قال رئيس حزب نداء تونس، الباجي قايد السبسي، مساء الجمعة، إن الأوضاع الصعبة التي مرت بها البلاد طيلة ثلاث سنوات بعد ثورة يناير، دفعته لتقديم ترشحه للاستحقاق الرئاسي، لافتا إلى أن التهديدات بتصفيته مازالت قائمة. وقال السبسي في كلمة أمام أنصاره في قصر المؤتمرات بالعاصمة تونس، تابعها مراسل "الأناضول"، إن "تصاعد التهديدات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية دفعتني للاستجابة لنداء الواجب والترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر المقبل". والثلاثاء الماضي قدم الباجي قائد السبسي أوراق ترشحه بشكل رسمي للهيئة العليا المستقلة الانتخابات. وأرجع السبسي أسباب ترشحه للانتخابات الرئاسية أيضا إلى "تراجع هيبة الدولة وتدهور عمل المنظومة الإدارية منتقدا بشدة أداء حكومة الائتلاف الثلاثي التي قادتها حركة النهضة بعد انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر 2011". وتابع: "عندما غادرت الحكم كان ظني أن البلاد بعد الانتخابات ستجد طريقها نحو الخروج من عنق الزجاجة لكن الأطراف التي حازت على أغلبية الأصوات في تلك الانتخابات حادت عن طريق الحق والكفاءة وهو ما دفع بالبلاد إلى أزمة خانقة". وفي عام 2011، شغل السبسي منصب رئيس وزراء لثالث حكومة تونسية بعد الثورة قبل أن يسلم مقاليد السلطة إلى حكومة الترويكا (ائتلاف حكومي ثلاثي) عقب انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي وصفها مراقبون بأول انتخابات ديمقراطية في تاريخ تونس. من جهة أخرى، قال السبسي إن "المصالح الرسمية والأمنية بالرئاسة قد أبلغته بوجود تهديدات تتربص بحياته من قبل أطراف فاعلة في أجهزة الدولة (رفض تسميتها)"، مضيفا أن "تونس تحتاج لوحدة جميع القوى السياسية في المستقبل لملاحقة الإرهاب والقضاء عليه نهائيا". وكانت الأجهزة الأمنية التونسية عززت مؤخرا إجراءات الحماية للشخصيات السياسية المهددة بالتصفية من بينها رئيس حركة نداء تونس الباجي، والقيادي بالجبهة الشعبية حمة الهمامي إضافة إلى عدد من السياسيين والنقابيين . ومنذ 2012 تلاحق الأجهزة الأمنية مجموعات مسلحة لاتهامها بالضلوع في ارتكاب عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة واغتيال سياسيين بارزين في مخطط كان يستهدف عديد الشخصيات السياسية والأمنية والنقابية والإعلامية.