختاما فإن الجمال كائن في جميع البشر بدرجات نسبية لا تتعلق بلون أو بشكل فالجميع سواسية والجميل يرى الجمال الحقيقي في كل شيء.