يبدأ النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح غدا الأحد، زيارة رسمية - هي الاولى من نوعها - لدولة فلسطين تلبية لدعوة من نظيره الفلسطيني الدكتور رياض المالكي. وتأتي هذه الزيارة التي تعد تاريخية باعتبارها الاولى لمسؤول كويتي منذ عام 1967 لتضيف لبنة جديدة في صرح العلاقات الكويتيةالفلسطينية التي تمتد جذورها الى عشرات السنين حيث من المنتظر أن تثمر اطلاق اللجنة الفلسطينيةالكويتية العليا المشتركة . وكانت الكويت قيادة وشعبا قد احتضنت القضية الفلسطينية منذ نشأتها واعتبرتها قضيتها الأولى وأعلنت مساندتها للحق الفلسطيني بكافة الأشكال العربية والعالمية وفتحت الكويت أبوابها أمام الفلسطينيين وقضيتهم في فترة مبكرة من ثلاثينيات القرن الماضي - أي قبل استقلال الكويت - عندما استقبلت عام 1932 مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني في اطار جولة عربية لجمع التبرعات لإعمار المسجد الأقصى ، وبعد اندلاع الثورة الفلسطينية عام 1936 شكل أبناء الشعب الكويتي أول لجنة لمناصرة الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا حيث قامت اللجنة بجمع التبرعات المالية آنذاك وإرسالها الى الثوار في فلسطين . وكان الموقف الكويتي في حرب اكتوبر 1973 أكبر دليل على الارتباط الكويتي بالقضية الفلسطينية، حيث وقفت الكويت آنذاك موقفا مبدئيا وصارما وثابتا تمثل في اعلانها وقف تصدير النفط الى الدول المعتدية بالتضامن مع المملكة العربية السعودية وبالرغم من أن هذه الخطوة الخليجية التي شكلت منعطفا مفصليا في التاريخ العربي الحديث لم تستمر سوى فترة قصيرة فإن تداعياتها السياسية والاقتصادية استمرت سنوات طويلة بعد ذلك ، وفي تلك الفترة قدمت الكويت دعما لا متناهيا لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث رفعت مستوى مكتبها التمثيلي الى مرتبة سفارة ، واعتبرت ممثل منظمة التحرير في الكويت سفيرا حصل على كافة المزايا والتعاملات الرسمية لهذا المنصب . وأشار أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في القمة العربية ال25 التي استضافتها الكويت في مارس الماضي الى أهمية القضية الفلسطينية حيث أكد في كلمته أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . وأوضح أن الانتهاكات الاسرائيلية تقف عائقا أمام تحقيق السلام في المنطقة ، كما تصدرت القضية الفلسطينية (اعلان الكويت) الصادر عن القمة حيث أكد الاعلان أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للشعوب العربية ، مشددا على تكريس كافة جهودهم لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية في حدود الرابع من يونيو 1967.