اتجهت بعض شركات السياحة مؤخراً لتقسيط تكلفة الرحلات السياحية التي تنظمها، للخروج من أزمة تراجع القطاع السياحي المصري، متحدية الوضع والاضطراب الداخلي وما تشهده البلاد من ركود. ووجد المواطنون في هذه الفرصة المخرج الأسهل الذي يلجأ إليه الراغبون لمواجهة غلاء تكاليف رحلات الصيف التي تأخذ قدرا كبيرا من موازنتهم المالية. وبهذه الطريقة أصبح السفر متاحاً لذوي الإمكانيات المادية المحدودة، وأصبح القرار أسهل وأكثر راحة لمن يرغبون السفر إلى بلد الأحلام أو قضاء أوقات العطلة في رحلة العمر التي يصعب السفر إليها لارتفاع تكلفتها، وعلى الجانب الأخر لا يلجأ المواطن إلى الاقتراض من اجل السفر. وتبلغ تلك العروض ذروتها خلال موسم الإجازات والعطل الصيفية وتحظى بإقبال واسع من قبل شرائح اجتماعية عريضة وأهمها شريحة ذوي الدخل المحدود والأسر المتواضعة كما أنها تستهوي العائلات الميسورة لكن بمعدلات منخفضة. ومن ناحية أخرى هناك من لا يفضلون فكرة تقسيط الرحلات ويرون أن تلك العروض تريح المواطنين لأيام قليلة وبعد ذلك تدخلهم في دوّامة القروض والأقساط الشهرية لسنوات عدة، فيعودون من رحلتهم السياحية ليضيفوا هماً آخر إلى همومهم الشهرية وهو دفع سند تقسيط هذه الرحلة. ولكن، في النهاية، المستفيد الأساسي هو الشركات السياحية والفنادق التي توفّر هذه الخدمات بأقساط مريحة للعملاء. الخبراء: تساهم في حل الأزمة ورفاهية للمواطنين يقول احمد فرحات خبير سياحي وفندقي، إنّ الإقبال على هذا النوع من الخدمات، على رغم أنه لا يزال خجولا، يزداد عاما بعد عام، وخصوصا في موسم الصيف، لكنّ نسبة هذه الرحلات لا تزال ضئيلة، إذ إنّها لا تشكّل سوى 5 أو 10 في المائة من إجمالي الرحلات السياحية. وأضاف تامر حمدي مدير تسويق في إحدى الشركات التي تطبق ذلك النوع من الرحلات: إن تقسيط الرحلات السياحية فكرة جديدة قمنا بتطبيقها لزيادة نشاط الشركة بعد الركود الذي أصاب سوق السياحة المصري. وأوضح أن التعاقد يكون مع شركات وليس العملاء، لضمان حقوق شركة السياحة إذا ما تعثر العميل، عن السداد أو تراجعت ظروفه المادية، موضحا أن فترة التقسيط تتراوح ما بين 5 إلى 12 شهراً. ونوه أن تلك العروض تلقى إقبالا كبيراً من المواطنين خاصة في الرحلات الداخلية، وتعتبر الفوائد التي تضاف على التكلفة بسيطة ومنخفضة، وكلما زادت أعداد العملاء في الرحلة الواحدة قلت الفوائد. وأفاد مصطفى لاشين مدير السياحة الداخلية بإحدى الشركات التي تطبق تلك العروض، أن نظام التقسيط نجح بشكل كبير وغير متوقع ونحن نطبقها للأفراد والشركات معاً ومن الضمانات التي تأخذها الشركة من العميل سواء "شيك بنكي أو إيصال أمانة أو إثباتات أخرى مثل وصل النور إلى آخره". وعن نسبة الفوائد المضافة قال: إن شركته لا تطبق أية فوائد على السعر الأصلي، موضحا أن الإقبال يزداد على الرحلات الخارجية المقسطة وتكون مدة تسديد الإقساط من 6 إلى 12 شهراً. واختلفت آراء المواطنين حول فكرة القيام برحلات مقابل تقسيط تكاليف تلك الرحلات بدلا من دفعها مرة واحدة، وأيد البعض الفكرة ورحب بها، فيما رفض البعض الأخر مبررا رفضه بالمزيد من الأعباء والفوائد التي قد يعجز عنها. المؤيدون: في متناول الجميع وتنشط السياحة الداخلية يقول احمد 30 عاما: أؤيد الفكرة بشدة ألا تزيد الفوائد عن السعر الأصلي وان تكون الرحلة تتوافر بسعر مناسب، أما أسماء 28 عاما فأيدت الفكرة لان هناك رحلات باهظة الثمن ولا يمكن زيارتها من خلال توفير ميزانية أو دفع مبلغ كبير مرة واحدة فالتقسيط سيسهل من اتخاذ قرار السفر. أما بسنت 25 عاما فقالت إنها تؤيد الفكرة لأنها بذلك تستطيع السفر إلى بلد الأحلام دون أعباء دفع مصاريف الرحلة مرة واحدة أو ادخرها لعام كامل على الأقل، واتفقت معها عواطف40 عاما من أن الاقتصادية قد تكون سبب إقبال الناس على ذلك النظام مرحبة بالفكرة لأنها تنشط السياحة الداخلية. الرافضون: عبء جديد يضغط على الالتزامات الأخرى ورفض البعض الفكرة معللين رفضهم بالأعباء المادية التي قد تنالهم مستقبلا ولا يستطيعون السداد، حيث رفضت هند 28 عاما الفكرة بسبب عبء تسديد قيمة الرحلة شهريا، مما قد يضرها للضغط على المصاريف والالتزامات الأخرى. فيما رفض محمد 33 عاما الفكرة لأنه يكره فكرة التقسيط معللا رفضه أن الرحلة تنتهي وتذهب متعتها ويبقى التقسيط.